الوطن

استنفار محلي للوقاية من الفيضانات وتحذيرات من الأودية النائمة

موازاة مع بدء التقلبات العنيفة في عدد من ولايات الوطن

تعرف العديد من ولايات الوطن اليومين الماضيين تقلبات جوية وامطار رعدية جددت المخاوف من فياضات الأودية مرة أخرى وهو ما استنفر السلطات المحلية بأغلب الولايات للمباشرة بتنقية هذه الاودية في حين برزت تحذيرات للخبراء مرة أخرى من خطر الاودية النائمة والتي يوجد على ضفافها تجمعات سكانية حيث يمكن لهذه الأخيرة ان تشكل خطرا محدقا على ملايين الجزائريين.

وقد خلّفت الأمطار الرعدية التي شهدتها بعض الولايات الشرقية خسائر مادية خاصة على مستوى ولاية تبسة التي شهدت شوارعها سيولا بسبب ارتفاع منسوب المياه وهو ما جعل السكان يبدون مخاوف كبيرة بشأن خطر الفيضانات .وأوضحت المديرية الولائية للحماية المدنية في بيان لها، أن بعض بلديات الولاية شهدت تساقط كمية أمطار رعدية بلغت حوالي 20 ملم، حيث خلّفت سيولا تطلبت تدخل وحدات الحماية عبر كافة الأحياء والنقاط السوداء ومراقبة وتسهيل حركة المرور.وقام أعوان الحماية المدنية بإنقاذ شخص يبلغ من العمر حوالي 58 سنة كان على متن دراجة نارية جرفته سيول الأمطار على مستوى بولحاف الدير بالطريق الوطني رقم 16، إلى جانب إنقاذ وإخراج أفراد 05 عائلات كانوا عالقين بطريق مغمور بمياه الأمطار ببولحاف الدير على مستوى الطريق الوطني رقم 16.كما عمل عناصر الحماية على امتصاص المياه من حوالي 08 منازل بأحياء (المرجة بتبسة و بلدية صفصاف الوسرى، وبلدية بكارية، وحي الملعب بالكويف)، وكذا امتصاص المياه من مدخل حوالي 05 عمارات بسكنات عدل ببولحاف الدير وحي الملعب وحي 62 سكن ببلدية بكارية، ونفس الإجراء على مستوى الفضاء العائلي ببلدية بكارية.أما بالنسبة للخسائر المادية فسجلت المديرية سقوط الجدار الخارجي لمتوسطة بوعكاز لخضر ببلدية بكارية، واستخراج 07 سيارات عالقة بالوحل على مستوى الطريق الوطني رقم 16 ببولحاف الدير، والنقطة الكيلومترية 16 ببلدية الكويف. وتسببت السيول في سقوط شجيرات تم إزاحتها وفتح الطرق وتسهيل حركة المرور.

خسائر مادية بسبب التقلبات الجوية

وقد مثلت التقلبات الجوية الأخيرة والخسائر التي تسببت فيها إشارة تحذيرية للسلطات المحلية حيث يقوم مختلف ولاة الجمهورية على مستوى التراب الوطني منذ منتصف شهر اوت الجاري بعقد اجتماعات دورية لفائدة رؤساء المجالس الشعبية، من اجل ضبط مخطط وبرنامج يساير المناسبات المناخية المقبلة والتي عادة ما تعرف بتساقط أمطار خريفية غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات نظير التغييرات المناخية التي يعرفها العالم عامة والجزائر التي أدرجتها آخر الدراسات ضمن المناطق المعنية بالتحولات المناخية.وبالعاصمة كشفت مصادر أن الولاة المنتدبون لولاية الجزائر استنفروا مؤخرا كافة الأميار على مستوى 57 بلدية، بغرض الإسراع في عملية تنظيف وتطهير مختلف الأودية المتواجدة على مستوى كل مقاطعة مع ضرورة الإشراف بالتنسيق مع مختلف الجهات الفاعلة، على تنقية البالوعات والمجاري المائية، فضلا عن الطرقات تجنبا لخطر فياضانات هذه الاودية وتم اصدار تعليمات استعجالية تؤكد على ضرورة رفع كل ما يعيق تدفق مياه الأمطار سواء تعلق الأمر بتنظيف الأودية وحتى البالوعات خاصة عبر البلديات التي لها عدد كبير من الأدوية على مستواها على غرار بني مسوس، الرغاية، الحراش، الشراقة وغيرها

