الوطن

ملف الإطعام المدرسي تحت مجهر "الولاة"

تزامنا مع إعداد تقارير وشكاوى عن استمرار تقديم وجبات باردة

وضعت السلطات العمومية الفترة الأخيرة ملف الإطعام المدرسي على رأس الأولويات حيث باتت المدارس وما تقدمه من وجبات للتلاميذ محط متابعة يومية من  المسؤوليين التنفيذين لولايات الوطن تبعا لتعليمات الحكومة والتوصيات الشخصية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وهو ما حسن من وضعية الإطعام عبر عدد من المدارس بينما لا تزال أخري تشتكي من العديد من العوائق والتي حالت دون تقديم خدمات إطعام في المستوي للتلاميذ.

  • تقارير، شكاوي ومنشورات تتحدث عن استمرار تقديم وجبات باردة

وعلى مدار الأسابيع الماضية شكلت وضعية المدارس وظروف الإطعام محط متابعة يومية من الولاة عبر أغلب ولايات الوطن وذلك تبعا  لتقارير وشكاوي لأولياء تلاميذ ومنشورات لجمعيات حماية مستهلك تم تداولها على نطاق واسع تتحدث عن  إستمرار مؤسسات ابتدائية عبر عدد من الولايات في تقديم وجبات باردة منذ بداية الموسم الدراسي، بينما تحدثت العديد من المصادر الفترة الماضية عن قيام عدد من المجالس الشعبية البلدية ببعض الولايات بتعليق خدمة الإطعام وإغلاق المطاعم المدرسية ببعض المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي إلى تاريخ غير معلن، جراء نقص الإعتمادات المالية المخصصة للعملية، بينما لا تزال مدارس أخرى عبر الوطن تشتكي من عراقيل ومعوقات بالجملة تمنعها من تقديم خدمات إطعام في المستوي للتلاميذ في مقدمتها غياب المؤطرين المؤهلين لتسيير و متابعة هذه المطاعم وغياب الموارد المالية والبشرية.

  • زيارات ميدانية يومية للوقوف على تسيير هذا الملف

و قد قادت والي ولاية تبازة أبو بكر بوستة الأسبوع الجاري زيارة لعدد من المدارس عبر إقليم ولايته من أجل الإطلاع على ظروف إطعام التلاميذ، والي باتنة بدوره يقوم خلال الفترة الأخيرة بزيارات ميدانية دورية للمدارس الابتدائية عبر دوائر الولاية للوقوف  على الخدمات المطعمية المقدمة للتلاميذ وكذا النقل المدرسي. رؤساء الدوائر بولاية تلمسان من جهتهم حرصوا الأسبوع الجاري و خلال زيارات ميدانية دورية على الوقوف عن كثب على وضعية المدارس الابتدائية و اتخاذ جميع التدابير اللازمة بغية تحسينها، من خلال الوقوف على عملية الإطعام المدرسي، مدى تقدم أشغال الصيانة عبر المطاعم فيما تبقي هذه العملية متواصلة إلى غاية أن تشمل جميع المدارس الإبتدائية في هذه الولاية.

و قد جاءت هذه المساعي لتحسين وضعية الإطعام المدرسي عبر الإبتدائيات في إطار تعليمات وجهتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، في وقت سابق إلى الولاة والولاة المنتدبين من أجل اتخاذ إجراءات سريعة للتكفل بالتغذية المدرسية وضمان وجبة ساخنة للمتمدرسين، وطالبت بتقارير ميدانية لمعرفة مدى تطبيق تعليماتها.

كما طالبت الوصاية من الولاة والولاة المنتدبين إعطاء الأهمية الكاملة لهذا الموضوع والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تكفل أمثل بالمطاعم المدرسية وموافاتها بتقارير متابعة لوضعية المطاعم المدرسية ومستوى خدمات الإطعام المقدمة للتلاميذ بشكل هام ومستعجل. خاصة ونحن في فصل الشتاء، و ما يواجهه تلاميذ هذه المدارس، لاسيما الواقعة بالمناطق النائية من صعوبة للتنقل لتناول وجبة الغداء أو الحرمان منها، خاصة بالقرى والمداشر الواقعة بهذه البلديات.

