الوطن

الدخول المدرسي.. ساعات ويرنّ الجرس

الوزارة تُطمئن والولاة يضعون آخر الرتوشات

ساعات قليلة تفصل أزيد من 11 مليون تلميذ عن العودة لمقاعد الدراسة، حيث ينتظر أن يعطي وزير التربية الوطنية، إشارة انطلاق السنة الدراسي الجديدة رسميا، غدا الثلاثاء، وذلك في ظل إجراءات تنظيمية وبيداغوجية جديدة تهدف إلى تحقيق تعليم نوعي، ووسط تجنيد واسع لولاة الجمهورية من أجل مرافقة هذا الحدث الهام عبر مختلف ولايات الوطن، مع تسطير مخطط امني لضمان سلامة المتمدرسين وأوليائهم. 

في هذا السياق، يسهر رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, على تطوير المدرسة الجزائرية عبر مواكبة هذا الحدث الهام بجملة من التعليمات، بحيث كان ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء, الثلاثاء الماضي, وجه خلاله تعليمات لوزيري الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, والتربية الوطنية، لاتخاذ كل الإجراءات لإنجاح الدخول المدرسي, كما أمر بإعفاء البلديات الفقيرة والضعيفة من أعباء وتكاليف التكفل بالمدارس الابتدائية, على أن تتحمل الدولة هذه المسؤولية كاملة.

وتحسبا لعودة التلاميذ إلى الدراسة ومؤسساتهم التعليمية، جندت وزارة التربية الوطنية  أزيد من نصف مليون أستاذ, على مستوى قرابة 30 ألف مؤسسة تربوية عبر الوطن, لإنجاح هذا الدخول, وقد حددت محورين للدرس الافتتاحي, يتمثل الأول في "الطفل وتكنولوجيات الإعلام والاتصال", بالنسبة لتلاميذ مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط, في حين خصص موضوع "تعزيز اللحمة الوطنية" لتلاميذ مرحلة التعليم الثانوي, وفي السياق ذاته، تم تنظيم حملة واسعة لتنظيف وتجميل مختلف المؤسسات التربوية ومحيطها عبر الوطن.

ويرتقب أن يعرف الموسم الدراسي الجديد في شقه البيداغوجي, عدة مستجدات حسب وزارة التربية، التي أكدت جاهزية القطاع من أجل إنجاح الدخول المدرسي, على غرار تدريس التربية المرورية, إلى جانب مادة التربية البدنية والرياضية في مرحلة التعليم الابتدائي من طرف 12.788 أستاذ متخصص, واعتماد المعالجة البيداغوجية بالنسبة لتلاميذ السنة الأولى متوسط، وفي نفس السياق, تم تزويد جميع المدارس بمرافق رياضية مع تكييف منهاج تدريس هذه المادة من طرف أساتذة متخصصين.

وبخصوص تعليم مادة اللغة الانجليزية, تم إقرار تدريس هذه المادة في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي, حيث تم طبع الكتاب الخاص بهذه المادة وتوزيعه على نقاط البيع المختلفة وعلى المؤسسات التربوية, إضافة إلى تنصيب الأساتذة في هذا الاختصاص وإجراء تكوين في الفترة الممتدة من 7 إلى 18 سبتمبر الجاري، أي اليوم.

تدابير جديدة لمساعدة تلاميذ السنة الأولى متوسط

كما سيشهد هذا الموسم اعتماد المعالجة البيداغوجية لتلاميذ السنة الأولى متوسط، و في هذا المجال كان مدير التعليم الابتدائي, محمد ضيف الله, قد أكد أنه تم إعداد "قاعدة بيانات" مفصلة لطبيعة "الصعوبات" المسجلة لدى التلاميذ الذين اجتازوا امتحان تقييم المكتسبات, والعمل على معالجتها والتكفل بها انطلاقا من السنة الدراسية الحالية.

ومن بين الإجراءات الأخرى التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية, توظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال واعتماد الرقمنة في التعليم والتكوين والتوظيف, حيث سيتم برسم هذه السنة الدراسية رقمنة كل قرارات التمدرس وغيرها من العمليات، وفي مجال التوظيف, خصصت الوزارة منصة رقمية عبر أرضيتها لتسهيل الحركة التنقلية للأساتذة, حيث مكنت هذه الآلية من تلبية رغبات 93 بالمائة من المترشحين إلى جانب تخصيص منصة رقمية أخرى لتوظيف خريجي الجامعات بصفة التعاقد.

وفي ذات الإطار, فتحت الوزارة باب الترشح أمام حاملي الشهادات الجامعية الراغبين في التوظيف كأساتذة بصفة متعاقدين في مؤسسات التربية والتعليم التابعة لها، ودعتهم إلى الإيداع الإلكتروني لملفاتهم في الفترة الممتدة من 05 إلى 10 سبتمبر الجاري، حيث باشرت، أمس الأول، مصالح مديريات التربية في الإفراج عن نتائج المقبولين، ويتعلق الأمر برتب أستاذ التعليم الثانوي (جميع المواد), أستاذ التعليم المتوسط (جميع المواد), أستاذ المدرسة الابتدائية (مادة اللغة العربية, مادة اللغة الأمازيغية, ومادة اللغة الفرنسية).

وسيشهد الدخول المدرسي المقبل أيضا "توسيع استعمال اللوحات الرقمية, بتجهيز 1200 مدرسة ابتدائية جديدة, بعدما تم تجهيز 1629 مدرسة ابتدائية باللوحات الرقمية السنة الماضية لفائدة تلاميذ السنوات الثالثة والرابعة والخامسة من التعليم الابتدائي, إلى جانب إدراج التربية المرورية وتوظيف 400 مساعد في الحياة المدرسية لمرافقة التلاميذ المصابين بالتوحد, و طبع أكثر من 77 مليون كتاب مدرسي.

ولإنجاح الدخول المدرسي الجديد، شرعت، من جهتها، مصالح الدرك الوطني، على غرار ولاية سطيف، في تكييف مخططها الخاص بالدخول الاجتماعي الجديد بما يتماشى مع العودة المنتظرة للمدارس، علما أن الدرك الوطني يضم حاليا 27 فرقة لحماية الأحداث وطنيا، مما ساهم في  تقليص حالات الاختطاف التي مست أطفالا في السنوات الأخيرة، وهي اليوم تكاد تكون منعدمة، وحسب منشور، لإذاعة سطيف، فإن وحدات الدرك الوطني ستنتشر عبر الطرق السريعة والداخلية لمراقبة سير السيارات وحافلات النقل الجماعي والشاحنات لتسهيل حركة المرور اليومية.

في نفس الإطار، شرع الولاة في وضع الرتوشات الأخيرة من أجل إنجاح هذا الحدث الهام، وذلك من خلال السهر على استلام جميع المرافق البيداغوجية الجديدة، فضلا عن السهر عبر مصالحها على توزيع منحة 5 آلاف دج للفائت المعوزة، في وقت شرعت فيه عدة مجالس شعبية بلدية في توزيع الأدوات المدرسية خاصة لتلاميذ الطور الابتدائي.

من نفس القسم الوطن