الوطن

مساهل يكسب دعم روسي للحل السلمي في مالي

في انتظار الزيارة المرتقبة لسيرغي لافروف إلى الجزائر

 

 

 

انضمت روسيا إلى الجزائر في موقفها الداعي لحل ملف شمال مالي، حيث أبدت الخارجية الروسية دعمها لتوجه الجزائر نحو الحلول السلمية، وفقا لميثاق الأمم المتحدة، سواء تعلق الأمر بالقضية الصحراوية، أو حتى في الأزمة السورية، كما أكد الطرف الروسي على ضرورة إعطاء دفع للتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، ويتعزز ذلك بزيارة عمل مرتقبة لوزير الخارجية الروسي إلى الجزائر. 

 

 توجت زيارة الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إلى روسيا أول أمس الإثنين، بتحقيق تقدم في الموقف الروسي من عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها الأزمة السورية، حيث صرحت مصادر في الخارجية الروسية لقناة "روسيا اليوم"، بأن روسيا والجزائر اتفقتا على موقف موحد بخصوص حل القضايا الراهنة في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو تسوية المشاكل القائمة على أساس ميثاق الأمم المتحدة، ونقلت القناة عن مصادر قالت إنها حضرت اللقاء الذي جمع عبد القادر مساهل بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الطرفين ناقشا الوضع الراهن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في ضوء التغييرات الجذرية الحاصلة هناك، وأضاف المصدر أن اقتراب في المواقف قد تم لمسه من خلال محادثات مساهل ولافروف بخصوص مسالك البلدين اتجاه الإشكالية الإقليمية، بدليل أن كلا البلدين (روسيا والجزائر)، تسيران في نفس التوجه الداعي لحل المشاكل الدولية والإقليمية وفقا للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.

وتم خلال اللقاء، تبادل وجهات النظر حول قضية الصحراء الغربية وملف شمالي مالي، حيث استعرض عبد القادر مساهل موقف الجزائر بخصوص حل القضية بالطرق السلمية وفقا لقرارات الأمم المتحدة، وإجراء استفتاء حول تقرير المصير للشعب الصحراوي، وكذا عرض موقف الجزائر فيما يتعلق بالأزمة في شمال مالي، وحسبما ورد في تقرير "روسيا اليوم" فإن مصادر بوزارة الخارجية الروسية قالت إنه "جرى استعراض تفصيلي للوضع في منطقة الصحراء والساحل، مع التركيز على الأزمة في مالي. كما ناقش الجانبان الوضع في البلدان المغاربية بالتفصيل"، حيث أكدت روسيا على دعمها لمواصلة البحث عن حل سياسي عادل وطويل الأجل وملائم لمشكلة الصحراء الغربية تحت مظلة الأمم المتحدة، وهو موقف يصب في نفس توجه الجزائر التي ترافع للحل تحت مظلة الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بملف شمال مالي، بدى وزير الخارجية الروسي داعما لموقف الجزائري، وأعرب عن تأييده لمضاعفة جهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات والتهديدات المعاصرة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، وشددا على أنه لا مجال لوجود المعايير المزدوجة لدى مجابهة ظاهرة الإرهاب، وهي اشارة واضحة تعارض الموقف الفرنسي الذي يصنف كل من (الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وحركة أنصار الدين) ضمن الجماعات الإرهابية، بينما ترى الجزائر أنهما طرفان في الحوار السياسي لحل الأزمة، وبذلك تكون روسيا قد دخلت ضمن مسعى الجزائر للتفريق بين الإرهاب والحركات المتمردة من طوارق مالي.

وعن التعاون الجزائري - الروسي، أظهر كل من مساهل ولافروف في لقائهما، اهتماما بمسائل تحسين التعاون السياسي الروسي - الجزائري في الشؤون الإقليمية والدولية، وزيادة التعاون الثنائي ذي المنفعة المتبادلة على أساس إعلان الشراكة الاستراتيجية الموقعة في موسكو في أفريل 2001".

ولتعزيز سبل الشراكة بين البلدين، سيقوم وير الخارجية الروسي سرغي لافروف في الأيام القليلة القادمة، بزيارة عمل إلى الجزائر، حيث سيقف على أهم محاور التعاون لا سيما في مجال التعاون الحربي والصناعي.

 مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن