الوطن

تحذيرات من الفيضانات الخريفية وطوارئ لدى السلطات العمومية

مع بدء أولى التقلبات الجوية

بدأت التقلبات الجوية عبر العديد من ولايات الوطن نهاية الأسبوع وسط تحذيرات من الفيضانات والسيول والتي تخلفها عادة أولى أمطار الخريف وهو ما جعل السلطات العمومية ومختلف المؤسسات المعنية تتجند لمواجهة هذا الخطر المستجد بالجزائر بينما يدعو الخبراء لضرورة انتهاج استراتيجية تعتمد على مقاربة استباقية ووقائية، تحمي السكان من المخاطر المتعلقة بالتغيرات المناخية.

ومع بدء التساقطات المطرية والتي جاءت متأخرة هذه السنة نوعا ما تواصلالسلطات العمومية في أغلب ولايات الوطن تجندها لمواجهة أي خطر محتمل من أولي هذه التقلبات الجوية التي تعرفها ولايات الشمال فزيادة على البرنامج الوقائي المسطر من طرف وزارة الموارد المائية، والذي بدأ تطبيقه منذ اشهر من خلال تنظيم حملة كبرى لتنظيف وتنقية أنظمة الصرف ومجاري المياه، وكذا النقاط السوداء، بالإضافة الى رفع النفايات الهامدة من الأودية، كما باشرت البلديات بدورها ، عملية تنقية وتسريح البالوعات في المحاور الكبرى للطرقات، بالإضافة إلى عملية تنظيف واسعة للأودية، حيث تم استخراج كل الفضلات والأتربة التي قد تعيق المجرى الطبيعي للماء، كما شرعت ذات المصالح في تنصيب بالوعات جديدة وتجديد وتنقية القديمة منها، على مستوى عدد من الطرقات من أجل تسهيل عملية امتصاص مياه الأمطار، لتفادي تسجيل فيضانات محتملة. كما قامت ذات المصالح بوضع قنوات سطحية، على مستوى بعض الطرقات بعد أن باتت القنوات الرئيسية لا تستوعب حجم الأمطار المسجلة، وتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنقية حواف الطرقات لمواجهة أي كارثة.

  • خلايا لليقظة وتفعيل التدخل السريع عند النشريات الجوية الخاصة

وبالعاصمة فقد شرعت السلطات المحلية التابعة للمقاطعات الإدارية في اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية، تحسبا لتسجيل أي طارئ بسبب الأمطار التي بدأت تتساقط هذه الأيام، والمتوقعة خلال الفترات اللاحقة، والاستعداد لمواجهة الاضطرابات الجوية المتوقع حدوثها في الفترة المقبلة.وتم في هذا الصدد تشكيل خلايا يقظة، تحسبا لتقلبات الأحوال الجوية على مستوي بلديات كل مقاطعة، بتسخير كل الوسائل المادية والبشرية المتاحة، لتفادي انسداد البالوعات، وغلق الطرقات عند هطول الأمطار بكميات كبيرة. فيما أمر الولاة المنتدبون للمقاطعات الادارية، باحترام التعليمة التي تتضمن الوقاية والحماية من أخطار الفيضانات، حيث أسدى تعليمات صارمة من أجل الحرص على اتخاذ التدابير الفورية والاستعجالية، للوقاية من أخطار التقلبات الجوية (تنقية البالوعات والوديان، لتسريح مجاري المياه)، وتفعيل خلية التدخل عند أية نشرية جوية، من خلال تسريح وتجنيد كل الوسائل، وبرمجة عمليات استدراكية واستعجالية للنظافة، وتهيئة المحيط.

