الوطن

"الدبلوماسية الجزائرية تحظى اليوم باحترام المجتمع الدولي"

في ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة

أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, المكانة الهامة التي تحظى بها الدبلوماسية الجزائرية، حيث قال "إن الدبلوماسية الجزائرية, بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تحظى اليوم، باحترام المجتمع الدولي بفضل خبرتها وسمعتها وصورتها المتألقة وبالنظر لوفائها الثابت بالتزاماتها".

أحيت أمس، وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، الذكرى الـ 65 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، تم خلالها تقديم شهادات حية لعدد من المجاهدين من قامات الدبلوماسية الجزائرية على غرار نور الدين جودي وصالح بن قبي ومحمد دباح، الذين أكدوا أن تأسيس الحكومة المؤقتة "شكل محطة فارقة من محطات الثورة التحريرية وكانت بالتالي أبرز حدث سياسي في تاريخ كفاح الشعب الجزائري"، كما أنها أكدت على "وحدة كلمة قادة الثورة والتفاف الشعب حولهم".

كما استمع الحاضرون من شخصيات تاريخية ومجاهدين وطلبة إلى مداخلتين، تمحورت الأولى حول "النشاط الدبلوماسي للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية 1959- 1962" للأستاذ عمر بوضربة وهو مختص في تاريخ الدبلوماسية خلال الثورة التحريرية، فيما ركزت المداخلة الثانية للأستاذ عبد الله مقلاتي على دوافع تأسيس الحكومة المؤقتة".

وفي كلمته قال وزير المجاهدين إن كل آراء ومواقف الدبلوماسية الجزائرية "تحظى اليوم, بقيادة رئيس الجمهورية، وبفضل خبرتها وتجربتها الرصينة وسمعتها وصورتها المتألقة, باحترام المجتمع الدولي, بالنظر لوفائها الثابت بالتزاماتها, خارج إطار الظرفيات والمواقف المتهافتة, لاسيما في دعم القضايا العادلة في العالم, والمبادرة بمقاربات لحلحلة مختلف الأزمات والتسوية السلمية للنزاعات في محيطنا الإقليمي والدولي".

وفي هذا الصدد أوضح ربيقة أن حركة التاريخ وتطور الأحداث, أثبتت مدى واقعية رؤية الجزائر لتلك الأحداث والأزمات, مشيرا إلى أن "الجزائر برصيدها النضالي والتزاما منها بقيم بيان أول نوفمبر 1954, تسعى دوما إلى إرساء مبادئ السلم وتكريس ثقافة الحوار من أجل عالم يسوده الأمن والتعايش لسائر شعوب المعمورة".

وبالنسبة لوزير المجاهدين فان هذه الذكرى "نحييها اليوم لنستخلص منها العبر ونستنهض الهمم لنواصل مسيرة التجديد الوطني", مبرزا أنه تنفيذا لمخطط عمل الحكومة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية, "نحرص على حماية الذاكرة الوطنية وتبليغ قيمها السامية وترسيخ مبادئها بغية بناء المستقبل"، مذكرا بأن الحكومة المؤقتة "كانت صوت بنات وأبناء الشعب الجزائري في العالم بما قامت به من أداء فعال على أكثر من صعيد في المحافل الدولية".

من جانبه أكد المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، محمد مزيان، أن إعلان تأسيس الحكومة المؤقتة "حمل في طياته أهدافا متعددة سمحت للثورة الجزائرية بالانتقال إلى مرحلة جديدة من خلال استكمال استحداث مؤسسات الدولة الجزائرية الفتية".

وأوضح أن ذات الإعلان يعد "تجسيدا لقرار اتخذ خلال مؤتمر الصومام وأن الدافع الرئيسي لتأسيس الحكومة المؤقتة تمثل في توحيد قيادة الثورة ضمن هذه الهيئة للتحدث باسم الشعب الجزائري في المفاوضات مع الطرف الفرنسي الذي كان يتحجج آنذاك بأنه لا يوجد أي طرف للتفاوض معه".

ومنح هذا الإعلان أيضا --وفق ما جاء في كلمة المدير العام-- "غطاء قانونيا للكفاح المسلح على المستوى الدولي وسمح بتسوية مشاكل التنسيق التي كانت قائمة بين مختلف الولايات التاريخية لتمكينها من السير في الاتجاه نفسه وسمح بشكل خاص، بإبلاغ فرنسا الاستعمارية بضرورة التفاوض مع حكومة مؤقتة معترف بها قانونيا".

ولفت ذات المتحدث إلى أن أول نشاط دبلوماسي قامت به الحكومة المؤقتة غداة تأسيسها، هو التنديد على مستوى الأمم المتحدة عقب إعلان السلطات الاستعمارية آنذاك عن الاستفتاء حول الدستور الجديد، تلته عدة أنشطة دبلوماسية للتنديد بالمستعمر الفرنسي والتعريف بالقضية الجزائرية.

ولم يفوت مزيان فرصة اللقاء ليتحدث عن مواصلة الدبلوماسية الجزائرية بعد الاستقلال لعملها "بنفس الروح الثورية من خلال تعزيز تواجد الجزائر في محيطها الجيوسياسي ووضع تجربتها الثرية في مقاومة الاستعمار تحت تصرف حرکات التحرر في العالم، لاسيما في القارة الإفريقية وقيادة المد التحرري من الهيمنة الاستعمارية وإيصال صوت الدول النامية المطالبة بعلاقات دولية أكثر عدلا وإنصافا".

من نفس القسم الوطن