دولي

تأجيل تاريخ توقيع الاتفاق السياسي النهائي في السودان إلى 6 أفريل الجاري

بسبب عدم التوصل لتوافق حول بعض القضايا العالقة

أعلن الناطق الرسمي باسم العملية السياسية المهندس خالد عمر يوسف، أمس، عن تأجيل موعد التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي، إلى غاية 6 أفريل الجاري، الذي تعذر توقيعه في ميقاته نسبة لعدم التوصل لتوافق حول بعض القضايا العالقة وهذا خلال إجتماع بالقصر الجمهوري ضم الأطراف المدنية والعسكرية الموقعة على الاتفاق الإطاري والآلية الثلاثية.  وأضاف ستواصل جميع الأطراف انخراطها في مناقشات جادة، من أجل تجاوز العقبات الأخيرة في طريق الوصول لإتفاق يسترد مسار التحول المدني الديمقراطي، تتشكل بموجبه سلطة مدنية تقود الانتقال وترفع المعاناة عن كاهل شعبنا الذي لم يتراجع يوماً عن بلوغ غاياته.

جاء القرار الذي أعلن عنه المهندس خالد عمر يوسف، في وقت يترقب فيه الشارع السوداني، توقيع المكون العسكري والقوى المدنية على الاتفاق السياسي النهائي، في انتظار التوقيع على الدستور الانتقالي في السادس من أبريل، تمهيدا لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية وخروج المكون العسكري من العملية السياسية لإتاحة الفرصة للتحول الديمقراطي.

وقد تضمنت وثيقة الاتفاق السياسي, الذي تصدرته قضية الإصلاح الأمني والعسكري, مبادئ عامة حول الانتقال الى جانب هياكل السلطة الانتقالية, حيث توسعت الأطراف في تفصيل القضايا محل الخلاف والتي كان جرى ترحيلها من الاتفاق الإطاري المبرم في الخامس من ديسمبر الماضي, بين مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية و التغيير -المجلس المركزي" لبدء مرحلة انتقالية تستمر عامين وتنتهي بنقل السلطة إلى المدنيين.وشهدت الساحة السياسية السودانية, في الآونة الأخيرة, حالة من الحراك على المستوى الداخلي والخارجي, حلحل الجمود الذي أصاب التقدم في العملية السياسية, وذلك مع إنطلاق المرحلة النهائية للعملية السياسية في الثامن من يناير الماضي, وهي المرحلة المتممة للاتفاق الإطاري.

ويهدف الاتفاق الإطاري بين السودانيين - الذي شاركت في مشاوراته الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد") والرباعية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات - إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر 2021, حين فرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية, حل بموجبها مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وأعلن حالة الطوارئ وإقالة المحافظين.

وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية بدأت بالسودان في 21 أغسطس 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024, يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.

وبعد مشاورات مكثقة, اتفقت أطراف الاتفاق الإطاري على توقيع الاتفاق النهائي في الأول من أبريل, وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد مكونة من 11 شخصا, تضم 9 من أعضاء الجماعات المدنية وواحدا من الجيش وآخر من قوات الدعم السريع, ويكون 40% من أعضاء اللجنة من النساء. كما اتفقت الأطراف على توقيع الدستور الانتقالي في السادس من أبريل, وتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية (الحكومة الجديدة) في 11 من الشهر نفسه, وفقا لما أعلن عنه المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان خالد عمر يوسف.

ويعتبر الإتفاق الإطاري, المدعوم من القوى الإقليمية والدولية, بمثابة اتفاق مرجعي ينطوي على المبادئ العامة المستندة على دستور نقابة المحامين, وكأساس لإدارة المرحلة الانتقالية, والذي أرجأ خمس قضايا أساسية للنقاش في المرحلة النهائية, وهي : "مسألة العدالة, والعدالة الانتقالية", و"اتفاق السلام المبرم في جوبا", إلى جانب "إعادة هيكلة وإصلاح منظومة الأمن", بالإضافة إلى "إزالة التمكين واسترداد أموال الدولة", فضلا عن قضية "شرق السودان".وعملت لجنة التنسيق بين القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري على عقد لقاءات وورش عمل بشأن القضايا المؤجلة السابقة الذكر.

ونظمت خمس مؤتمرات وورش خلال الأسابيع الأخيرة وهي: ورشة عمل حول تفكيك النظام البائد, مؤتمر تقييم اتفاق السلام, ورشة تقييم اتفاق جوبا, ومؤتمر رسم خارطة طريق في المجالات السياسية والأمنية والتنمية المستدامة في شرق السودان, وكان آخرها ورشة الإصلاح الأمني والعسكري, التي انعقدت خلال الفترة من 26 إلى 29 مارس, والتي تمثل أحد أهم متطلبات الاتفاق السياسي للأزمة الراهنة بالسودان وخطوة نحو تأسيس فترة انتقالية مستقرة ومدتها عامين.

 الجيش السوداني يؤكد التزامه بالعملية السياسية وصولا لجيش وطني واحد

وبعد ساعات من اختتام مؤتمر الإصلاح الأمني والعسكري, آخر مؤتمرات المرحلة النهائية للاتفاق السياسي في الخرطوم, أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية, التزامها بالعملية السياسية الجارية في السودان, مشيرة إلى أن القيادة العسكرية تنتظر نتائج عمل اللجان الفنية (ورشة الإصلاح العسكري والأمني) المتعلقة بعمليات الدمج والتحديث للقوات السودانية وصولاً لجيش وطني واحد.وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية: "القوات المسلحة تلتزم التزامًا تامًا بالعملية السياسية الجارية الآن, وتشكر جميع المشاركين في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري".

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان, قال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لورشة الإصلاح الأمني و العسكري: "لن نقف حجر عثرة في سبيل إصلاح الدولة السودانية", مضيفا " أن الإصلاح الأمني والعسكري عملية طويلة ومعقدة ولا يمكن تجاوزها بسهولة, وهي عملية سودانية خالصة وضع أسسها السودانيون".

وتابع "نريد أن نبني قوات مسلحة ملتزمة بمعايير الأنظمة الديمقراطية، وللقوات المسلحة تجارب في الإصلاح يمكن البناء عليها", مؤكدا على أن القوات المسلحة السودانية ستكون تحت إمرة أي حكومة مدنية منتخبة من طرف الشعب. للإشارة فإنه بموجب اتفاق جوبا للسلام الموقع في أكتوبر 2020 تحولت الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق من قوات متمردة إلى قوات تتمتع بغطاء قانوني في انتظار إنفاذ الترتيبات الأمنية.

من نفس القسم دولي