الوطن

الجزائروفرنسا في السباق الأخيرقبل قرارالمجتمع الدولي

الطرفان يدفعان باتجاهين مختلفين لحل أزمة مالي

 

 

 

في الوقت الذي تستضيف فيه الجزائر وفدا عن جماعة أنصار الدين، وإحدى الجماعات التي تسيطر على شمال مالي، طار رئيس الوزراء المالي، الشيخ موديبو ديار، إلى باريس في لقاء قيل إن الهدف من ورائه هو طلب "الدعم الفرنسي لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الإرهابيون ومهربو المخدرات بشكل غير مشروع"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وذكرت الوكالة أن المسؤول المالي، سيلتقي وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بحسب بيان لمكتب رئيس وزراء مالي، الذي أضاف أن "رحلة رئيس الوزراء تندرج في إطار جهوده الهادفة إلى تعزيز تعبئة الأسرة الدولية حول مالي وإبقائها لتسريع استعادة وحدة أراضي بلدنا".

وفي سياق ذي صلة، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، إن المحادثات بين موديبو ديارا وفابيوس "ستتناول الأزمة في مالي خصوصا ولا سيما من الجانبين السياسي والعسكري"، وأضاف "على الصعيد الأمني سيسمح اللقاء بمراجعة التخطيط للعملية الإفريقية الذي سيعرض على مجلس الأمن الدولي قريبا، وإعادة بناء القوات المسلحة المالية".

وقبل ثلاثة أيام، من زيارة المسؤول المالي لباريس، كان وفد آخر من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وهي حركة علمانية معارضة قد حل بالعاصمة الفرنسية باريس، للتباحث مع المسؤولين الفرنسيين بشأن الوضع في مالي. ولم تتحدث المصادر عن فحوى اللقاءات التي جمعتهم بالساسة الفرنسيين، غير أن الجميع يدرك أنها تتعلق بالكيفية التي يتعين بها التعاطي مع الأزمة الأمنية التي تسيطر على منطقة الساحل.

واللافت في هاتين الزيارتين، أنهما تزامنتا مع زيارة وفد من جماعة أنصار الدين للجزائر، قادما من العاصمة البروكينابية، واغادوغو، وهي الزيارة التي قدمت على أنها تندرج في سياق الوساطة التي تقودها كل من الجزائر وبوركينا فاسو، للبحث عن حلول سلمية للأزمة في شمال مالي.

ولم تتسرب أية معلومات بشأن زيارة جماعة أنصار الدين للجزائر، فظل التكتم الذي تسلطه السلطات الجزائرية على هذه الزيارة، غير أن الهدف واضح، وهو دعم رؤية الجزائر للخروج من الأزمة في مالي، والقائمة أساسا على الحل السلمي التفاوضي، الذي يبعد شبح الحرب عن منطقة هشة، لا طاقة لها باحتمال أي توتر.

ويتضح من هذه المعطيات أن هناك محورين يتجاذبان حل الأزمة الأمنية في شمال مالي، المحور الأول، يمكن الاصطلاح عليه بمحور الجزائر ـ أنصار الدين، وهو الذي يدعو للتفاوض السلمي، في حين أن الثاني هو محور باريس ـ باماكو ـ الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وهو يسعى إلى فرض الحل العسكري، الذي لا يلقى الإجماع الدولي لحد الساعة.

ويرى المحللون أن هذه الزيارات هي بمثابة محاولات اللحظة الأخيرة لترجيح كفة هذا الحل السلمي المدفوع من طرف الجزائر، أو الحل العسكري المدعوم من طرف فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، قبل حسم المجتمع الدولي، عن الخيار الذي سيؤخذ به، والذي ينتظر أن يرى النور قبل نهاية الشهر الجاري.

 

طه. ش

 

من نفس القسم الوطن