اقتصاد

المفاوضات مستمرة لمراجعة أسعار الغاز الجزائري ومسألة التسقيف لا تخدمنا

أكد سعي المجمع الحفاظ على مصالحه في السوق الغازية، حكار:

أعلن الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، أمس الأول أن المفاوضات لا تزال متواصلة مع خمس شركاء للمجمع بخصوص مراجعة أسعار الغاز الطبيعي الجزائري المصدر لهم وهي "جد متقدمة"، بعد أن تم التوصل الى اتفاق مع ستة شركاء، معربا عن رفض شركته مسألة تسقيف الأسعار كونها لن تخدم المنتجين ولا المستهلكين على المدى المتوسط.

وصرح حكار، خلال ندوة صحفية عقب مراسم التوقيع مع مجمع الطاقة الإسباني ناتورجي على اتفاقية تتعلق بعقود بيع وشراء الغاز الطبيعي التي تربط الشركتين عبر خط أنبوب الغاز ميدغاز، قائلا "بقي لنا بعض الشركاء و نحن في محادثات معهم و هي جد متقدمة، لكن لا يمكننا التحدث عن تاريخ التوصل الى اتفاق" مضيفا "  لدينا فرق تتحادث مع 11 زبونا و قد اتفقنا مع ستة و بقي منهم خمسة". وتابع القول "هدفنا هو التوصل الى مراجعة الاسعار مع كل زبائن سوناطراك"، مشيرا الى ان المجمع أخطر جميع زبائنه العام الماضي حول طلبه بمراجعة أسعار الغاز المصدر. وأضاف في هذا الصدد "كنا واضحين في طلبنا و هو مراجعة وتكييف الاسعار التعاقدية مع الاسعار المعروفة في الأسواق قصد الحفاظ على مصالحنا في السوق الغازية و لم نطالب بأسعار حرة". وعن سؤال حول الطلب على الغاز الطبيعي الجزائري، قال حكار: "هناك طلب موجود و سندرس حالة بحالة مع اعطاء الاولوية لمصالح الجزائر (...) نحن نبحث عن أحسن تثمين لغازنا". وحول مسالة تسقيف أسعار الغاز،  أكد حار قائلا "الدول الاوروبية من اكثر الدول التي تعتمد ميكانيزمات السوق الحرة و تسقيف الاسعار لا يمت باي صلة لهذه الميكانيزمات"، معتبرا أن تسقيف الاسعار "لا يخدم مصلحة السوق سواء المستهلكين أو المنتجين على المدى المتوسط و البعيد خاصة مع غياب ميكانيزمات واضحة للسوق".

وبالعودة الى العقد الموقع مع ناتورجي، أكد حكار أن المجمع الاسباني "متعامل تاريخي و العلاقة التي تربط سوناطراك به علاقة قديمة و مميزة باعتبار ان سوناطراك تمتلك أسهم في شركة ناتورجي" التي هي شريك في قنوات نقل الغاز التي تربط الجزائر بإسبانيا "ميدغاز" (51 بالمائة سوناطراك وناتورجي 49  بالمائة، مشيرا إلى  أن العلاقة "مميزة" معها باعتبارها تضمن تسويق الغاز الجزائري في السوق الاسبانية منذ أكثر من 30 سنة. وأوضح أن الاتفاق الموقع "يتعلق بمراجعة الأسعار تماشيا مع الاسعار المتداولة و المعروفة في السوق العالمية"، مضيفا بأن المفاوضات بين الطرفين دامت 10 اشهر و كانت "شاقة وغير سهلة لعدة أسباب، منها عدم وضوح الرؤية في السوق من ناحية الطلب و من حيث الأسعار". وقد أفضت المحادثات بين الطرفين الى التوقيع على الاتفاقية ل"مراجعة العقود لمدة ثلاث سنوات كما هو متعارف عليه في العقد الأصلي لبيع و شراء الغاز الطبيعي".

  • 83  مليار متر مكعب من الغاز تم توريدها لإسبانيا خلال  العشرية الأخيرة

من جانب أخر كشف مجمع سوناطراك أنه في اطار العقود التي تربطه بشركة ناتورجي، قام بتسليم اكثر من 83 مليار متر مكعب من الغاز, لزبونه الاسباني خلال العشرية الاخيرة,  وأوضح المجمع في بيان له وزع خلال مراسم التوقيع, ان "سوناطراك, و من خلال العقود التي تربطها بشركة ناتورجي, قد سلمت خلال العشرية الاخيرة, اكثر من 83 مليار متر مكعب لزبونها الاسباني مما يسهم في تعزيز امن التموين الغازي في هذه السوق". واوضح ذات المصدر, ان سوناطراك وشريكها ناتورجي قد اتفقا على "مراجعة اسعار العقود طويلة الامد الموجودة للتموين بالغاز, وذلك على ضوء تطورات السوق, مما يضمن توازن عقودهما على اساس رابح-رابح" و اضاف ذات البيان ان "توقيع هذا الاتفاق يعزز الشراكة طويلة الامد بين سوناطراك و ناتورجي, و التي تهدف الى تعزيز موقعيهما في السوق الاسبانية". كما اتفقت الشركتان على مواصلة محادثاتهما حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وقد وقع الاتفاق كل من الرئيس المدير العام لسوناطراك, توفيق حكار, و الرئيس المدير العام لشركة ناتورجي, فرانسيسكو ريناس ماساني, بحضور اطارات الشركتين. وفي هذا الصدد, اعتبر الرئيس المدير العام لسوناطراك, هذا الاتفاق "بالهام جدا" و الذي سيسمح للجانبين بمواصلة علاقات تعاونهما, مضيفا ان العلاقة بين الشركتين "تاريخية". وذكر حكار ان العقد الاخير طويل الامد بين الشركتين سينتهي في سنة 2031, مشيرا الى "اننا سنواصل العمل معا الى غاية هذا التاريخ, و لما لا الى ما  بعد 2031". و اوضح يقول "اننا شركاء في انبوب غاز هو ميدغاز الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا و هي العلاقة التي يجب الحفاظ عليها و هو الامر المهم بالنسبة الينا". من جانبه اشار الرئيس المدير العام لشركة ناتورجي الى الطابع "التاريخي" للعلاقات بين الشركتين, مذكرا بان الجزائر تعد الممون الرئيسي لبلاده بالغاز.

من نفس القسم اقتصاد