  • نقائص لا يزال يعرفها الملف

و رغم الجهود الحثيثة لتي تبذلها الدولة بخصوص ترقية التغذية المدرسية، والتي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عناية بالغة، إلا أن هذا الملف لا يزال يعرف نقائص عديدة حيث أماط تقرير لمجلس المحاسبة لسنة 2022 صدر في نوفمبر الماشضي اللثام عن نقائص بالجملة في تسيير المطاعم المدرسية، وفقا لمعاينة شملت نماذج عن هذه المطاعم بـ16 ولاية وعلى مستوى 48 بلدية، و أكد ذات التقرير، أن إعداد قوائم التلاميذ المستفيدين من الإطعام المدرسي يتم في ظل غياب معايير محدّدة تتعلّق بالاستفادة و المجانية، حيث إن الاستفادة من الإطعام المدرسي مخصّصة للتلاميذ المسجّلين، وذلك في أغلب المدارس التي خضعت للرقابة، بينما توفّر بعض المدارس المتواجدة في ولايات مختلفة الإطعام المدرسي مجّانا لجميع التلاميذ المتمدرسين.

و يعتبر التقرير أيضا على أن البلدية لم تتكيّف مع صلاحياتها الجديدة لضمان خدمة التغذية المدرسية على أحسن وجه، إذ أنه في بداية العام الدراسي 2016 ـ 2017 تعزّز دور البلدية في مجال التغذية المدرسية لكن حجم المهمات الموكلة إلى البلديات لم يواكبه تكييف تنظيمها من أجل إسناد إدارة هذا النشاط لمصلحة معيّنة، ولم تقم البلديات بتزويد المدارس بعون مكلّف بتسيير المطاعم، حيث إن العديد من البلديات تعتبر هذا النشاط الذي يتطلّب وجودا والتزاما يوميا على مستوى المدارس كمهمة لم تستعدّ لها، ولا تملك الوسائل اللازمة لتأديتها.

وتحدّث ذات التقرير عن غياب مصلحة إدارية بلدية مخصّصة للإشراف على المؤسسات التربوية والمطاعم. وكشف تقرير مجلس المحاسبة أيضا وجود مطاعم غير مزوّدة بمسيرين وموظفين مؤهلين ومكوّنين، لاسيما المسيّرين المكلّفين بالتموين والتحضير والتوزيع وتقديم الوجبات والحراسة وصيانة المباني وكذلك نقل التلاميذ المستفيدين إلى المطاعم المدرسية المركزية، إذ أن غياب مسيّر معيّن، إضافة إلى انعدام مشاركة كافية لمديري المدارس لم يمكّن من تسيير حسن لعدّة مطاعم، وهذه الوضعية كانت سببا في تأخر افتتاح المطاعم في بعض البلديات على غرار عين بسّام بولاية البويرة.

وفي بلديات أخرى اضطرت مطاعم مجهّزة لتقديم وجبات باردة كبلدية خميس الخشنة بولاية بومرداس، كما أن بعض مديري المدارس الذين تم الالتقاء بهم أثناء رقابة تسيير المطاعم الكائنة بخميس الخشنة وبودواو بولاية بومرداس وبلعايبة بولاية المسيلة، عبّروا عن رفضهم المطلق لتسيير المطاعم ويتعلّق الأمر باستلام المواد الغذائية ومسك سجلات المحاسبة، وذلك في غياب مسيّر معيّن من طرف البلدية بصفة نظامية، وهو الحال بالنسبة لمديري مدارس ببلدية البوني بعنابة، الذين يعتبرون أن دورهم يقتصر على ضمان تنفيذ القائمة الأسبوعية للوجبات و السهر على ضمان الامتثال لقواعد التربية الصحية.

من نفس القسم الوطن