دولي

المرأة الصحراوية تحتفي بعيدها العالمي في ظل انتهاكات المحتل المغربي لحقوقها

نموذج مميز ومشاركة واسعة على مستوى الهيئات الرسمية

تحتفي المرأة الصحراوية, اليوم الأربعاء 8 مارس, بيومها العالمي, لكن احتفالها يظل منقوصا, ما دام الاحتلال المخزني جاثما على أرض وطنها, ويمضي قدما في انتهاك حقوقها, باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز المقاومة والصمود وحاملة راية تحرير الصحراء الغربية. 

ويحل الثامن من مارس, لكن لتستذكر المرأة الصحراوية ما تعانيه بسبب انتهاك المحتل المغربي لحقوقها الأساسية والمشروعة, سواء أكانت في اللجوء, الأمر الذي أبعدها عن ديارها وأدى إلى قطع صلتها مع ذويها أو في الأراضي المحتلة أين تنتهك حقوق الصحراويات وأعراضهن ويتم التنكيل بهن لثنيهن عن النضال من أجل الحرية والاستقلال.

وتحمل المرأة الصحراوية سجلا زاخرا بالتضحيات و النضالات في مجابهة ممارسات المحتل المغربي الذي يصعد من استهدافه للنساء الصحراويات في الأراضي المحتلة, بشكل يومي ويهدد حياتهن باستمرار, على اعتبارهن ركيزة صمود وكفاح الشعب الصحراوي.

وحول ذلك تقول وزيرة التعاون الصحراوية, السيد فاطمة المهدي, في ل/وأج, أن الذكرى عند المرأة الصحراوية تأتي ببعدين, الأول يتعلق بذكرى سقوط أول شهيد صحراوي في ساحات الوغى والثاني فرصة للوقوف عند إنجازات المرأة الصحراوية التي ناضلت ولا تزال لتحقيق مشروع السيادة الكاملة وتطهير كل شبر من الوطن المحتل.

ولطالما كان دور المرأة مركزيا في مسار تاريخ القضية الصحراوية, سواء في مرحلة الاستعمار الإسباني أو في حرب التحرير ضد الآلة العسكرية المغربية.وفي هذا الإطار, لفتت فاطمة المهدي, إلى أن مشاركة المرأة الصحراوية "مرتبطة كل الارتباط بالمشروع الوطني الصحراوي من أجل إنسان صحراوي يجسد مبادئ العدالة والحقوق, خاصة حقوق المرأة والمساواة".

وخلال أربعة عقود من الكفاح ضد المحتل المغربي, برزت نساء صحراويات كنماذج حية للكفاح والنضال والتحدي والصمود في وجه الاحتلال المغربي, كما هو عليه الأمر اليوم, بعد نسف الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا الإطار قالت الوزيرة أن "المرأة الصحراوية لعبت دورا بارزا, بفضل أفكارها واستطاعت تجسيد برامج تنموية واجتماعية وثقافية وسياسية وإدارية كما كان لها دور أساسي على مستوى الانتفاضة في المناطق المحتلة وكذا على المستوى الحقوقي وضحت بالكثير وتحملت القمع والسجن وكل الانتهاكات التي يمارسها النظام المغربي يوميا على كافة أطياف المجتمع الصحراوي".

وإضافة إلى ذلك, "أماطت اللثام عن الوجه الخفي للمغرب فيما تعلق بانتهاك حقوق الإنسان الصحراوي, الأمر الذي جلب إليه الأنظار والتنديد الدولي والعالمي, أما على مستوى الجاليات, فقد استغلت الفرصة لتنظيم العمل النضالي في هذه البيئة والتعريف بالقضية الصحراوية والمجتمع الصحراوي ودور المرأة فيه".

وتجسد المرأة الصحراوية نموذجا مميزا وخاصا, حيث تبوأت مكانة الطليعة في المعركة التي يخوضها الشعب الصحراوي للتخلص من براثن الاحتلال المغربي, ولطالما تقاسمت المسؤوليات على مختلف المستويات في المجتمع الصحراوي, وسجلت حضورها ومشاركتها في مختلف المجالات.

وفي إطار السياسات المنتهجة من قبل جبهة البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي, أبرزت المهدي, أن "المرأة كانت عنصرا هاما استفادت من هذه السياسة واستطاعت صناعة تجربة فريدة تتمثل في دور طلائعي للمرأة في الوضعيات الصعبة".

وذكرت الوزيرة, أن المرأة الصحراوية تلعب دورا محوريا مع تحمل المسؤوليات في المناصب السيادية وبقدر ما كانت عماد الأسرة الصحراوية وتنشئة جيل تواق للاستقلال والانعتاق من نير الاحتلال المغربي, شاركت في الحياة السياسية وظفرت بمناصب سيادية, لتواصل في نفس الوقت نضالها التحريري ومشروع بناء الدولة.

وتجلى ذلك من خلال مشاركتها في الانتخابات الأخيرة وظفرها بتمثيل معتبر في البرلمان الصحراوي, كما كان لها نصيب مهم من الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة التي أعلن عن تشكيلتها شهر فبراير الماضي, والتي تضم ثلاث وزيرات.

وبهذا الخصوص, أشارت الوزيرة الصحراوية إلى أن المرأة في المجتمع الصحراوي "تحظى بمشاركة واسعة على مستوى الهيئات الصحراوية, وتمثيل ممتاز ومرموق على مستوى التعليم والإدارة والصحة والبرلمان والحكومة وأمانة جبهة البوليساريو".

وتابعت الوزيرة أنه "على مستوى القارة الإفريقية, استطاعت أن تحتل منصب نائب البرلمان الإفريقي, ونائب رئيس المنتدى الاجتماعي والثقافي الإفريقي, إلى جانب مشاركتها في كل البرامج والنشاطات التي ينظمها الاتحاد الإفريقي".

وسجل التاريخ أسماء عديدة لنساء صحراويات كتبت أسماؤهن بأحرف تظل خالدة في سجل النضال الصحراوي من أجل الحرية, وقد أشارت المادة 41 من دستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى "تعزيز دور المرأة في المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية في بناء المجتمع وتنمية البلاد".

من نفس القسم دولي