اقتصاد

تنصيب المجلس الأعلى للمصدرين في أقرب وقت

الرئيس تبون يأمر الحكومة التكفل بكل مشاكلهم

أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن تنصيب المجلس الأعلى للمصدرين في اقرب وقت، وذلك خلال إشرافه أمس، على افتتاح الطبعة الأولى لـ "الوسام الشرفي للتصدير"، والتي تجسد حرصه على تشجيع وتحفيز المصدرين من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في مجال تنويع الصادرات، حيث أكد الرئيس تبون قرب بلوغ 13 مليار دولار من الصادرات خارج المحروقات.

كرم، أمس، رئيس الجمهورية، 13 مصدرا منهم مؤسسة "إيريس" Saterex-IRIS ، التي حازت على "الوسام الشرفي للتصدير"، إلى جانب تكريم فرع لمؤسسة "صافكس" كأحسن هيئة مرافقة للتصدير.

وتم التكريم خلال إشراف الرئيس تبون على افتتاح الطبعة الأولى لـ "الوسام الشرفي للتصدير" التي نظمت بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، تحت شعار "التزام، انجازات و آفاق" بهدف تكريم أفضل المصدرين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة (2020-2022) و التعريف بالسياسة الجديدة للجزائر لتشجيع الصادرات خارج المحرقات، بحضور مسؤولين سامين إ في الدولة وأعضاء من الحكومة وممثلو جمعيات مهنية ومسؤولو مؤسسات عمومية وخاصة.

وصدرت "إيريس" خلال الفترة المعنية منتجاتها، من أجهزة الكترونية و كهرومنزلية و اطارات العجلات، بقيمة اجمالية قدرها 45 مليون دولار إلى 28 بلدا. و تطمح الشركة، التي تشغل 3455 عاملا، الى تصدير 146 مليون دولار آفاق سنة 2029.

وتم اجمالا منح أوسمة شرفية تكرم 11 فئة من المصدرين، لفائدة 13 مصدرا، فضلا عن وسام آخر تم منحه لشركة "تصدير"، فرع الشركة الجزائر للمعارض و التصدير (صافكس) كأفضل هيئة مرافقة للمصدرين خلال الفترة المعنية.

فإلى جانب "الوسام الشرفي للتصدير"، تم منح جائزة "أفضل مصدر للمنتجات الصناعية" ل3 مؤسسات هي "ميديتيرانين فلوت غلاس.أم.أف.جي Mediteranean Float Glassmfg و"فاداركو" Faderco (فرع وراك - Warak)، و"سوميفوس" Somiphos، و منح جائزة "أفضل مصدر للصناعة الصيدلانية" لمؤسسة "اي.أم.سي" IMC و جائزة "أفضل مصدر للمنتجات الفلاحية" لمؤسسة "بوبلنزة اغرو اليمونتار" Boubelenza Agro Alimentaire".

كما تم منح جائزة "أفضل مصدر تمور" لمؤسسة "بيودات ألجيري" Biodattes Algérie و جائزة "أفضل مصدر لزيت الزيتون" لمؤسسة "كياراد" Etablissement Kiared و جائزة "أفضل مصدر خدمات (مؤسسة ناشئة)" للمؤسسة الناشئة "يسير" Yassir Statrt-UP و جائزة "أفضل مصدر للقارة الافريقية" ل"شركة توزيع مواد البناء" التابعة لمجمع "جيكا" (Sodismac).

وحاز أمير بن حمادي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "كوندور اليكترونيك" Condor Electronics على جائزة "أفضل مصدر شاب" فيما حازت مسيرة مؤسسة "إكسبو كوير" Expo Cuir على جائزة "أفضل مصدر امرأة". وتم منح جائزة "أفضل شركة مصدرة أجنبية أو مختلطة ناشطة في الجزائر" لمؤسسة "السويدي كابل ألجيريا" El Sewedy Cables Algeria.

وتم بالمناسبة تقليد أوسمة شرفية لـ 13 مصدرا في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية، إلى جانب وسام تم منحه لهيئة مرافقة، تم انتقائهم من طرف لجنة تحكيم مشكلة من عدة قطاعات وهيئات ذات الصلة، من خلال منح 11 جائزة  تكرم 11 فئة من المصدرين، الى جانب تكريم أحسن هيئة مرافقة لهم.

ويتعلق الأمر بـ "الوسام الشرفي للتصدير" و "أفضل مصدر للمنتجات الصناعية" و "أفضل مصدر للصناعة الصيدلانية" و "أفضل مصدر للمنتجات الفلاحية" و "أفضل مصدر للتمور" و "أفضل مصدر لزيت الزيتون" و "أفضل مصدر خدمات (مؤسسة ناشئة)" و "أفضل مصدر للقارة الإفريقية" و "أفضل مصدر شاب" و "أفضل مصدر امرأة" و كذا "أفضل شركة مصدرة أجنبية أو مختلطة ناشطة في الجزائر".

المصدرون سفراء الاقتصاد الوطني 

وفي كلمته  قال رئيس الجمهورية "أطلب من السيد الوزير الأول تنصيب، في اقرب وقت، المجلس الأعلى للتصدير الذي يتكفل بكل مشاكل المصدرين و الحوافز والتسهيلات الموجهة لهم"، مجددا حرص الدولة على الدعم المستمر ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين الخلاقين للثروة، خاصا بالذكر المصدرين الذي "نعتبرهم سفراء الاقتصاد الوطني".

وبعد أن نوه بنوعية المنتجات الجزائرية في كافة القطاعات، حيا رئيس الجمهورية جهود مجمع "سيفتال" التي "كللت بفتح أول مصنع جزائري 100 بالمائة لإنتاج زيت المائدة" و الذي سيتبع -كما قال- بإنجاز وحدة صناعية ستنتج سكر جزائري محلي.

