الوطن

عدم إلغاء الفرنسية بالابتدائي مع استحداث الإنجليزية..التفاصيل الكاملة

وزارة التربية تضع حدا للجدل القائم بخصوص تلاميذ السنة الثالثة

يستعد أزيد من 9 ملايين تلميذ للعودة الى مقاعد الدراسة في 21 سبتمبر الجاري، وسط مستجدات كثيرة ، أبرزها  ادراج مادة اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي والتي ستعني" رسميا" تلاميذ السنة الثالثة، وسط جدل كبير في الوسط الجزائري وبين أولياء التلاميذ حول مدى استمرار تدريس مادة الفرنسية ومصير تلاميذ السنة الثلاثة الذين سيجدون أنفسهم أمام 3 لغات.

وتساؤلات عدة لا تزال تصدر عن الأولياء و الأساتذة والفاعلين في قطاع التربية  أبرزها هل ستلغى وزارة التربية، نهائيا اللغة الفرنسية ويتم استبدالها باللغة الإنجليزية، ماهو مصير أساتذة اللغة الفرنسية في هذه الحالة ؟ و هل سيتم الإبقاء على اللغة الفرنسية وتضاف اللغة الإنجليزية ويصبح يدرس الطفل ثلاثة لغات في المرحلة الابتدائية ، وهل يستطيع الطفل الجزائري أن يستوعب ثلاث في ظل هذه المنظومة التربوية .

وكشفت مصادر مسؤولة بقطاع التربية الوطنية، أن استحداث مادة الانجليزية في الطور الابتدائي والضبط في قسم السنة الثالثة ابتدائي لا يعني أنه سيتم الاستغناء على مادة اللغة الفرنسية، حيث ستكون هذه المادة المهمة اضافة الى النظام التربوي الجزائري لمواكبة التطورات الحاصلة في العالم.

وأوضحت ذات المصادر، أن وزارة التربية أعدت  ترتيبات  كفيلة لضمان تدريس اللغات الأجنبية في الطور الابتدائي من شأنها تسهيل عملية استيعاب الطفل في هذا السن، حيث سيتم التمسك بعملية تدريس مادة اللغة الفرنسية بذات الدروس والبرامج المحددة سابقا من قبل الوصاية ، في ظل تخصيص برنامج جديد خاص وكتب جديدة لفائدة التلاميذ بخصوص مادة اللغة الانجليزية.

وكان قد صرح منذ أيام وزير التربية عبد الحكيم بلعابد، بأن كتاب اللغة الإنجليزية للسنة الثالثة من مرحلة التعليم الابتدائي جاهز وتم اعتماده والمصادقة عليه من طرف المعهد الوطني للبحث في التربية بتاريخ 01 سبتمبر 2022، ما سيُمكّن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بمباشرة عملية الطبع، وسيكون في المؤسسات التعليمية قبل دخول التلاميذ للمدارس، حيث أمر مديري التربية في هذا الشأن بوضع جهاز خاص يُكلّف بمتابعة عملية توزيع هذا الكتاب على المؤسسات التربوية ابتداء من بداية هذا الاسبوع الأحد 04 سبتمبر 2022 .

و تطبيقا لقرارات رئيس الجمهورية، تم إعداد المنهاج الخاص باللغة الانجليزية في الطور الابتدائي من طرف المجلس الوطني للبرامج حيث تم إعداد الكتاب المدرسي في هذه اللغة لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي وسيتم توزيعه في الأيام القليلة المقبلة على المدارس الابتدائية.

وفي شان التاطير، باشرت مديريات التربية منذ امس في استدعاء 5000 أستاذ عن طريق التعاقد، لتدريس تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي مادة اللغة الانجليزية في السنة الدراسية 2022-2023، عبر نشر قوائم المقبولين ، وهذا من اجل انجاح توقيع مقررات التعيين "رسميا".

