دولي

اعتداءات واقتحامات واسعة للمستوطنين.. الأقصى في خطر

وسط حالة من الرباط والمواقف المتأهبة في فلسطين وخارجها

على مدار ساعات، تحولت باحات المسجد الأقصى، إلى ساحة لاعتداءات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين، وسط حالة من الرباط والمواقف المتأهبة في فلسطين وخارجها لمواجهة أي تصعيد وتهويد.

وأصيب 35 مرابطًا، واعتقل 10 آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ومئات المستوطنين، على دفعات متتالية -اليوم الاثنين- ساحات المسجد الأقصى المبارك. ووفق الأوقاف الإسلامية في القدس؛ فإن 335 مستوطنا اقتحموا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوسا تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات المسجد، كما نفخوا في البوق عند باب القطّانين.

وأقدم العديد من المستوطنين على اقتحام الأقصى وهم يرتدون ملابس بيضاء لها رمزية توراتية. ويوضح الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص في تصريحات تابعها "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن هذا اللباس يطلق عليه "لباس التوبة" التوراتي يختص بما يسمى "أيام التوبة العشر التي تبدأ اليوم وتمتد حتى غروب شمس "يوم الغفران" في 5-10".

وأضاف أنه "هو في الوقت عينه لباس طبقة الكهنة، وهم رجال دين من نسل "الكاهن هارون" كما تسمي التوراة سيدنا هارون عليه السلام، ومهمتهم قيادة الصلوات اليهودية في الهيكل المزعوم". ونبه إلى أن أنه "لباس ديني توراتي، وإدخاله للأقصى مشابه لإدخال شال الصلاة والبوق والشمعدان، ومجرد اقتحام الأقصى به هو ممارسة لطقس توراتي في أقدس مقدسات المسلمين".

وحاصرت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وكثفت من انتشارها العسكري داخل باحاته، وحولت البلدة القديمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. وحسب مصادر مقدسية؛ اعتدت قوات الاحتلال على المرابطين في ساحات المسجد، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم برضوض، واعتقلت خمسة آخرين، وأخرجت العشرات بالقوة من الأقصى، واعتدت على الصحفيين.

واعتلى جنود الاحتلال سطح المصلى القبلي بالمسجد، وأطلقوا طائرة تصوير في سمائه لمراقبة حركة المصلين والمرابطين.ومنذ وقت مبكر، من صباح أمس، فرضت شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم، واحتجزت بعضهم عند بواباته الخارجية، ومنعت منذ ساعات الفجر دخول الفلسطينيين دون سن الأربعين إلى المسجد.

وكررت قوات الاحتلال اعتداءاتها بحق الصحفيين خارج أبواب الأقصى، أكثر من مرة، وعرقلت عملهم، ومنعتهم من تغطية الأحداث، وأجبرتهم على مغادرة المكان بعد أن منعتهم من دخول ساحات الحرم، كما اعتدت قوات الاحتلال على المصلين عند بابي السلسلة والأسباط، ومنعتهم من دخول المسجد الأقصى المبارك.

وتأتي اقتحامات المستوطنين وسط الدعوات التي أطلقتها جماعاتهم لاقتحام الأقصى تزامنا مع ما يسمى "عيد رأس السنة" العبري، الذي يصادف أمس واليوم بحسب التقويم العبري.وأكد المختص بشؤون القدس، فخري أبو دياب في تصريحات صحفية نقلتها القسطل، أنه "رغم منع الاحتلال لدخول المصلين دون الـ40 عامًا، إلا أن شعبنا ومرابطينا أثبتوا صمودهم وتحديهم لاقتحامات المستوطنين".

وأشار أبو دياب إلى إصرار المرابطين على الوصول إلى المسجد الأقصى بالرغم من تشديد الخناق على المسجد من قوات الاحتلال.وفي السياق قالت المرابطة المبعدة عن الأقصى خديجة خويص: إن الاحتلال اتخذ إجراءات عديدة لمنع المرابطين من الوصول للأقصى؛ خوفاً على المستوطنين المقتحمين الذين لا يدخلون إلا بحماية الشرطة الصهيونية المدججة بالسلاح.

من جهتها، دعت حركة حماس إلى النفير بهدف مواجهة مخططات المستوطنين في المسجد الأقصى، واقتحاماتهم التي تتزامن مع الأعياد اليهودية.وفي تلخيصه لاقتحامات اليوم الأول من "رأس السنة العبرية"، يجمل الباحث زياد ابحيص التطورات على النحو الآتي: تمكن المرابطون من الاعتكاف في المسجد الأقصى منذ صلاة العشاء أمس، شهدت الليلة السابقة مواجهات حامية في سلوان وجبل المكبر بالتزامن مع الاعتكاف، استهدفت فيها شرطة الاحتلال مباشرة بالألعاب النارية فصعت عدوانها وتوجيه قنابل الصوت والدخان إلى المنازل مباشرة ما أدى لحريق في بيت في سلوان.

حضرت أعداد كبيرة من المرابطين لصلاة الفجر اضطرت شرطة الاحتلال لتفريقهم بالعنف عند باب الأسباط ولاحقتهم حتى وادي الجوز.- هذا التوتر؛ إضافة لتصاعد المــقـاومة عموماً في الضفة الغربية، دفع شرطة الاحتلال للاحتشاد في الرواق الغربي لإعادة تقييم الموقف.

واستخدمت شرطة الاحتلال طائرة من دون طيار في تصوير المرابطين، وانتشرت في أرجاء الأقصى وأخرت الاقتحام 25 دقيقة كاملة.- كانت شرطة الاحتلال تتبع سياسة طرد المرابطين من طريق المقتحمين منذ شهر 5-2020، لكنها لم تحاول ذلك اليوم واكتفت بنشر القوات الخاصة بين المصلين وتسريع مرور المقتحمين من أمام المصلى القبلي.- استمر اعتصام المرابطين في المصلى القبلي طوال المدة الصباحية واستهدفوا كل المجموعات المقتحمة بالألعاب النارية.- استمر الرباط والتكبير على الأبواب طوال مدة الاقتحام، وبقيت شرطة الاحتلال تحت ضغط من الداخل والخارج، وأدى ذلك لإصابة 35 مرابطاً بينها 15 إصابة في الرأس.

واعتقلت شرطة الاحتلال 8 مرابطين على الأقل خلال مواجهات أمس،في المحصلة اقتحم الأقصى 405 مستوطنين، بينهم مجموعات تكرر دخولها، ولم يزد عددهم في المجموعة الواحدة عن 35 رغم أن شرطة الاحتلال تعهدت بتمكين مجموعات أكبر من 50 في الفوج الواحد.لم يتمكن المقتحمون الصهاينة من نفخ البوق وتكرار ما فعلوه في 2021 رغم محاولتهم عدة مرات، إذ سُمع نفخ البوق خارج باب المغاربة مرتين وعلى باب القطانين مرة واحدة.

وقد حاول المتطرفون نفخ البوق داخل الأقصى مرتين بين بابي السلسلة والمغاربة أثناء خروجهم في فترة بعد الظهر؛ لكن شرطة الاحتلال تدخلت لمنعهم في المرتين."عيد رأس السنة العبرية" ما زال مستمراً طوال اليوم، وعليه لا بد من مواصلة الاعتكاف والرباط والضغط على الأبواب.

 

من نفس القسم دولي