ولدى توقفه عند التطور الذي تشهده صادرات فرع مواد البناء، لا سيما الاسمنت، قال رئيس الجمهورية إن الإنتاج الوطني يبلغ 40 مليون طن حاليا وبإمكانه "تغطية طلب عدة دول بنسبة 100 بالمائة"، قبل أن يحث وزير التجارة على تسريع عملية فتح المناطق التجارية الحرة على مستوى عدد من الولايات الحدودية مع كل من موريتانيا و مالي والنيجر.

وأكد أن هذه البلدان تربطها بالجزائر "تقاليد منذ 1962 في التبادل الحر في المواد الفلاحية"، لافتا إلى الخطوات المتخذة سابقا لفتح خطوط بحرية بين الجزائر و موريتانيا والسنغال لدعم التبادل التجاري القاري ودعم للصادرات الوطنية، وكذا الافتتاح المرتقب لبنوك وطنية في عدد من العواصم الإفريقية.

وأفاد رئيس الجمهورية في ذات الصدد بأنه سيتم فتح خطوط جوية مباشرة تربط الجزائر بأهم العواصم الافريقية مؤكدا على أهمية "الربط المباشر بين الجزائر و القارة الإفريقية" لتصبح "الجزائر حقيقة افريقية ولا تدير ظهرها للقارة". واستغرب الرئيس تبون في ذات المنحى عدم وجود خطوط مباشرة بين الجزائر وأديس أبابا "العاصمة الإفريقية" و داكار و كوت ديفوار".

من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر حققت "إنجازات اقتصادية كبيرة" خلال السنوات الأخيرة ضمن مقاربة جديدة تشجع المبادرة و التصدير، مضيفا أن صادرات البلاد خارج المحروقات بإمكانها أن ترتفع في غضون سنة إلى ما نسبته 22 بالمائة من مجموع الصادرات، مقابل 3 بالمائة فقط قبل سنوات قليلة. 

الجزائر على وشك بلوغ 13 مليار دولار من الصادرات خارج المحروقات

وأوضح أن الجزائر "التي لم تتجاوز صادراتها خارج المحروقات في 2018 و 2019 ما نسبته 3 بالمائة من إجمالي الصادرات تحقق اليوم 11 بالمائة و بنهاية 2023 او بداية 2024 ستصل هذه النسبة الى 16 بل الى 22 بالمائة".

وأضاف أن رقم 13 مليار دولار كصادرات غير نفطية و المسطر كهدف للسنة الجارية هو على "وشك التحقيق"ما يعني أن "الأمور رجعت لنصابها كون الجزائر لا مديونية لها و هي حرة في قراراتها السياسية والاقتصادية".

وقال بهذا الخصوص انه "بفضل السياسة الاقتصادية الجديدة بدأت صادراتنا في الارتفاع و ما حققناه يعد معجزة حيث ارتفعت هذه النسبة بخمس مرات عما كنا نسجله منذ 40 سنة"، مبرزا أن ما تم تحقيقه اليوم من "إنجازات كبيرة في مجال التصدير و الاستثمار واقتصاد المعرفة مبني على مقاربة متكاملة و شاملة لتطوير الاقتصاد و تحسين بيئة الأعمال".

وفي تطرقه إلى مسعى الجزائر في تنويع الاقتصاد والخروج من التبعية لمنتج وحيد يتم تصديره (المحروقات)، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر "دخلت مرحلة جديدة بعيدة عن منطق الاقتصاد الريعي الذي يقتل المبادرة ويقوم على الاتكال على برميل النفط ودخلنا سياسة الابتكار". وأعرب في هذا الشأن عن تفاؤله بقدرات المؤسسات الجزائرية في مجال التصدير مستقبلا، مبرزا دور المؤسسات الناشئة في هذا الاطار.

وحيا الرئيس تبون بالمناسبة بشكل خاص المؤسسات المصدرة على النجاحات و النتائج التي ما فتئت تحققها في السنوات القليلة الماضية لا سيما في قطاع الصناعة بمختلف فروعه و كذا الفلاحة، حاثا إياها على المزيد من العمل لرفع نسبة الإدماج الصناعي وإطلاق مشاريع من شانها ان تساهم في تقليص واردات البلاد.

ونوه في ذات الصدد بما سجلته المؤسسات الجزائرية في ميدان صناعة الزجاج وكذا مواد البناء، خاصة صناعة الاسمنت من تنويع الإنتاج و ارتفاع الصادرات، وكذا فرع الصناعات الكهرومنزلية الوطنية.

وتابع الرئيس تبون ان الجزائر، التي كانت تستورد كامل احتياجاتها من الزجاج بمختلف أصنافه، أصبحت تنتج اليوم 90 بالمائة من الزجاج محليا، داعيا المؤسسة المتوسطية للزجاج MFG و شركة "ايريس" المتخصصة أيضا في الإطارات المطاطية للسيارات، إلى العمل للمساهمة في مشاريع صناعة السيارات في الجزائر في إطار المناولة. ولفت أيضا إلى "الحركية الإيجابية" التي يعرفها نشاط التصدير في البلاد، مؤكدا أن ذلك من شانه إعطاء دفع للنشاط الاستثماري و التصنيع "مع ما يحمله ذلك من خلق للثروة و مناصب الشغل و رفع الناتج الداخلي الخام للبلاد".

يذكر أنه وعلى هامش التظاهرة، زار رئيس الجمهورية معرضا خاصا بالمؤسسات المتوجة بالأوسمة و كذا الهيئات المرافقة لها في مجال التصدير، تم تنظيمه بالمناسبة، أين تلقى عروضا عن نشاط المؤسسات المعنية و آفاق تطورها.

من نفس القسم اقتصاد