  • "تصرفات غير حضارية" تتسبب في كوارث

وترتبط عادة الأسباب التي تقف وراء وقوع الفيضانات، بمشكلة رمي كل أنواع النفايات في قنوات الصرف، بداية من مخلفات البناء، التي ينتج عنها انسداد القنوات، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة النفايات الموسمية، كما يحدث خلال عيد الاضحى، الذي يكثر خلاله انسداد القنوات، بسبب رمي بقايا الأضاحي من جلود وحتى قرون الكباش، وغيرها من التصرفات غير الحضارية الأخرى، كما هو الحال بالنسبة لظاهرة سرقة مشاعب البالوعات، التي تكون نتيجتها الحتمية وقوع حوادث مرور، أو حوادث سقوط قد تكون مميتة للمواطنين، بالإضافة إلى انسداد تام للقنوات، بسبب تجمع النفايات فيها. ولردع مثل هذه التصرفات غير الحضارية، التي تهدد حياة المواطنين، يدعو الخبراء إلى ضرورة تفعيل شرطة المياه، من أجل الحفاظ على المصلحة العامة، ومعاقبة كل المخالفين، سواء من حيث السرقة أو التلويث، معتبرين الى أن هذا الجهاز له صلاحيات واسعة لمراقبة جميع الفضاءات المائية، على غرار المسطحات المائية الطبيعية، كالبحيرات والبرك والمستنقعات، ومجاري المياه الطبيعية، والمنشآت المائية كالآبار والمساقي ذات الاستعمال العمومي، وقنوات السقي والحواجز والسدود.

  • إجراءات احترازية وتكثيف لعمليات التحسيس

مؤسسات النظافة الولائية هي الأخرى اتخذتإجراءات ملموسة تحسبا للتقلبات الجوية، فبالإضافة إلى وضع مخططات عمل يتكيف واي طارئ محتمل كثفت العمل ووضعت فرقا دائمة ومتأهبة لمواجهة أي تغير مفاجئ للأحوال الجوية، خاصة بالمناطق التي تتضرر من السيول، والقيام بحملات تحسيس وتوعية للمواطنين، من أجل الحفاظ على نظافة المحيط وتجنب انسداد البالوعات، ورفع مستوى الوعي عند مختلف شرائح المجتمع، من تلاميذ وتجار ومواطنين عاديين،وحسب ما أكدته المكلفة بالإعلام والاتصال بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم"، نسيمة يعقوبي في تصريح صحفي سابق فأن المؤسسة أعدت مخطط عمل لمواجهة مشاكل التقلبات الجوية المفاجئة في فصلي الخريف والشتاء، بتكثيف عملية الكنس، خاصة على مستوى البالوعات بـ 26 بلدية في ولاية الجزائر. وأشارت المتحدثة إلى أن المؤسسة وضعت برنامج عملها، ضمن المخطط الوطني للوقاية من الكوارث الطبيعية "أورساك"، للتدخل في حالة التغيرات الجوية وتساقط الأمطار بكثافة، فضلا عن المخطط اليومي الخاص بكل بلدية، حيث جندت حوالي 50 عاملا و15 شاحنة، وعشر مكانس ميكانيكية، وأربع شاحنات صهاريج لرفع أكبر قدر من النفايات، خاصة ببعض البلديات التي تتضرر كثيرا أثناء التساقط الكثيف للأمطار.من جهة أخرى، أوضحت يعقوبي أن خلية الاتصال والتحسيس التابعة لمؤسسة "نات كوم"، تقوم بعمليات تحسيسية تجاه المواطنين، من أجل تفادي الرمي العشوائي للنفايات التي تتسبب في انسداد البالوعات.

  • مصالح الحماية المدنية ترفع درجة التأهب وتحذر المواطنين

من جهتها دعت مصالح الحماية المدنية، كافة المواطنين إلى الرفع من درجة الحيطة وتوخي الحذر خاصة عند تردي الأحوال الجوية والذي يميزه تساقط أمطار غزيرة قد تؤدي إلى وقوع ضحايا جراء الفيضانات أو السيول الجارفة.وحددت ذات المصالح جملة من الإرشادات والنصائح الواجب إتباعها والمتمثلة فيمتابعة النشرات الجوية المتعلقة بالطقس، تحضير حقيبة الإسعافات الأولية، مذياع و بطاريات، عدم المغامرة بقطع السيول و الوديان راجلا، وكذا السباحة في مجرى السيول، وتفادي قطع السيول الجارفة بالسيارات، الابتعاد عن الوديان و حواف الأودية وكذا عدم الاحتماء تحت الأنفاق أو فوق الجسور أثناء تساقط الأمطار.

من نفس القسم الوطن