اقتصاد

" الندرة انتهت لكن أزمة الأسعار ما تزال مطروحة "

مواطنون وجمعيات حماية مستهلك يعلّقون على بدء تسويق سيارات "فيات" في الجزائر

تعاطت أسواق السيارات سريعا مع إعلان وكيل العلامة الايطالية فيات بالجزائر بدء تسويق اولي المركبات المستوردة حيث بدات اعلانات بيع المركبات المستعملة تعزو مواقع الانترنت المتخصصة في محاولة من السماسرة وملاك السيارات المستعملة التخلص من مركباتهم بسقف اسعار مرتفع بينما اجمع مراقبون لسوق السيارات ومواطنون وحتي جمعيات حماية مستهلك أن الأسعار التي أعلن عنها أول وكيل سيقوم بتسويق السيارات الجديدة بالجزائر تعتبر  مرتفعة ومخالفة لتطلعات المستهلكين ما يدفعنا للقول أن أزمة ندرة السيارات قد انتهت غير أن أزمة الأسعار لا تزال مطروحة.

  • "مرحلة انتقالية"...

وباعلان وكيل العلامة الايطالية "فيات" بالجزائر يدء تسويق أولى المركبات فان ذلك قد يضع حدا لازمة سوق السيارات خاصة مع التصريحات التي تتالت اليومين الماضيين والتي تفيد بتوزيع تراخيص نهائية لثلاثة وكلاء اخرين سيشرعون بدورهم في عملية التسويق وهو ما سيسمح بتوفير مخزون من السيارات سيلبي الطلبيات التي كانت مجمدة لدى الوكلاء الذين سيشرعون بعد ذلك في تلقي طلبيات جديدة وهو ما سيجعل الاسواق تنتقل من مرحلة الندرة لمرحلة وفرة مرتقبة حيث سيتكفل وكيل علامة فيات لوحده بتسويق ما بين 6 آلاف و 10 آلاف سيارة شهريا وإغراق السوق بـ 50 ألف مركبة قبل نهاية السنة.

  • "أسعار مفاجئة وغير متوقعة"

وقد شغلت الأسعار التي أعلن عنها وكيل علامة فيات بالجزائر  الرأي العام والمهتمين باسواق السيارات خلال 24 ساعة الماضية حيث أجمع العديد من المواطنين وحتى خبراء اقتصاديون وجمعيات حماية مستهلك ان هذه الاسعار جاءت مخيبة لتوقعات المستهلكين الذين كانوا ينتظرون سقف اسعار اقل خاصة وان هذه الاخيرة والتي تم الغلان عنها من طرف وكيل فيات قد تتحول لمرجع لباقي الوكلاء وهو ما يعني ان الاسواق لن تشهد سيارات اقل من 250 مليون سنتيم وهي الاسعار التي لا تتماشي والقدرة الشرائية للجزائريين في الوقت الحالي.

وفي هذا الصدد قال رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، إن الأسعار التي أعلنت عنها شركة فيات بخصوص السيارات التي سيتم تسويقها في الجزائر "مفاجئة وغير متوقعة"، مشيرا إلى أن هذه الأسعار قد تكون مرجعية بالنسبة لبقية العلامات.

وأوضح زبدي في منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن سعر سيارة فيات 500 الشبابية قد فاجأ الكثير خاصة وأن السيارة يغلب عليها طابع الفسحة والاستجمام على حد قوله.

وتابع: "ننتظر من علامة فيات توضيحات بخصوص الأسعار في أقرب وقت بكل شفافية ونزاهة وبأرقام واضحة" خاصة وان تصريحات المسؤوليين في وزارة الصناعة سابقا اكدت ان احتساب الأسعار يتم على أساس تكلفة الانتاج لا غير .

  • الانخفاض سيمس سوق السيارات المستعملة

لكن ورغم ذلك فأن التوقعات تشير لانخفاض حاد في سوق السيارات على الأقل بالنسبة للسيارات المستعملة فبمقارنة بسيطة بين ما أعلنت عنه "فيات" وبين ما هو متداول عبر الاسواق الاسبوعية ومنصات بيع المركبات المستعملة يتضح أن أسعار سيارات "فيات" تعد أقل مما هو متداول لسيارات تصنف في خانة "الخردة" وبعيدة كل البعد عن المعايير المطلوبة والمواصفات التي تتميز بها سيارات فيات وهو ما يعني تهاوي غير مسبوق في أسعار هذه السيارات شريطة توفر مخزون كافي من السيارات الجيددة المستوردة التي يمكن لها ان تنهي مسلسل الندرة. وفي هذا الصدد يقول مضطفي زبدي "على كل حال فإن الأثمان التي كانت في السابق لسيارات بأسواقنا الأسبوعية ب350 و 400 مليون اصبحت من الماضي الأكيد وكان بودنا ان ينخفض سعر السيارات المستعملة اكثر مما هو عليه الان لفتح المجال للعائلات المتوسطة بفرصة مريحة لكسب سيارة"، وسبق لرئيس منظمة حماية المستهلك أن توقع إنهيارا في أسعار السيارات المستعملة مشيرا أن بوادر الانخفاض في الأسعار قد بدأت منذ أشهر حيث نزلت بعض موديلات السيارات بمعدل 10 إلى 20 مليون سنتيم .

  • ركود حاد  ومعاملات البيع والشراء متوقفة

وبالنسبة لسوق السيارات المستعملة دائما فان نهاية أزمة الندرة والمرحلة الانتقالية التي تعرفها الأسواق قد خلق ركودا حادا في سوق السيارات المستعملة فلا بين ولا شراء هذه الفترة رغم ان الاسعار نزلت عن المعدل التي كانت عليه وحسب ما اطلعنا عليه فان أسواق السيارات المستعملة تعاطت سريعا مع المستجدات بشان بدء تسويق اولى مركبات فيات بالجزائر حيث غزت مئات من إعلانات بيع المركبات القديمة مواقع الانترنت المتخصصة اين يحاول السماسرة والملاك التخلص من مركباتهم بسقف أسعار مرتفع غير أن حالة الترقب لمستويات الاسعار النهائية لدى مختلف الوكلاء جمد مختلف التعاملات في سوق السيارات المستعملة وهي الوضعية المتوقع ان تستمر لاشهر حتى اتضاح الرؤيا وبدء اغلب الوكلاء في الاستيراد.

للتذكير فقد شرعت فيات الجزائر رسميا في استقبال طلبات المواطنين على سياراتها المستوردة إلى الجزائر، بمعدل تسويق ما بين 6 آلاف و 10 آلاف سيارة شهريا. وعرضت فيات،  بداية الأسبوع بفندق الشيراتون بالعاصمة، 6 موديلات من العلامة الإيطالية، والتي سيتم تسويقها في 30 نقطة بيع معتمدة عبر الوطن واختارت  فيات الجزائر تسويق 3 موديلات سياحية وهي فيات 500 وفيات 500 إكس وفيات تيبو، بالإضافة إلى 3 موديلات نفعية وهي فيات دوبلو وفيات سكودو وفيات دوكادو، لتلبية مختلف احتياجات الزبائن.

من نفس القسم اقتصاد