الوطن
ارتياح وسط التلاميذ.. والنتائج يوم 25 جوان
بلعابد يُشيد بالجهود الأمنية لمحاربة الغش خلال امتحانات "البيام"
- بقلم مريم عثماني
- نشر في 06 جوان 2023
كشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أن امتحانات شهادة التعليم المتوسط، التي انطلقت أمس جرت في ظروف جيدة، بفضل الجهود الذي شاركت فيه كل القطاعات الوزارية والأمنية، وجهود الدولة لمحاربة "الغش"، موضحا أن نتائج هذه الامتحانات سيُعلن عنها بتاريخ 25 جوان الجاري، إلى ذلك عبر عديد المترشحين عن ارتياحهم لامتحانات اليوم الأول وأجمعوا بأن اللغة العربية والعلوم الفيزيائية كانت في متناول الجميع، وأن الأسئلة كانت من المقررات الدراسية.
وقد أشرف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، صباح أمس من ولاية تيسمسيلت، على الانطلاق الرسمي لامتحانات شهادة التعليم المتوسط (دورة جوان 2023)، بمركز الإجراء الشهيدة حلاس فاطمة، حيث قام بلعابد الذي كان مرفوقا بوالي الولاية، لعرج نحيلة, بفتح أظرفة أسئلة امتحان مادة اللغة العربية قبل أن ينتقل إلى ولاية الاغواط حيث أعطى اشارة انطلاق امتحان مادة الفيزياء، ليتم في الظهيرة إعطاء إشارة انطلاق امتحان الفترة المسائية من ولاية خنشلة.
وكشف وزير التربية، عن سبب اختيار ولاية تيسلمسيلت لإعطاء إشارة انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط، مشيرا في ندوة صحفية عقب اشرافه بمتوسطة الشهيدة "فاطمة حلاسة" بتيسمسيلت، على فتح أظرفة امتحان اللغة العربية، أنه راجع إلى البرامج الاستثمارية التي شرعت الحكومة في تجسيدها بهذه الولاية وكذا ولايتي الاغواط وخشنلة، سيعا للوقوف على مدى التكفل بالاستثمارات والاصغاء كل فاعلي هذه الولايات لتطوير التنمية، واعطاء كل مشروع ما يستحقه.
وحسب الوزير فان ولاية تيسمسيلت تحصي 6911 مترشح من بينهم 29 مترشحا حرا يشرف عليهم 3125 مؤطرا، فيما على المستوى الوطني يجتاز أزيد من 800 ألف مترشح هذه الامتحانات موزعين على 2967 مركز إجراء.
كما ذكر الوزير في ذات الصدد بالإجراءات الردعية الصارمة لضمان مصداقية الامتحانات المدرسية الوطنية لمحاربة الظاهرة الغش، لاسيما تشكيل وزارة العدل لخلية اليقظة والمتابعة على مستوى كل مجلس قضائي برئاسة النائب العام وعضوية مدير التربية والسلطات الامنية والمدنية المعنية.
ظاهرة الغش في طريقها نحو الزوال
واورد الوزير بأن ظاهرة الغش في الإمتحانات الرسمية بدأت تأخذ طريقها إلى الزوال، وأن الدولة سنت قوانين صارمة في هذا الأمر، مؤكدا أنه ستكون هنالك قوانين أكثر صرامة في هذا الأمر، بحيث تم تنصيب لجان على مستوى كل ولاية يترأسها النائب العام ومدير التربية عضوا فيها، بالإضافة إلى كون مصالح الأمن والدرك الوطني والأمن الداخلي يتابعون الإمتحانات وسيتم إتخاذ إجراءات فورية ضد الغشاشين.
وحسب الوزير، فإن الغش ليس من أخلاق المدرسة ولا الجزائريين وهي آخذة للزوال، قائلا " لن نتوانى في ملاحقة هذه الظاهرة وكل من يريد التشويش على التلاميذ في ظرف حساس، من طرف بعض العابثين بمجهودات الدولة."
وأشار الوزير من جهة أخرى إلى تنسيق الجهود بين الوزارة والشركاء الاجتماعيين ولاسيما أولياء التلاميذ باعتبارهم جزء لا يتجزأ من القطاع للمساهمة في ضمان استقراره وإنجاح الامتحانات المدرسية الوطنية، كما أوضح بلعابد أن "كل الشروط التنظيمية والتربوية والأمنية تم توفيرها بإحكام عبر جل ولايات الوطن"، مشيدا بجهود الأجهزة الأمنية في تأمين هذا الامتحان.
وبخصوص تدريس اللغة الإنجليزية في الابتدائي، أوضح بلعابد أن هذا القرار "استراتيجي" من شأنه تقديم "إضافة كبيرة" للمنظومة التربوية الوطنية، وفي السياق ذاته، أشار إلى قرار مجلس الوزراء المنعقد في الـ21 ماي المنصرم، والقاضي بفتح تخصص أستاذ التعليم الابتدائي للغة الانجليزية بالمدارس العليا، وهي الخطوة التي تعد، مثلما قال، "استراتيجية لتثبيت الانجليزية في النظام التربوي".
