الوطن

الجزائر بخطى ثابتة لإنجاح القمة العربية

تكثّف جهودها لتعزيز التعاون ورأب الصدع

تتقدم الجزائر بخطى ثابتة نحو إنجاح القمة العربية التي ستحتضنها شهر نوفمبر الداخل، والتي تريد لها أن تكون "قمة لفلسطين"، يتم من خلال العمل على توحيد الصف العربي لنصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز التعاون العربي والإفريقي ووضع حد للزحف الصهيوني.

وجّه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، دعوة لنظيره الفلسطيني محمود عباس لحضور الدورة العادية الـ31 للقمة العربية المقررة بالجزائر مطلع نوفمبر الداخل، لتكون فلسطين أول دولة عربية توجه لها دعوة حضور القمة، في رمزية تعكس حرص رئيس الدولة على الوفاء بالتزامه الذي قطعه منذ البداية والمتمثل في تخصيص حصة الأسد من أشغال هذه القمة لنصرة القضية الفلسطينية والعمل على وتوحيد الصفوف لدعم فلسطين ونصرتها ضد جيش الاحتلال الصهيوني.

كما تبذل الجزائر قصارى جهودها للدفع بالتعاون العربي الإفريقي ونصرة القضايا العادلة، التزاما منها بمبادئها الثابتة القائمة على احترام حقوق الشعوب في تحديد مصيرها ودعم القضايا العربية على غرار القضية الصحراوية والأزمة الليبية وكذا الوضع في مالي، فيما تبقى القضية الفلسطينية جوهر الدورة حيث تعمل الجزائر على إنجاح الموعد العربي وجعله فرصة لإيصال صوت فلسطين إلى العالم، وليس غريبا عن الجزائر أن تبادر إلى تحقيق التضامن العربي المأمول لدعم القضية الفلسطينية على أراضيها التي سبق وأن أعلن فيها قيام الدولة الفلسطينية.

وفي ظل تواصل "الهرولة" إلى التطبيع كما فضّل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تسميتها في تصريح سابق، تكثف الجزائر جهودها  لرأب الصدع في جدار العمل العربيّ والإفريقي المشترك، من أجل وضع حد للزحف الصهيوني وتحصين القارة الإفريقية من عدوى التطبيع التي طالت بعض العواصم المجاورة.

وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، قد استقبل بالقاهرة من طرف رئيس دولة فلسطين محمود عباس، حيث سلمه رسالة الدعوة التي وجهها إليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للمشاركة في أشغال القمة العربية الـ31 المقرر عقدها بالجزائر يومي الفاتح والثاني من نوفمبر 2022، حيث نقل لعمامرة خلال هذا اللقاء تحيات الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس محمود عباس، مجددا الالتزام الدائم للجزائر بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وتطلعها للدور الفاعل لدولة فلسطين في إنجاح هذا الموعد العربي الهام، وأرود بيان للخارجية ان الرئيس الفلسطيني عبر عن امتنانه للرئيس عبد المجيد تبون نظير دعمه المتواصل للقضية الفلسطينية، معربا عن اعتزازه أن تكون دولة فلسطين أول من يستلم الدعوة الرسمية للمشاركة في قمة الجزائر تأكيدا للمكانة المركزية التي تحظى بها القضية الفلسطينية في صلب أولويات العمل العربي المشترك، كما جدد الرئيس الفلسطيني عزمه على المشاركة في القمة والمساهمة رفقة أشقاءه قادة الدول العربية الأخرى في إنجاح أشغالها عبر تحقيق مخرجات نوعية ترقى إلى مستوى تطلعات الشعوب العربية، كما شكلت المقابلة فرصة لاستعراض مستجدات القضية الفلسطينية لاسيما آفاق تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على ضوء المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

وكانت الجزائر قد عزّزت رصيدها الدبلوماسي المشرّف، بتبني وساطة تاريخية بين القيادات الفلسطينية وتحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد عقود من الخلاف، بعد أن نجحت في عقد لقاء بين محمود عباس واسماعيل هنية، أكدت من خلاله تمسكها بمبادرتها الرامية إلى تحقيق صلح فلسطيني-فلسطيني، كما مهّد اللقاء الطريق امام مزيد من المفاهمات والتصالح بين مختلف الفصائل الفلسطينية، فقد أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في عديد المناسبات استعداد الجزائر لتبني مبادرة الصلح وتنظيم لقاء جامع بين مختلف الأطياف الفلسطينية، وهو ما تم بالفعل حيث توالت زيارات الوفود الفلسطينية إلى الجزائر واستمع رئيس الجمهورية إلى مختلف الآراء والمقترحات في سبيل الوصول إلى اتفاق فلسطيني- فلسطيني، تحضيرا لانعقاد القمة العربية المرتقبة في الفاتح من نوفمبر المقبل، والتي سيكون للقضية الفلسطينية خلالها حصة الأسد.

لعمامرة يشارك في اجتماع لجنة القدس

وشارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس في اجتماع لجنة القدس التابعة لجامعة الدول العربية التي التأمت أشغالها بمقر الجامعة بالعاصمة المصرية القاهرة لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل وضع حد للانتهاكات التي تمارسها السلطة القائمة بالاحتلال في المدينة المقدسة، وأفاد بيان لوزارة الخارجية أن هذا الاجتماع يأتي على خلفية انسداد آفاق العملية السياسية لتسوية القضية الفلسطينية وإمعان الاحتلال الصهيوني في فرض سياساته التوسعية وأنشطته الاستيطانية وكذا محاولاته المتواصلة لطمس هوية مدينة القدس وتهويدها، واستعرض وزراء الدول الأعضاء بهذه المناسبة نشاطات اللجنة وآفاق تعزيز دورها الدبلوماسي على الساحة الدولية.

أبو الغيط: "قمة الجزائر ستكون سببا للالتئام والوحدة"

من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس، إنه يتطلع بكل ثقة للقمة القادمة في الجزائر التي ستعقد يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، ودعا أحمد أبو الغيط في كلمة له اليوم في الدورة 158 لمجلس جامعة الدول العربية، إلى أن تكون قمة الجزائر سببا للالتئام والوحدة ومحطة مهمة في تاريخ العمل العربي، مضيفا "نحن نتطلع بكل ثقة للقمة القادمة في الجزائر في أول نوفمبر لتكون محطة مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك، وأن قمة الجزائر ستكون سببا للالتئام والوحدة وتعبيرا أصيلا عن الرأي العام في بلادنا الذي يرغب في لم شمل الزعماء العرب وتوحيد كلمتهم".

من نفس القسم الوطن