اقتصاد

السياحية الصحراوية..مؤهلات كبيرة بحاجة إلى التثمين

مهنيون يطالبون بإشراكهم في مساعي تطوير القطاع

تولي السلطات العليا للبلاد أهمية بالغة لتحريك عجلة السياحة الداخلية والصحراوية، من خلال اتخاذ عدة إجراءات وتدابير من شأنها المساهمة في استقطاب السياح وإعطاء دفع كبير للقطاع الذي تراهن عليه البلاد لتنويع الاقتصاد.

وفي هذا الصدد أكد المدير العام لوكالة "أكاديس ترافل" "سفاري صحراء" بوادي سوف شقوري عبد القادر في حديثه لجريدة "الرائد"، بأن السياحة الصحراوية شهدت حركية كبيرة بالمقارنة مع السنوات الأخيرة، غير أنها تبقى تواجه العديد من التحديات.

وشدد شقوري، على أن السياحة الداخلية عموما والصحراوية على وجه الخصوص باتت رقما هاما في معادلة السياحة، وأضحت خيارا للسياح الأجانب، وقد استقطبت الولايات الجنوبية أعدادا هائلة في الأشهر الأخيرة، في ظل ما تتوفر عليه من مقومات.

ويطالب مهنيو قطاع السياحة بضرورة إشراكهم في مساعي السلطات الرامية لتطوير القطاع، مشيرين لأهمية وضع آليات جديدة لترقية القطاع وخلق حركية جديدة تسهم في توفير خدمات في المستوى وتمكن من معالجة كافة الاختلالات المسجلة سابقا.

وأكد محدثنا، بأن إنجاح مساعي ترقية الوجهة الصحراوية يمر بالدرجة الأولى بالعمل على إعادة النظر في عدة نقاط تتصدرها الأسعار، التي تبقى من بين أبرز النقاط السوداء، إذ أن السياح يشتكون في الغالب من ارتفاع أسعار الخدمات، على غرار النقل، الفنادق وكذا المطاعم، بالإضافة إلى الجودة.

وفي سياق متصل، تعمل السلطات الوصية على تشجيع الوجهة الصحراوية، التي تحظى باهتمام كبير من قبل السياح الجزائريين والأجانب على حد سواء، في ظل ما تتوفر عليه من تنوع وثراء سياحي كبير، يجعل منها من الوجهات المفضلة عالميا.

يشار إلى أن وزير السياحة مختار ديدوش، كان قد كشف بأن الجزائر عرفت هذه السنة توافد حوالي 1 مليون و500 ألف سائح أجنبي خلال الفترة الممتدة من الفاتح جانفي 2023 إلى غاية نهاية شهر أوت الماضي، مضيفا بأن ولايات الجنوب لوحدها سجلت توافد 26 ألف سائح و2500 سائح أجنبي استفادوا من إجراءات منح التأشيرة لدى وصولهم إلى ولايات الجنوب.

 مرافق جديدة لايواء السياح..

 في سياق ذي صلة، جرى توفير ما لا يقل عن 100 إقامة لإستقبال السياح بصيغة "الإيواء لدى الساكن" ببلدية تاغيت (ولاية بشار) في إطار موسم السياحة الصحراوية 2023-2024، حسبما علم منتصف الأسبوع الجاري لدى مسؤولي هذه الجماعة المحلية ذات الطابع السياحي بامتياز.

وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي محمد شقيفي، أن عملية إعادة تنظيم وموافقة المصالح المعنية بفتح تلك السكنات (أزيد من 300 سرير) بالتنسيق مع قطاع السياحة والصناعة التقليدية تهدف إلى "ترقية وتطوير هذه الصيغة من الخدمات السياحية وتشجيع المستثمرين الشباب وإدماجهم في هذا النوع من النشاط السياحي وإنشاء إطار قانوني لهذه الإقامات السياحية المميزة التي تجمع مابين الثقافة والهندسة المعمارية والجانب التاريخي وفنون الطهي والتقاليد المحلية".

كما تسمح تلك المرافق التي تشهد حاليا إقبالا واسعا للسياح، والتي يقع جزء منها بقصر تاغيت العتيق الذي يعود لأزيد من ألف سنة والمصنف في سجل التراث المعماري الوطني، بالاستمتاع بالطابع المحلي والتقاليد والخصوصيات الاجتماعية للمنطقة، والتي تتمتع بعدة مقومات ومواقع سياحية وطبيعية التي تجعل منها وجهة سياحية مفضلة للسياح، مثلما أشير إليه.

وجرى مؤخرا تنفيذ إجراءات للترويج السياحي في هذه المواقع، من خلال إنشاء شبكة إنارة تعتمد على الطاقة الشمسية بمحطات النقوش الصخرية ببلدية بربي بالقرب من بلدية تاغيت، وهذا بهدف تطوير السياحة وحمايتها، حسب ذات المنتخب .

كما تهدف عمليات تأهيل الطرقات والمسارات المؤدية إلى مختلف المواقع الطبيعية الأخرى بالمنطقة إلى تنميتها سياحيا، وذلك ضمن المخطط البلدي للتنمية، وفق ذات المتحدث.

ويهدف التطوير السياحي لهذه المواقع على غرار بساتين النخيل بتاغيت إلى تعزيز الوجهة السياحية للساورة والمساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية.

للإشارة، فقد سجل تدفق زهاء 40.000 سائحا على الساورة، لاسيما على منطقة تاغيت خلال موسم السياحة الصحراوية المنصرم، والذين استقبلتهم مرافق الإيواء والهياكل الفندقية، على غرار الفندق العمومي "الساورة" ومؤسسة فندقية مماثلة تابع للخواص بطاقة استيعاب تزيد عن 500 سرير.

ف.م

من نفس القسم اقتصاد