الوطن

استراتيجية التكفل بمرضى التوحد لا تزال "قاصرة"

طالب برفع عدد المراكز المتخصصة في المتابعة والعلاج وتحسين ظروف التمدرس،

دق أمس رئيس الفدرالية الوطنية للتوحد مربوح حادي  ناقوس الخطر بشأن تزايد حالات الاصابة بهذا الاضراب مشيرا أن الاحصائيات المسجلة مقلقة وتستدعي التفاتة حقيقة من السلطات العمومية وتفعيل الاجراءات التي اتخذت سابقا وبقيت حبر على ورق مع تحسين التكفل الصحي بهذه الشريحة ورفع عدد المراكز المتخصصة في العلاج والمتابعة وكذا تحسين ظروف تمدرس هؤلاء الاطفال وتوفير الوسائل اللازمة لضمان تعليم نوعي لهم.

وأوضح حادي في تصريح لـ"الرائد" أن "هناك تزايداً لافتاً في عدد حالات الاصابة بطيف التوحد" نافيا الاعتقاد الخاطئ لدى البعض والذي يربط هذا الاضطراب بالتكنولوجيا الحديثة والادمان على الهواتف ومشاهدة التلفزيون قائلا أن فيدراليته ترصد حالات لدى أسر لا تملك حتى هواتف نقالة ذكية في منازلها ولا أجهزة تلفزيون، معتبرا ان ما يزيد من تعقيد هذا الاضراب هو غياب حصر الاسباب الحقيقية التي تؤدي للإصابة به وأيضا تأخر التشخيص في بلادنا رغم أن التشخيص المبكر حسب حادي يمثل مفتاح التكفل الجيد بحالات الإصابة باضطراب التوحد مضيفا ان فيدراليته رصدت حالات تم تشخيصها مبكرا تلقت المتابعة العلاجية والتأهيل وتمكنت في ظرف سنوات من تخفيف اعراض هذا الاضطراب بشكل كبير جدا واستطاع الاطفال من هذه الفئة الاندماج في الوسط المدرسي و حتي في المحيط الاجتماعي وتحقيق نتائج مذهلة.

 وعن استراتيجية التكفل بهذه الشريحة في الجزائر قال حادي انه رغم تسجيل نوع من التحسن مقارنة بالسنوات الماضية واخذ عدد من الوزارات منها وزارة التربية ووزارة التضامن الملف على محمل الجد واتخاذ عدد من الاجراءات إلا ان هذه الشريحة لا تزال تعاني من العديد من النقائص معتبرا أن التعليم والتكوين أكثر ما يعيق التكفل بالتوحد في الجزائر، داعيا إلى توفير مراكز أكثر وتعميمها على كامل ولايات الوطن مشيرا ايضا لنقص المتخصصين المؤهلين، والمرافقين الاجتماعيين الذين يفتقرون الى التكوين الجيد والمتواصل.

وعن نشاط الجمعيات قال حادي ان فداليته فقط تضم حوالي 35 جمعية وطنية وولائية تنشط بصفة دائمة ومستمرة مضيفا ان هناك جمعيات تضم متخصصين وأطباء نفسيين ومختصين اجتماعيين مشيرا ان جمعيات التكفل بالمصابين باضطراب التوحد تعتبر من انشط الجمعيات على المستوي الوطني كون اغلب مؤسسيها ومنخرطيها هم من اولياء الاطفال المصابين بهذا الاضطراب ليبقي الاشكال الوحيد الذي طرحه حادي هو افتقار الجمعيات للهياكل والدعم من طرف السلطات العمومية.

من نفس القسم الوطن