من جهة أخرى، أثنى بلعابد على خطوة اعتماد امتحان تقييم المكتسبات الذي اعتبره بمثابة "نقلة نوعية" في منظومة التقييم المدرسية، مشيرا الى أن القطاع "آخذ في الانتقال من منظومة تقييم تعتمد على النقاط إلى منظومة تكتشف المواضيع التي لم تكتسب لتحسينها لدى التلاميذ".
وأضاف بهذا الخصوص أنه سيتم "فتح نقاش مع مختلف الفاعلين في الحقل التربوي من أجل تطوير هذه العملية"، ولفت الى أن المنظومة التربوية تتجه إلى "التركيز على التخصصات العلمية وعلى رأسها الرياضيات"، مبرزا أن السنة المقبلة ستعرف "إعطاء الفرص بشكل أكبر لكل من لديهم قدرات في المواد العلمية".
حدث رياضي يوم 17 جوان للتحسيس بخطورة المخدرات
وكشف في ذات السياق عن "قرار رفع عدد المسجلين بثانوية الرياضيات اتساقا مع إنشاء المدرسة العليا للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي وكذا المدرسة العليا للتكنولوجيات المتقدمة".
وشدد الوزير في سياق حديثه عن ظاهرة المخدرات بالجزائر على "أن الدولة عقدت العزم على محاربتها من كل نواحيها وجوانبها، من خلال القيام بحملات تحسيسية متواصلة لتجنيد تأمين الوسط المدرسي من هذه الآفة، وكل المجتمع مدعو لتكاثف الجهود لمحاربة الظاهرة، منوها بدور مستشاري التربية والاخصائيين النفسانيين، ومشيرا الى تنظيم يوم 17 جوان الجاري حدث رياضي كبير تشارك فيها كل الولايات بعدد من التلاميذ، تحت شعار "نعم للرياضة لا للمخدرات"، بالإضافة إلى مواصلة هذا العمل وكذا العملية التحسيسية في الدخول المدرسي المقبل لمحاربة الظاهرة.
كما نوه بلعابد بدور الشركاء الاجتماعيين وممثلي أولياء التلاميذ الذين شاركوا في تأمين وضمان استقرار الموسم الدراسي، وأكد العمل سويا بكل مسؤولية، وأوضح بأن كل الاشكالات تم حلها بالتنسيق المشترك، معتبرا هؤلاء جزء لا يتجزأ من قطاع التربية.
وأبرز في المقابل ظاهرة الاعتداء على الأساتذة مشيرا أنه تم اقرار حماية الأستاذ والمعلم قانونا، ودهب يقول "وهذا يعد مكسبا، وهو مطلب للأساتذة وهناك مواد إضافية في قانون حماية الأستاذ والمعلم، ودور الأساتذة مشهود له وهم ركيزة، ورئيس الجمهورية أعطاه المرتبة اللائقة، ناهيك عن القانون الأساسي الذي سيتم الافراج عنه وسيكون فيه مكاسب كبيرة لكل مكونات القطاع المنتمية لسلك التربية وعلى رأسهم الأستاذ".
صرف منحة المردودية قبل عيد الأضحى
وبالنسبة لملف المخلفات المالية الذي يعتبر أحد مطالب العمال، أكد وزير التربية الوطنية، أن كل المخلفات أعطيت لها أهمية، لأنها سبب استقرار القطاع، مشيرا إلى أن كل المخلفات تم الانتهاء من صرفها بعنوان 2022 بتاريخ 30 ماي 2023، أما المخلفات الناجمة عن العمل بعنوان سنة 2023 سيتم تسويتها كليا قبل 30 جوان الجاري، مشيرا الى توجيه تعليمات لوجوب صرف منحة المردودية قبل تاريخ عيد الاضحى المبارك.
وبالنسبة لامتحان البكالوريا، طمأن الوزير التلاميذ ودعاهم إلى عدم الارتباك، كونه اختبار عادي، قائلا "حدث في السابق أن كان الامتحان التجريبي أصعب من البكالوريا"، وشدد على أنه لن يمتحن أحد في درس لم يُحضر في الاقسام، كما أن كل المكتسبات التي كرست سابقا من نصف ساعة إضافية والحفاظ على موضوعين اختياريين، كلها مكتسبات محتفظ بها والمترشحين لديهم كل الفرص للنجاح في هذا الامتحان، داعيا إياهم الى التركيز على الامتحان عوض تشتيت هذا التركيز على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعرفت أولى امتحانات شهادة التعليم المتوسط ترحيب كبير من قبل المترشحين بعد أن أجمعوا، بأن إمتحانات اللغة العربية والعلوم الفيزيائية، كانت في متناول الجميع وأن الأسئلة كانت من المقررات الدراسية التي تناولوها خلال السنة الدراسية، وأن كل من حضر جيدا لهذا الامتحان، وقام بحفظ دروسه سيجيب بكل أريحية.