الوطن

"الغلاء" يرهن العمليات التضامنية الخاصة بالدخول المدرسي

الميزانية التي كانت تكفي لتجهيز ثلاثة متمدرسين باتت لا تكفي متمدرس واحد

لن تتمكن العديد من الجمعيات الخيرية هذه السنة من إطلاق عمليات تضامنية عشية الدخول الاجتماعي ليس بسبب أزمة نقص المداخيل التي تعانيها هذه الاخيرة على مدار السنة وحسب وانما ايضا بسبب ارتفاع أسعار كل المستلزمات التي لها علاقة بالدخول المدرسي وهو ما يرهن أي عمليات لجمع التبرعات ويؤثر بشكل كبير على الميزانيات التي تخصصها هذه الجمعيات لمثل هكذا مناسبات إجتماعية.

ويعرف النشاط الخيري المجتمعي مع إقتراب الدخول الاجتماعي نوعا من الركود حيث لم تتمكن العديد من الجمعيات من إطلاق عمليات خيرية لصالح الاسر الفقيرة والمحتاجة بمناسبة العودة للمدارس بسبب ضعف المداخيل وغياب مصادر مالية ثابتة تمكن هذه الأخيرة من تمويل عملياتها الخيرية والإنسانية. ولسنوات مضت كان التوقيت الحالي مناسبة لانتعاش نشاط العديد من الجمعيات من اجل تنظيم حملات لجمع الأدوات المدرسية ومساعدة الاسر الفقيرة خاصة من اسر الأطفال اليتامى والمعوزين  خاصة وان الوضع المالي لهذه الاسر وبسبب تدني القدرة الشرائية زاد تدهورا وهو ما يجعل العائلات الفقيرة والمحتاجة والتي لديها اطفال متمدرسون  اكثر الفئات التي تحتاج للمساعدة هذه الفترة بالذات ورغم وجود بعض المبادرات لمساعدة هذه الفئة إلا أنها تبقي غير كافية وتمس عدد محدود من العائلات وتؤكد عدد من الجمعيات انها تبذل ما في وسعها لجمع تبرعات وموارد مالية لتمويل حملات الدخول المدرسي  غير أن المشكل الحقيقي يكمن في قلة المتبرعين خارج المناسبات التي تعد ذروة النشاط الاجتماعي كموسم رمضان والأعياد اين تكون التبرعات في هذه الفترات معتبرة في حين تقل في باقي أيام السنة وهو ما يضع الجمعيات في مأزق ويجعل الدعم والحملات التضامنية تتراجع هذه الفترات لتؤكد الجمعيات ان هناك بعض المبادرات معترفة انها غير كافية لتغطية عدد المحتاجين خاصة العائلات الفقيرة في القرى والمداشر، بالمقابل فان ارتفاع أسعار الادوات المدرسية وكل ما له علاقة بالعودة للمدارس من المنتظر أن يحد بشكل كبير من جهود الجمعيات الخيرية لمساعدة أكبر عدد من العائلات المحتاجة فالميزانية التي كانت تخصص في سنوات سابقه لتجهيز متمدرس واحد ارتفعت للضعف أو الثلاثة أضعاف بسبب غلاء الاسعار وهو ما يعني عدد أقل من أبناء الأسر المحتاجة التي ستستفيد من مساعدة الجمعيات.كما ان عدم اتضاح تاريخ الدخول الاجتماعي عطل العملية نوعا ما وجعل الجمعيات في حيرة من امرها غير ان اغلبها باشرت عمليات جمع التبرعات  لتبقي هذه الاخيرة غير كافية لتمويل عمليات كبيرة تشمل عدد كبير من الاسر المحتاجة والفقيرة. للإشارة فان مشكل نقص التمويل والدعم دائما ما يطرح من طرف الجمعيات الخيرية ليعرقل الغلاء نشاط هذه الجمعيات أكثر السنوات الاخيرة سواء خلال المناسبات الدينية كشهر رمضان والعيد او حتى خلال المناسبات الاجتماعية كالدخول المدرسي المقبل.

من نفس القسم الوطن