الوطن

إطلاق "قاطرة الذاكرة" بمترو العاصمة.. عندما ينتقل المتحف إلى المواطن

عروض تاريخية مميزة تروي بطولات من صنعوا مجد الجزائر

أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، على إطلاق "قاطرة الذاكرة" بمترو العاصمة، وبالمناسبة صرح الوزير قائلا، إن "هذه المبادرة تعتبر بمثابة نقل لمفهوم المتحف من مكانه إلى المواطن وهذا عبر صور تاريخية، كتب وأفلام وشهادات حية للمجاهدين وغيرها من العروض المميزة".

عرفت محطتا علي بومنجل وساحة الشهداء بقطار الأنفاق بالعاصمة، أمس، حركة غير مألوفة، وسط عروض تاريخية لمتاحف متنقلة زينت أروقة المحطتين، مبادرة فريدة من نوعها قررت وزارة المجاهدين أن تطلق عليها اسم "قاطرة الذاكرة"، والتي تأتي لإرساء ثقافة تاريخية في مختلف الأوساط الاجتماعية وترسيخ الذاكرة الوطنية للأجيال الصاعدة وكذا بعث الروح الوطنية وهذا عن طريق فتح نشاط متحف المجاهد المتواجد بمقام الشهيد على محيط المجتمع.

وفي هذا الصدد، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، إن هذه المبادرة تأتي في إطار برنامج الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لعيد الاستقلال التي أقرها مجلس الوزراء، حيث عمدت الوزارة الوصية إلى إطلاق قاطرة الذاكرة بالتنسيق مع ميترو الجزائر بما يسمح بنقل مفهوم المتحف من مكانه إلى المواطن وهذا لربط الأجيال الناشئة بتاريخها وإرساء الثقافة التاريخية عندها.

واستنادا لما صرح به العيد ربيقة، فإن المتحفين المتواجدين بمحطتي المترو سيتضمنان عدة عروض على غرار توفير الكتب التاريخية وتقديم الشهادات الحية لمجاهدين سيكونون بعين المكان، ليبقى الهدف الأسمى من هذه المبادرة على حد تعبيره هو الوفاء لذاكرة الشهداء والمجاهدين وتنويع أنماط الذاكرة من خلال عدة أعمال من ضمنها هذه الفعاليات، كما تحرص الوزارة الوصية على تعميم مثل هذه التظاهرات التاريخية لتشمل باقي ولايات الوطن.

من جهتها قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي التي كانت رفقة وزير المجاهدين وذوي الحقوق، في تصريح لها، إننا نثمن كل التراث الجزائري ومثل هذه المبادرات ستسمح بإعطاء خصوصية للهوية الجزائرية والتعريف بها للأجيال النائشة، حيث نرى أن المتحف هو من أصبح يأتي للمواطن، العملية ربما ستعمم لتشمل المطارات وغيرها من الأماكن العمومية.

التظاهرة لم تخل من شهادات حية لمجاهدين كانوا في قلب الحدث، المجاهد العرباوي محمود وفي تصريح له، عبر عن افتخاره بتواجده في القصبة السفلى التي كانت شاهدة على بطولات أبناء الجزائر على غرار ياسف سعدي والشهيد علي لابونات الذي قال إنه كان شهيد كل الجزائر وليس القصبة وحدها، واستطرد، نحن اليوم ننعم بالحرية ونسعى لتحقيق مزيد من التقدم للأجيال الناشئة.

بدورها أصغر مجاهدة في الناحية الثانية بالشمال القسنطيني، بلقنبور خديجة، قالت، إنها سعيدة بالجزائر المستقلة، هي من حضرت وفاة شهيدات وقامت بإغماض أعينهن وهن يتلفظن الشهادة واختتمت كلامها بتوجيه رسالة لشباب اليوم قائلة، "لا تنسونا نحن المجاهدون والشهداء". أما المجاهدة بوعمامة فتيحة المدعوة "الحرة" من مدينة أفلو، فقالت، "إننا نسلم اليوم المشعل للشباب للدفاع عن الجزائر بعد أن ناضلنا وتركنا مقاعد الدراسة لإخراج فرنسا وتحقيق الاستقلال".

انطلقت "قاطرة الذاكرة" التي لم تتوقف يوما عن السير بحلة جديدة، من معقل الثوار بالقصبة العتيقة على أمل أن تعمم هذه التجربة لتشمل محطات عمومية أخرى ليس في الجزائر العاصمة فحسب بل بكل ولايات الوطن، وهذا للتعريف ببطولات أمجاد الماضي الذين صنعوا ملحمة الجزائر في حربهم ضد الاستعمار الفرنسي.

من نفس القسم الوطن