دولي

القمة العربية المقررة في الجزائر ستكون استثنائية

سفير دولة فلسطين بالجزائر الدكتور فايز محمد محمود أبوعيطة في حوار لجريدة الرائد

لقي إعلان الجزائر حول المصالحة الفلسطينية ترحيبا عربيا ودوليا وحتى أمميا، ما تقييمكم لهذا الإعلان الذي جمع الإخوة الفرقاء في بلد المليون ونصف المليون شهيد؟

 إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية هو جهد جزائري وعمل جزائري ضخم وكبير استمر لأكثر من سنة، حيث بدأت العملية بعد زيارة الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس للجزائر في ديسمبر 2021 وكانت المبادرة الخاصة بالمصالحة ولم الشمل قد صدرت من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرئيس عباس وافق عليها وشرع بالفعل في العمل عليها مباشرة وهذا من طرف فريق عمل جزائري تكفل بإدارة الحوار بين الفصائل الفلسطينية، وقد التقى الرئيس تبون عبر عشرات اللقاءات مع كافة الفصائل المعنية وهي منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمتها حركة التحرير الفلسطيني فتح، بالإضافة الى حركتي حماس والجهاد.

طبعا تم التوصل إلى هذا الإتفاق، وبدوره الرئيس تبون تابع مجريات الحوارات واللقاءات بشكل متواصل ونحن نقدر له اهتمامه وحرصه الكبير على القضية الفلسطينية وعلى الوحدة الفلسطينية الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال وهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الفهم العميق لدى الرئيس تبون لأهمية وضرورة الوحدة والمصالحة لإنجاز الاستقلال الوطني الفلسيطيني لدولة فلسطين الذي أعلن عنه في عام 1988 بالجزائر، نحن نشكر للجزائر ونقدر لها هذا الإتفاق ونبارك لها هذا النجاح الذي سيكون له إسهاما كبيرا في تقوية الفصائل الفلسطينية وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني.

ما هي آليات تجسيد إعلان الجزائر على أرض الواقع؟

بعد التوقيع على "إتفاق الجزائر" حول المصالحة الفلسطينية، وبعد أن قامت الجزائر بكل ما عليها للوصول إلى هذه المرحلة وتحقيق هذا الإنجاز، يجب أن تتمتع الفصائل الفلسطيينة بإرادة سياسية لتنفيذ هذا الاتفاق وأنا أعتقد بأن الجزائر ستعمل على تحقيق هذا التوجه عبر فريق عمل سيتم تشكيله بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين لمتابعة تنفيذ الإتفاق على الأرض والجزائر لديها قدرة للتشاور والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة الحريصة على إنجاز هذا الاتفاق.

ماذا ينتظر الفلسطنيون من قمة الجزائر المقررة يومي 1 و2 نومفبر المقبل، بعبارة أخرى كيف تتوقعون مخرجات القمة العربية؟

القمة العربة المقررة بالجزائر يومي 1و 2 نوفمبر، هي قمة عملت الجزائر بكل جدية وحرص على أن تكون قمة لم الشمل العربي بعد غياب هذا المشهد لسنوات طويلة وهذا بسبب عدم انعقاد القمة في حد ذاتها وكذا بسبب الظروف القاهرة التي تمر بها عديد الدول العربية وبالتالي، فإن الجزائر حريصة على إعادة الاعتبار للعمل العربي المشترك الذي يجسد وحدة الامة العربية في اطار جامعة الدول العربية بتعزيز العمل العربي المشترك والتعاون الثنائي والجماعي بين كافة الاقطار العربية باعبارها امة عربية ذات تطلعات وامال وطموحات مشتركة.

هل ترون في إعلان الجزائر وكذا انعقاد القمة العربية المقبلة سبيلا لبلوغ الحل النهائي للمعضلة الفلسطينية؟

نحن نأمل من كافة الدول العربية ومن خلال هذه القمة التي تقودها الجزائر أن يتم التأكيد على موقف الإجماع العربي المتمثل في مبادرة السلام العربية والتي تؤكد على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهذا قبل شروع أي دولة عربية في إقامة أي علاقات مع الاحتلال.

ننتظر  من خلال هذه القمة أيضا هذا الإجماع العربي الذي غاب في ظل حالة الفوضى السياسية في المنطقة، كما نأمل في أن تتمكن الجزائر من تصويب الاتجاه وإعادة الإجماع العربي إلى سابق عهده باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة العربية.

 ضربت حمى التطبيع بعض الدول العربية في وقت تمسكت فيه الجزائر بمبادئها التاريخية، ما تعليقكم؟

 كما سبق وأن ذكرت، فإن الجزائر تسعى لإعادة الاعتبار للعمل العربي المشترك والتأكيد على موقف الإجماع العربي من القضية الفلسطينية المتمثل في مبادرة السلام العربية التي وافق عليها كل الأشقاء العرب عام 2002 في القمة العربية في بيروت. وعليه فإن الجزائر حريصة كل الحرص لأن يكون هناك موقف إجماع عربي ونحن نأمل من هذه القمة في أن تشكل الضغط الحقيقي على المجتمع الدولي وأن تحمل رسالة فلسطين والعرب للعالم لتجسيد مبادرة السلام العربية والتي تحمل حلا يتقاطع مع قرارات الشرعية الدولية التي تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران.

معاناة متواصلة من الاعتداءات الصهيونية، استيطان واقتحامات للمسجد الأقصى وغيرها من الانتهاكات الصهيونية.. كيف هو حال الأشقاء في فلسطين على الأرض؟

الشعب الفلسطيني يخوض معركة الدفاع عن فلسطين وعلى القدس التي تمثل ملياري مسلم عبر العالم، الأقصى هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، هو مسرى الرسول الكريم محمد، وبالتالي، فإن الشعب الفلسطيني يقدم التضحيات تلوى التضحيات وإذا لاحظتم فإن الكيان الصهيوني يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وهذا بشكل يومي وبالمقابل فإن الشعب الفلسطيني يواصل الدفاع عن نفسه وعن قضيته العادلة ويقدم كل التضحيات في سبيل ذلك.. وبالنظر لما يحدث على الأرض، فإن الكيان الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة لا سيما عن التصعيد وعن الجرائم التي يرتكبها في حق هذا الشعب.

ما هي الرسالة التي توجهونها للجزائر والشعوب العربية ككل؟

نحن نشكر الجزائر رئاسة وحكومة وشعبا على كل ما يقدموه وما قاموا به خلال التحضير لهذه القمة وكذا دورهم التاريخي في لم شمل العرب ولم شمل الفصائل الفلسطينية ونعتقد أن هذه القمة ستكون استثنائية في ظروفها وفي التحضير لها وفي نتائجها كذلك ومرة أخرى..شكرا للجزائر.

من نفس القسم دولي