دولي

"البوليساريو" لن تكون طرفا في أية مقاربة لا تحترم المرجعية القانونية للنزاع في الصحراء الغربية

الرئيس غالي يؤكد في الذكرى الـ 47 لإعلان الجمهورية الصحراوية

أكد، أمس، رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي، أن جبهة البوليساريو لا يمكنها أن تكون طرفا في أية مقاربة لا تحترم الأساس الواضح والمرجعية القانونية للنزاع في الصحراء الغربية.

الرئيس غالي وفي خطاب وجهه للشعب الصحراوي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ47 لإعلان الجمهورية الصحراوية، جدد التأكيد على أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تكون طرفاً في أية مقاربة لا تحترم الأساس الواضح والمرجعية القانونية للنزاع في الصحراء الغربية، باعتباره قضية تصفية استعمار، تحل حصراً بتمكين الشعب الصحراوي، صاحب السيادة الوحيد، من ممارسة حقه غير القابل للتصرف ولا للمساومة، في تقرير المصير والاستقلال، حسبما أفادت وكالة الأنباء الصحراوية.

وفي هذا الإطار دعا الرئيس غالي الأمم المتحدة إلى الإسراع في تمكين بعثتها في الصحراء الغربية، المينورسو، من القيام بالمهمة التي كلفها بها مجلس الأمن الدولي، أي تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، وفق بنود خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، الوحيدة التي حظيت باتفاق طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ومصادقة مجلس الأمن الدولي.

وبعد أن ثمن المواقف المبدئية الراسخة للبلدان والشعوب الإفريقية الداعمة لكفاح الشعب الصحراوي، على غرار جنوب إفريقيا، طالب الرئيس الصحراوي،  الاتحاد الإفريقي بالإسراع في فرض احترام مبادئ وأهداف قانونه التأسيسي فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال العسكري المغربي لأجزاء من بلادنا، في سياق احترام الحدود الموروثة عند نيل الاستقلال، ومنع الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، كمحطة أساسية في التوصل إلى حل للنزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، كبلدين عضوين في المنظمة القارية.

القضية الصحراوية.. مكاسب على درب معركة التحرير

وأحيى أمس، الشعب الصحراوي، الذكرى 47 لإعلان الجمهورية، بطعم الانتصارات العسكرية التي يحققها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد قوات الاحتلال المغربي منذ استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر2020 ، وذلك وسط مكاسب سياسية و دبلوماسية كبيرة يطبعها الاعتراف الدولي المتزايد بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

ويستذكر الشعب الصحراوي بمختلف تواجداته انطلاق مسيرة بناء الدولة الصحراوية على كامل أراضيها قبل نحو 46  سنة، حين قررت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب الإعلان في 27 فبراير 1976 عن تأسيس الجمهورية الصحراوية بعد انسحاب الاستعمار الإسباني .

ويستذكر الصحراويون، اليوم، العدوان العسكري للمغرب في  31 أكتوبر 1975، ودولتهم الفتية، مازالت تلملم جراح الاستعمار الاسباني، لتبقى ما يسميه نظام الاحتلال المغربي "المسيرة الخضراء" يوم 6 نوفمبر من نفس العام، "مسيرة سوداء في تاريخ المنطقة المغاربية، خاصة مع التعتيم على الحرب المستعرة وما رافقها من مغالطة سياسية ودعائية". ومازالت صور الآلاف من الصحراويين الفارين من قمع الجيش المغربي، المدجج بمختلف الأسلحة عالقة في الأذهان توثق لجرائم حقيقية ضد الإنسانية، بشهادة المنظمات الحقوقية الدولية، لتبدأ مسيرة الكفاح المسلح لانتزاع الاستقلال.

ويحتفل الشعب الصحراوي اليوم بذكرى إعلان الجمهورية في عيدها الـ 47 وهي تحقق مكاسب على درب معركة التحرير، تحت قيادة جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي "مكاسب سياسية و دبلوماسية" كبيرة على رأسها انتزاع الاعتراف الدولي من طرف أزيد من 80 دولة في إفريقيا، أمريكا اللاتينية وآسيا، إلى جانب كونها عضو مؤسس للإتحاد الإفريقي.

فعلى الصعيد الدبلوماسي نجحت الدبلوماسية الصحراوية رغم المناورات المغربية و صفقته مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في تضييق الخناق على إعلان ترامب، خاصة مع التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم الخارجية الامريكية، نيد رايس، الذي أكد على تمسك إدارة بادين بالمسار السلمي، لتسوية النزاع في الصحراء الغربية و بتنظيم استفتاء تقرير المصير.

وعلى الصعيد العسكري  تأتي ذكرى  إعلان الجمهورية هذا العام، بطعم الانتصارات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي في ساحات القتال منذ العودة إلى الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020، ردا على العدوان العسكري المغربي على المدنيين العزل بالثغرة غير الشرعية  بالكركرات، حيث نجح الجيش الصحراوي في إلحاق خسائر معتبرة بالجيش المغربي.

وشكل اعتداء قوات الاحتلال المغربي على مدنيين عزل بالثغرة غير الشرعية بالكركرات ، نقطة تحول كبيرة في مسار القضية الصحراوية بعد سنوات من الجمود السياسي ، و عدم اضطلاع بعثة (المينورسو) بمهمتها في تنظيم استفتاء تقرير المصير حر و عادل و شفاف، تكريسا للشرعية الدولية.

وعادت القضية الصحراوية، بقوة، إلى المنابر الدولية مع الهجمات العسكرية للجيش الصحراوي على مختلف تخندقات و مراكز جيش الاحتلال المغربي و نقلها من خلال البيانات اليومية التي تنشرها وزارة الدفاع لكسر الحصار المفروض على القضية الصحراوية، ولتفنيد كل ادعاءات النظام المغربي وتكتمه على وجود حرب في الصحراء الغربية، رغم التقارير الإعلامية في أكبر وسائل الإعلام الدولية.

وعلى جبهة الأرض المحتلة يبقى "الصحراويون متمسكون بتخليد هذه الذكرى العظيمة والعزيزة على الشعب الصحراوي ، التي تحكي قصة شعب حر قرر بناء دولته رغم كل الظروف"، إلا  أن "هذه الاحتفالات تبقى ناقصة بالنظر إلى الحصار المطلق المضروب على كل الصحراويين في ذواتهم ومنازلهم خاصة من ما تتعرض له الناشطة الصحراوية سلطانة خيا وعائلتها .

من نفس القسم دولي