الوطن

تحسين النقل الجماعي.. الحل الوحيد لتخليص المدن من الاكتظاظ

عدد السيارات التي تسير يوميا يفوق طاقة استيعاب الطرقات

يعود الحديث مع اقتراب كل دخول اجتماعي على الاكتظاظ المروري و مخططات النقل ومدى فعاليتها عبر المدن الكبرى في انهاء معاناة المواطنين مع وسائل النقل خلال ساعات الدوام صباحا ومساءا وهو ما جعل الفاعلين في قطاع النقل ينادون كل مرة إلى ضرورة حث الجزائريين على استعمال وسائل النقل الجماعية لتقليل الاكتظاظ الذي تتسبب فيه ملايين السيارات التي تسير في وقت متقارب في الطرقات الجزائرية.

و تعرف الطرقات عادة  مع بداية كل دخول اجتماعي اختناقا كبيرا كما يسجل نقص في وسائل النقل الجماعية وهو ما مرشح ان يتكرر هذا الموسم أيضا بسبب بقاء نفس الأسباب والعوامل كما تعيش المدن الكبرى على مدار السنة مظاهر الاختناق  التي تحمل في طياتها أزمة نقل دفعت إلى استعمال السيارات الخاصة بشكل مفرط زاد من حدة الاكتظاظ بالطرقات،  فيما وقع من لا بديل لهم عن وسيلة النقل الجماعي تحت رحمة ناقلين غير مهنيين في ظل نقص وسائل النقل عبر عدد من الخطوط. و يري الفاعلون في قطاع النقل ان تجدد ازمة النقل عشية كل دخول اجتماعي يرتبط بعدم تحيين مخططات المرور مقترحين دعم النقل الجماعي للتقليل من استعمال السيارات الخاصة وتنظيم التنقل نحو الضواحي ويعتبر هؤلاء أن الاستثمار في النقل الجماعي وتثمنيه وتحسين خدماته بات مطلبا أساسيا من اجل تلبية احتياجات المواطنين وكذا تقليل الاكتظاظ الذي ينتج عن الاستعمال الفردي للسيارات بشكل كبيرا هروبا من خدمات النقل الجماعي.ويقترح الفاعلون في القطاع تبني سياسة النقل الجماعي بشكل أوسع من الحالي، عبر تكثيف استغلال السكك الحديدية وخلق المزيد من المحطات لتوقف الراكبين، وكذا ما يسمى بالنقل المحيطي، أو نقل الضواحي، عبر تخصيص حافلات بين مختلف الوحدات الجوارية للمدن الكبرى معتبرين أن الحل لتخليص المدن من الفوضى والازدحام هو تقليل استعمال السيارات الفردية من خلال تحسين الخدمات في قطاع النقل حتى يصبح بديل للنقل الفردي، وكانت دراسة قامت بها مصالح مديرية النقل لولاية الجزائر قد كشفت في وقت سابق أن حوالي 230 ألف سيارة تدخل وتخرج يوميا من العاصمة إلى جانب مليون و200 ألف مركبة تحمل ترقيم الولاية (16) و7500 تنقل يومي للسيارات داخل الولاية، وهي أرقام تعتبر كافية لإبراز أسباب ظاهرة الاكتظاظ في حركة المرور بطرق العاصمة يوميا، حيث جعلت هذه الزيادة الكبيرة في عدد المركبات إلى جانب التمركز الكثيف للهيئات في العاصمة، من شبكة الطرقات عاجزة عن استيعاب حركة المرور وتدفق المواطنين رغم كل المشاريع التي بادرت بها السلطات العمومية في شبكه الطرقات يبقى الحل هو تركيز الجهود حول تحسين واقع النقل الجماعي حتى يصبح هذا الاخير بديل عن التنقل بالسيارة.

من نفس القسم الوطن