الوطن
على أوباما استخلاص العبرمن "تحفظ" بوتفليقة بشأن مالي
حسب معهد السلام والحرية الأمريكي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 نوفمبر 2012
دعى معهد السلام والحرية (المستقل) أمس في ورقة بحثية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى استخلاص العبر من سياسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "المتحفظ" من التدخل العسكري في مالي، في إطار المساعي الدولية إلى التحضير لخطة الهجوم العسكري المقرر أن تكون محل نقاش مجلس الأمن اليوم الإثنين.
وأوضح معد التقرير ايفان ايلاند في الورقة البحثية من المعهد الأمريكي، التي اطلعت "الرائد" على نسخة منه أن على الولايات المتحدة الامريكية أخذ العبرة من الجزائر التي لم تبد "تحمسا لقيادة تدخل عسكري في شمال مالي ضد الإرهابيين"، خشية من امتداد الاضطرابات إلى خارج الحدود، مضيفا أن فرنسا مع كونها قريبة إلى حد ما من مالي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، قد يكون لها بعض الفائدة في ما يحدث هناك، ولكن الولايات المتحدة البعيدة لها مصالح أقل من ذلك بكثير.
وفي هذا السياق أشار المصدر ذاته إلى لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخرا مع الرئيس بوتفليقة بعدما حاولت إقناعه بـ"عدم استغناء" المجتمع الدولي عن تجربة الجزائر في محاربة الإرهاب في المنطقة الحدودية مالي، لكن الرئيس الجزائري يعتقد أن مثل هذا الغزو من شأنه أن يخلق المزيد من المشاكل وليس يقوم بحلها على حد قوله.
ووصف المعهد سياسة واشنطن بـ"الخطرة" التي تتجه نحو معالجة الأزمات الدولية بدفع الدول المجاورة إلى قيادة التدخل مثلما حدث في الصومال واليمن وليبيا. مضيفا أن الولايات المتحدة غالبا ما ترفض الاستماع إلى أصوات حكومات المنطقة المحذرة من مغبة التدخل الخارجي.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي يعقد اليوم اجتماعا للنظر في مطلب إرسال قوة عسكرية إلى مالي، وهو الأمر الذي ترفضه الجزائر التي استقبلت أمس وفدا عن جماعة أنصار الدين للمساهمة في المفاوضات التي سيجرونها مع الحكومة المالية الشهر المقبل قصد تجنيب البلاد أي تدخل عسكري.
ويأتي اجتماع اليوم الـ26 نوفمبر الذي كان مقررا الشهر الماضي لدراسة مطلب إرسال قوة عسكرية إلى شمال مالي، بعدما كان قد تحفظ على ذلك في اجتماعاته السابقة، لعدم وضوح أهداف العملية، إلا أن كل التطورات الحاصلة في الميدان تشير إلى إمكانية تأجيل هذا التدخل الجديد، خاصة وأن الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى منطقة الساحل رومانو برودي يرى أن ''تحضير عملية عسكرية يتطلب وقتا، في حين يرى خبراء عسكريون متابعون للملف أن التدخل عسكريا في مالي يتطلب على الأقل ستة أشهر لتنفيذ عملية عسكرية في الجارة الجنوبية للجزائر، خاصة في ظل غياب التمويل الدولي لذلك.
محمد اميني