وديان تغرق بالنفايات تهدد بالفيضانات

بالمقابل يطرح مشكل النّفايات على مستوى العديد من الوديان بمختلف ولايات الوطن منها الولايات الساحلية بشدة مع اقتراب فصل الخريف حيث تحولت هذه الأخيرة الى مفارغ عمومية نتيجة تراكم الأكياس والقارورات البلاستكية وغيرها، والتي تشوه المنظر الجمالي، وتهدد هذه الأودية بالفيضانات، وقد باتت القارورات البلاستيكية ديكورا مقززا على مستوى أغلب الويدان ومصباتها في مختلف ولايات الوطن خاصة على مستوى الولايات الساحلية وبالرغم أنه في العديد من المناسبات تشارك الجمعيات بحملات تطوعية لتنظيف مختلف مصبات الوديان تحسبا لاستقبال موسم الاصطياف، وفي كثير من المرات تقوم الجمعيات المتخصصة في مجال البيئة البحرية والمحيط بإطلاق عملية تطوعية واسعة النطاق لتنظيف الوديان ومصباتها الا ان هذه المبادرات من قبل المجتمع المدني تبقى غير فعالة بسبب الرمي العشوائي والمستمر لهذه القارورات ومختلف المواد البلاستيكية التي شوهت الشريط الساحلي، فالملاحظ أن كميات هائلة من جذوع الأشجار المحطمة والفضلات البلاستيكية وبقايا التربة والحجارة ترمي في الوديان والأودية الكبيرة. ويرى المختصّون في الشأن البيئي، بأن أضرار النفايات الصلبة قد تكون وخيمة على الطبيعة، حيث أنها تبقى فيها لمدة تزيد عن 900 عام ولا تتحلل بسرعة إلا في البحر، وفي حال تحللها فإنها ستنعكس سلبا على التربة وتسبب في تفقيرها وقتل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بها، فضلا عن آثارها السلبية على المياه الجوفية، كما أنّها تتسبب أيضا في خلق مشاكل بيئية من بينها الحرائق والفيضانات، باعتبار أن مخلفات البلاستيك تسد البالوعات، فضلا عن تشويهها للمنظر العام.

تحذيرات من خطر الأودية النائمة

ومع اقتراب فصل الخريف يجدد الخبراء تحذيراتهم من خطر فيضانات الاودية خاصة تلك النائمة داعين السلطات المحلية والولائية إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من الخسائر الناجمة عن الفيضانات، التي أرجعوها إلى  التغير الطبيعي في الفصول، وبقدر ما جددت الامطار الأخيرة في ولايات الجنوب والشرق من المخاوف من تسجيل فياضانات خلال فصل الخريف المقبل، فانه يجب على الحكومة ضرورة التحرك لمراجعة الخطة الوطنية في مواجهة الكوارث الطبيعية، داعيين إلى إعادة مراجعة مخططات تقدير الأخطار التي ينبغي على كل بلدية إعدادها للاستعداد لمواجهة الكوارث حين وقوعها، مثل ما ينص على ذلك قانون ديسمبر 2004 المعدل لقانون 1990، حيث أثبتت الكوارث المتتالية التي عرفتها الجزائر، وعلى اختلاف طبيعتها، أن السلطات وفي مقدمها البلدية على المستوى المحلي، لا تعير اهتماما لتقدير الأخطار المحدقة بالنسيج العمراني والسكان، بل أكثر من ذلك تقف السلطات متفرجة أمام التوسع العشوائي للعمران الذي يكون في اغلب الأحيان سببا في الحصيلة الثقيلة للكوارث سواء كانت فيضانات أو زلازل أو انزلاقات التربة أو أخطار تكنولوجية، سواء في الأرواح أو الممتلكات.

من نفس القسم الوطن