اقتصاد

منحي تصاعدي لأسعار العملات الأجنبية في "السّكوار "

مع اقتراب موسمي الحج والاصطياف

تشهد أسعار العملة الصعبة في مقدمتها "اليورو" والدولار في السوق السوداء "السكوار" منحى تصاعدي هذه الأيام مع اقتراب موسمي الحج والاصطياف وهو ما أنعش المعاملات بهذه الأخيرة ورفع الإقبال على شراء "الدوفيز" في وقت تتواصل مساعي الحكومة لـ"تحجيم"، هذه السوق من خلال العديد من الإجراءات منها قرار فتح مكاتب صرف العملة الصعبة والذي جاء ضمن القانون النقدي والمصفي وكذا فتح فروع بنوك جزائرية بالخارج.

ولا تزال  أسعار العملة الأوروبية "الأورو" مقابل الدينار الجزائري، تشهد ارتفاعا رهيبا حيث وصل سعر 100 أورو في السوق السوداء "السكوار”" بالجزائر العاصمة أمس إلى 22600 دج. وحسب آخر التعاملات، فقد بلغ سعر 100 الأورو في السكوار مقابل 22400 دينار جزائري للشراء ومقابل 22600 دينار جزائري للبيع. أما الدولار الأمريكي فقد استقر عند 20000 دينار جزائري للشراء ومقابل 20200 دينار جزائري للبيع.

ويؤكد  صرافو "السكوار" أن هذا المنحى التصاعدي لأسعار العملة الصعبة في السوق الموازية، سيستمر خلال الثلاثة أشهر المقبلة، مؤكدين أن الطلب بدأ يرتفع بشكل ملحوظ هذه الأيام من طرف الحجاج وكذا الراغبين في "السياحة" خارج البلاد، وأيضا المهتمين باستيراد السيارات أقل من ثلاثة سنوات بعد الترخيص لذلك من طرف الحكومة.

وفي الموضوع أرجع أمس، الخبير الإقتصادي محمد حمادوش في تصريح لـ"الرائد" أهم أسباب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في سوق السكوار بالعاصمة أو باقي الأسواق السوداء بالولايات الأخري إلى الإقبال الكبير على اقتناء كميات هامة من "الدوفيز" من طرف المتجهين للحج مع اقتراب موسم الحج وكذا موسم الأصطياف وبدء إطلاق برامج الرحلات السياحية من طرف الوكالات، ضف إلى ذلك الشروط التي فرضت على التجارة الخارجية وتحميل المستوردين تمويل بعض عمليات الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، وقال حمادوش في السياق ذاته أن اختلال العرض والطلب في السوق في السوق  مرتبط بالمنساباتية وهو ما يخلق ضغط على السوق ويدفع بأسعار العملات نحو الإرتفاع،

بالمقابل برر حمادوش  تحسّن أو ثبات سعر الدينار في السوق الرسمية مقابل استمرار انخفاضه مقارنة بالعملات الأجنبية في السوق السوداء، بكون السوقين منفصلين ولا علاقة لأي منهما بالآخر، فالسوق الرسمية تخضع لقرارات السلطات النقدية، في حين أن سعر "الدوفيز" في السوق الموازية يرتبط بالدرجة الأولى بالعرض والطلب.

وبشأن تأثير قراري فتح فروع للبنوك الجزائرية بالخارج، وفتح مكاتب صرف بالجزائر على حجم سوق السكوار والتعاملات التي تجري به أكد حمادوش أن القرارين هما إجراءين إداريين لن يكونا لهما أي تأثير على حجم السوق السوداء للعملة الصعبة، معتبرا أن سوق "السكوار" لن يتم تقليل نفوذه وحجمه من خلال تدابير إدارية وإنما يجب الذهاب نحو إجراءات أكثر نجاعة يمكنها أن تخلق عرض من العملة الصعبة تساوي الكتلة النقية التي يتم تداولها عبر هذا السوق.

من نفس القسم اقتصاد