الوطن

جامعات دولية "تستهدف" الباحثين الجزائريين

يتعلق الأمر بأولئك المُدرجين في تصنيف "التايمز"

تواصل دول خليجية وأوروبية، وكذا دول أخرى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية  وكندا، استهداف الجامعات والأدمغة الجزائرية، خاصة عقب نشر تصنيف "التايمز" العالمي قائمته لهذا العام، وذلك من خلال التواصل مع الباحثين المدرجة أسمائهم في هذا التصنيف من أجل  التعاقد معهم، في هذا السياق، يرى البروفيسور طيبي الطاهر، أن وجود أسماء باحثين جزائريين في مثل هذه التصنيفات العالمية يزيد من مرئية الجامعات وتنافسية باحثيها، ويفتح آفاقا كبيرة حتى لطلبة هذه الجامعات.

وأوضح في هذا الشأن، البروفيسور طيبي الطاهر، المصنف للمرة الثالثة على التوالي ضمن 2 بالمئة كأحسن باحث في العالم من قبل جامعة سان فورد الأمريكية، قائلا في تصريح إذاعي "تلقيت عدة عروض من عدة جامعات ومخابر دولية حيث تسعى هذه المؤسسات العلمية لاستقطاب الباحثين المصنفين عالميا، كما لدي عدة عروض من دول الخليج وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المرتقب أن ألتحق بمخبر بحث في فرنسا.

وحسب البروفيسور طيبي، فإنه للمرة الثالثة على التوالي تم تصنيفيه من بين 2 % عالما الأكثر تميزا وتأثيرا، في مجال الهندسة الميكانيكية، تخصص طاقة وهو متحصل على شهادة مهندس دولة في الهندسة الميكانيكية جامعة المسيلة، حامل شهادة ماجستير ودكتورة في علوم الفيزياء من جامعة قسنطينة وتحصل على ترقية لرتبة أستاذ تعليم عالي سنة 2022 في المرتبة الثالثة وطنيا، من بين كل المترشحين ضمن الطبعة 47 للجنة الوطنية الجامعية، ويشغل  منصب نائب مدير العلاقات الخارجية بجامعة البشير الإبراهيمي.

وأضاف المتحدث، أن التصنيف يُجريه باحثون من جامعة سان فورد الأمريكية كل سنة وينشر من قبل الناشر العملاق السفير وفق قاعدة بيانات وهو من أقوى التصنيفات العالمية للباحثين، لأنه لا يعتمد فقط على عدد البحوث المنشورة أو الإشهادات، وإنما يخضع لمعايير أخرى تحدد تميز وتأثير الباحث في مجال تخصصه.

وأكد البروفيسور طيبي الطاهر، أن ظهور باحثين جزائريين في مثل هذه التصنيفات العالمية المرموقة يحسّن ويزيد من مرئية الجامعات وتنافسية باحثيها، كما أنه يفتح آفاقا كبيرة حتى للطلبة المتخرجين من هذه الجامعات ويزيد عليهم الطلب من قبل المؤسسات العالمية لأن جامعاتهم لها تصنيف عالمي، كما أن هذه التصنيفات تؤكد أن الباحث الجزائري خريج المدرسة والجامعة الجزائرية له مستوى مرموق لا يختلف عما هو موجود في العالم.

وقال طيبي، إن بحوثه العلمية تركز أساسا على مجال الطاقة والطاقات المتجددة وتحديدا إنتقال الطاقة الحرارية والموائع والمواد المسامية وتخزين الطاقة، قائلا "نعمل مؤخرا على النانو تكنولوجيا وهي تتحسن كثيرا من فعالية الطاقة الحرارية والأجهزة الطاقوية وهذا التصنيف يفتح للباحث آفاق التدريس بعدة جامعات ومخابر عالمية كذلك.

وذكر تصنيف صادر عن جامعة ستانفورد الأمريكية 56 أستاذا من جامعات جزائرية في القائمة التي نشرتها لأفضل 2.5٪من الباحثين في العالم في التصنيف العالمي للبحث العلمي والابتكار، و10 باحثين في قائمة أفضل 2٪ من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا على مستوى العالم، وشمل التصنيف عدد الأبحاث المنشورة وعدد الإستشهادات من العلماء الآخرين بالأبحاث (citation) على مر سنوات عديدة.

 

 توجه نحو المؤسسات الناشئة والحلول التنموية

 

 على صعيد آخر، سلط المتحدث الضوء على الرؤية والإستراتيجية الجديدة للدولة الجزائرية في قطاع التعليم العالي و البحث العلمي، التي تهدف إلى الانتقال بالطالب الجامعي من مجرد باحث عن منصب شغل إلى مقاول خلاق الثروة، حيث تم استحداث مؤسسات ناشئة مصغرة ومذكرة تخرج مؤسسة ناشئة، وبراءة اختراع، وهو ما سيجعل الابتكار والاختراع محددين أساسيين في النمو الإقتصادي، ولهذا تم إنشاء هيئات خاصة جامعية لمرافقة الطلبة في مشاريعهم مما سيجعل الجامعة الجزائرية قاطرة حقيقية للتنمية.

وأورد طيبي، أن هناك  توجها كبيرا نحو المؤسسات الناشئة التي تحمل حلولا لانشغالات تنموية وتجد حلولا لمشاكل اقتصادية واجتماعية، وبرأيه فإن المعطيات في هذا المجال مشجعة جدا بالنظر إلى الكم الهائل للطلبة الذين يتوجهون نحو الابتكار والعدد الهائل لبراءات الاختراع التي تنجز وتودع وحتى الأساتذة، أصبح يسمح لهم بفتح فروع مكاتب على مستوى الجامعات، مشددا أن البحث العلمي هو القاطرة الأساسية للتنمية والأمن والأمن الطاقوي.

ومن هذا المنطلق، شدد على ضرورة قيام الدولة بتمويل المشاريع البحثية وتطبيقها على أرض الواقع من خلال ربطها بالمحيط الاقتصادي واستغلالها من أجل النهوض بالتنمية وتحقيق الأمن الطاقوي، ودهب يقول في هذا السياق "إن الرؤية الجديدة للجزائر هي الطريق السوي لقطاع التعليم العالي و لبحث العلمي والاعتماد على الجامعة للنهوض بالاقتصاد الوطني وجعل البحث العلمي والابتكار في خدمة النمو الاقتصادي.

تجدر الإشارة، أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أسدى على هامش الندوة الوطنية للجامعات، وسام الاستحقاق للوزارة، لمدراء 23 أحسن مؤسسة جامعية، تكريما لهم، ولتواجدهم بتصنيف التايمز  "THE"، إصدار 2024، لتحتل بهذا الجزائر المرتبة الأولى عربيا والثانية إفريقيا، كما سلم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في الندوة الوطنية للجامعات المقامة يوم 12 أكتوبر 2023، بمقر الوزارة، وسام الاستحقاق للوزارة،  لعشرة (10) باحثيين جزائريين أكثر تأثيرا علميا.

من نفس القسم الوطن