الوطن
وزارة المجاهدين تشرع في جمع ما تبقى من تاريخ الجزائر
شهادات حية لمجاهدين ستساعد على تدعيم كتابة وترسيخ التاريخ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 نوفمبر 2012
شرعت أمس وزارة المجاهدين في جلسات الاستماع الخاصة بتسجيل الشهادات الحية للمجاهدين الذين عايشوا الثورة التحريرية، والتي ستساعد على تدعيم كتابة وترسيخ تاريخ الجزائر، وحمايته من التزييف ووضع حد للكتابات الذاتية في التاريخ الجزائري.
وجاءت هذه المبادرة التي تصادف خمسينية استقلال الجزائر للعمل على إعادة رسم ملامح جديدة للتاريخ الوطني، بعد عديد الإصدارات التاريخية التي ظهرت في الآونة الأخيرة وأثارت جدلا سياسيا وتاريخيا كبيرا، ومنها مذكرات الرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد التي أثارت جدلا وسط الرأي العام حول ما تضمنته من حقائق ووقائع تاريخية فيها ما يقال، في الوقت الذي يعيب عديد المؤرخين والساسة والمجاهدين على حد سواء على أصحاب هذه المذكرات عدم التزام الحيادية والحقيقة التاريخية في سرد الوقائع أثناء كتابة مذكراتهم، وهو الأمر الذي أثر سلبا في كتابة التاريخ الوطني وخلق خطا ثالثا بين الواقع المعاش إبان الثورة التحريرية والمخيلة الثورية بعد الاستقلال.
وأكد وزير المجاهدين محمد شريف عباس، خلال إعطائه إشارة انطلاق هذه الجلسات التي بدأت في باتنة في انتظار تعميمها على كافة التراب الوطني، أن الهدف من هذه المبادرة هو مواصلة تسجيل الشهادات الحية من صناع الحرية من مجاهدين ومناضلين وحتى المواطنين، وجمع ما تبقي من تاريخ الجزائر في الحقبة الاستعمارية والذي هو حبيس ذاكرة المجاهدين الذين عايشوا الفترة، حيث تعتبر شهاداتهم مادة خام يستغلها المتخصصون في كتابة التاريخ لقيمتها الكبيرة، داعيا في نفس الوقت كافة المجاهدين إلى ضرورة الإدلاء بشهاداتهم والتقييد بالنزاهة والأمانة التاريخية مع تسليم الشواهد المادية للمتاحف لأنها حق للأجيال القادمة.
سيرين. ع