الوطن

السياحة في الجزائر.. بداية الانتعاش

إجراءات تحفيزية ونقلة نوعية

تراهن السلطات العمومية على قطاع السياحة كرافد من روافد الإقلاع الاقتصادي وأيضا كبديل للمحروقات، عبر إجراءات تحفيزية للمستثمرين وجميع الفاعلين، إضافة إلى التسهيلات التي أقرتها الحكومة للسياح الأجانب الراغبين في زيارة المناطق السياحية في البلاد، خاصة في الجنوب الكبير.

تزخر الجزائر بمقومات سياحية كبيرة، غير أنها ما تزال غير مستغلة بالشكل المطلوب، على الرغم من جدواها الاقتصادية الهامة، باعتبارها محركا للعديد من القطاعات الأخرى، سيما ما تعلق بقطاع الخدمات، الأمر الذي دفع بالحكومة إلى محاولة الدفع بهذا القطاع عبر العديد من الإجراءات والترتيبات التي تصب في إعادة بعث النشاط والسياحية الصحراوية على وجه الخصوص.

 وفي هذا الصدد ذكرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية في منشور لها أمس، عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، بالترتيبات الخاصة بمنح التأشيرات السياحية للسيّاح الأجانب الراغبين في زيارة الجنوب الجزائري عن طريق وكالات السياحة والأسفار الوطنية المعتمدة.

وتمكن هذه الترتيبات، التي دخلت حيز التنفيذ العام الماضي، السياح الأجانب الراغبين في القيام برحلات سياحية بجنوب البلاد عن طريق وكالات السياحة والأسفار الوطنية المعتمدة الاستفادة من تأشيرة التسوية مباشرة عند وصولهم إلى المنافذ الحدودية، بدلا من إجراءات التأشيرة العادية.

وحسب ذات المنشور فإنه يتم بإدراج كل المعطيات المتعلقة ببرنامج الزيارة السياحية والمشاركين فيها من السياح الأجانب، وذلك عبر أرضية رقمية يتم العمل بها مع مديريات السياحة والصناعة التقليدية للولايات المعنية، حيث يستفيد السياح الأجانب المعنيين من وثيقة تسلم لهم عن طريق وكالاتهم السياحية تسمح لهم بالركوب عبر الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران بالمطارات القادمين منها، كما يتحصل هؤلاء السياح عند وصولهم للجزائر على تأشيرات تتوافق مع فترة الرحلة السياحية المنظمة لهم، وذلك وفق التشريع والتنظيم المعمول بهما.

وتزامن هذا مع افتتاح الصالون الدولي للسياحة والأسفار، الذي أشرف على افتتاح طبعته الـ 22 الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، حيث أعلن خلالها عن تجاوز عدد السياح الأجانب الذين زاروا الجزائر هذه السنة 1.6 مليون سائح مقابل 600 ألف سائح فقط في سنة 2022.

الأكيد أن هذا الرقم مهم، غير أن المقومات التي تزخر بها الجزائر تجعل منه بعيدا عن الطموحات وهو ما اكد عليه الوزير الأول عندما قال " رغم هذه النقلة إلا أننا بعيدون عن بلوغ المؤشرات المرجوة"، بالنظر الى الإجراءات الاستثمارية التي اتخذتها الدولة من أجل تسهيل الفعل السياحي والمسارات السياحية.

وشدد الوزير الأول في ذات السياق, على "ضرورة الترويج لهذه الإجراءات المتعددة المتخذة في إطار وجهة الجزائر الجديدة 2030", مضيفا أن الجزائر "تحوز على مقومات نلمسها الآن, لكننا في نفس الوقت ما زلنا بعيدين عن الترويج للسياحة في بلادنا والاستفادة منها".

ولدى تطرقه إلى أهمية السياحة الداخلية، أكد الوزير الأول أن هذه السياحة "تحدي يجب أن نرفعه جميعا, بما فيها السياحة الحموية التي تزخر بها عدة مناطق من الوطن كقالمة وخنشلة وسطيف", لافتا إلى أن مثل هذه السياحة "يمكن أن تستقطب أكثر من 12 مليون سائح باعتبارها أحد الروافد الأساسية للتنوع الاقتصادي في الجزائر".

من جانبه وزير السياحة والصناعة التقليدية, مختار ديدوش ولدى اشرافه أمس، على أشغال يوم دراسي حول "ترقية طرق مسارات القصور  والواحات في النشاط السياحي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية" نظم على  هامش الطبعة الـ22 للصالون الدولي للسياحة والاسفار, أبرز ديدوش أهمية التكفل بهذا النوع من النشاط السياحي لجعل القطاع  يساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة واستقطاب السياح, داعيا جميع الفاعلين  في القطاع الى "بذل كل الجهود لإعادة بعث هذا النوع من السياحة الذي يبرز  التراث التقليدي والديني والتاريخي والأثري للجزائر, لاسيما بمناطق الجنوب  والهضاب العليا". كما شدد على وجوب "تحسين نوعية الخدمات السياحية لاستقطاب السياح وكذا بناء مقصد سياحي فريد من نوعه من خلال التكفل بالمسالك السياحية نحو القصور والواحات".

من نفس القسم الوطن