الوطن

محور "الجزائر- أنصار الدين" لإحباط مخطط فرنسا في مالي

وفد منها يصل الجزائر للتفاوض

 

 

 

غادر وفد من جماعة أنصار الدين الإسلامية المسيطرة على شمال مالي، العاصمة البوركينابية واغادوغو باتجاه الجزائر، وهي الزيارة التي تندرج في إطار المفاوضات التي تقوم بها كل من الجزائر وبوركينا فسو، من أجل إنهاء الأزمة في شمال مالي عبر استبعاد الخيار العسكري الذي تصر على فرضه قوى غربية.

وقال رئيس وفد جماعة أنصار الدين الموصوفة بالمعتدلة العباس آغ انتالا لوكالة فرانس برس "نحن نغادر واغادوغو إلى الجزائر لإجراء مباحثات مع السلطات الجزائرية"، حول الأزمة في شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ أشهر عدة جماعات إسلامية، في صورة جماعة التوحيد والجهاد المتهمة بالانتماء لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فضلا عن جماعة أنصار الدين.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر أمني في بوركينا فاسو، أن الوفد غادر ليلة الأحد واغادوغو والتي وصلها في الثاني من نوفمبر بعد وساطة قادها رئيس بوركينا فاسو، بليز كومباوري، باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، في حين توجه في الوقت نفسه وفد آخر من الحركة إلى الجزائر للغاية نفسها.

ولم تؤكد جهات رسمية جزائرية هذه الزيارة أو تنفها، كما لم تؤكد أو تنفي زيارات سابقة، والتي كانت قد تحدثت عنها وسائل إعلام غربية وإقليمية. غير أن تقارب الموقف الرسمي الجزائري مع موقف جماعة أنصار الدين من الأزمة في مالي، يرجح وجود هذا الوفد في الجزائر، علما أن وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، كان قد صرح في وقت سابق أن "قبول حركتي أنصار الدين وتحرير أزواد بالشروع في مفاوضات مع حكومة باماكو لم يأت صدفة، وإنما بتوجيهات من الجزائر"، في تلميح منه إلى وساطة قامت بها الجزائر مؤخرا بعيدا عن الأضواء.

وتدفع الجزائر من أجل تبني الخيار السلمي التفاوضي في حل الأزمة المالية، وتعمل جاهدة من أجل محاصرة النفوذ الفرنسي في المنطقة، القائم على وضع جميع الفصائل التي تسيطر على شمال مالي، جماعات إرهابية ترفض الحوار، حتى تبرر ضربها عسكريا، غير أن الجزائر نجحت في إبراز التمييز الموجود بين الجماعات الإسلامية المسيطرة على شمال مالي، وقد تأتى لها ذلك من خلال إقناع جماعة أنصار الدين بإعلانها رفض تطبيق الشريعة، وكذا إعلان تبرئها من الانتماء لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وقد سمح هذا المعطى بمراجعة الكثير من الدول لمواقفها بشأن طبيعة الحل المقترح للخروج من أزمة شمال مالي، وبدأ الجميع يتحدث عن الحل السلمي التفاوضي، الذي كان مغيبا إلى وقت قريب، بفضل تحالف فرنسا مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس".

طه. ش

 

من نفس القسم الوطن