 

 

كمال نواري"  الفرنسية لن تلغى ولا تعوضها الانجليزية و لن يتم إنقاص حجمها الساعي"

 

 

أوضح في  هذا الشان الناشط التربوي كمال نواري "ان اللغة الفرنسية لن تلغى ولا تعوضها اللغة الانجليزية و لن يتم إنقاص حجمها الساعي لانها غنيمة حرب كما قال رئيس الجمهورية وأن اللغة الانجليزية لغة عالمية و لغة علم."

وشدد كمال نواري  قائلا "ان كل من يطالب بحذفها يحمل أفكار أيديولوجية معادية لوجود اللغة الإنجليزية في مدارسنا هم يفتعلون اي شيء لاسقاطها وعلينا جميعا إنجاح اللغة الانجليزية في مرحلة التعليم الابتدائي، مبرزا ان إعتماد اللغة الانجليزية ليس لتعويض اللغة الفرنسية.

كما رد كمال نواري على المشككين في امكانية تلاميذ السنة الثالثة استيعاب 3 لغات دفعة واحدة ، بالقول "إن عقل الطفل في سن 8 سنوات يمكنه تعلم اكثر من 4لغات والمدارس الاوروبية التلميذ يدرس في هذا السن اكثر من 4لغات"، مؤكدا انه في الجزائر يجب ان يدرس المواد العلمية في المتوسط و الثانوي باللغة الانجليزية في المواد رياضيات و علوم طبيعة و فيزياء لانه في الجامعة يجد سهولة في دراسة تخصصات باللغة الانجليزية.

واضاف ذات المتحدث "انه من يطالب بالغاء أية لغة هم خارج ميدان التربية و لا يعرفون مصلحة التلميذ  ، وعليهم ترك المختصين و الخبراء بمعالجة مثل هذه القضايا، وهؤلاء  تحركهم العاطفة والارتجالية و الأيديولوجية المقيتة التي لا تخدم الطفل الجزائري." –يضيف نواري.

وشدد نواري أن وزارة التربية لها من الخبراء و المفتشين المختصين الذين يملكون خبرة و تجربة تسمح لهم بمعالجة كل القضايا التربوية  التي تخدم الطفل الجزائري ، و عليه يرى  أن إلغاء أية لغة في المسار الدراسي للطفل هو خطأ بيداغوجي، مشددا ان" اللغة العربية و الامازيغية و الفرنسية و الانجليزية هي لغات يمكن تعلمها في سن الثامنة ولا تشكل عائقا في نموه العقلي بل تساعده على تنمية مهاراته في سن مبكر وتحضيره تحضيرا جيدا لمراحل التعليم الثانوي و الجامعي ، خاصة ان اللغة الفرنسية مع الوقت تصبح لغة ثانوية لا يستعملها التلميذ في بحوثه و دراسته الجامعية وتزول مع الوقت".

وكان قد حذرت اطراف تربوية وزارة التربية، من بعض الأطراف التي تعمل على إجهاض مشروع تدريس الانجليزية بالطور الابتدائي، والدعوى  بشكل عاجل الى  إفشال مخططات ومؤامرات وكلاء فرنسا الذين سيتحركون  بقوة كما دأبوا ويعملون المستحيل من أجل وأد المشروع  مختلقين كل المبررات الواهية.

وياتي هذا بعد أن تحركت  بعض الأصوات والجهات من أجل  إجهاض مشروع تدريس اللغة الإنجليزية في التعليم  الابتدائي بقوة،  من خلال خلق مبررات واهية على غرار أن الوقت غير مناسب ، وتلميذ هذه المرحلة لا يمكنه استيعاب عدة لغات، ونقص الأساتذة ، وكثافة الدروس ، علما بأن المختصين يؤكدون بأن تلميذ هذه المرحلة يمكنه إتقان أربع لغات، وقد أثبت التلاميذ قدرتهم في استيعاب ذلك في المدارس الخاصة .

 

من نفس القسم الوطن