الوطن

"إستغاث الشرق.. فاستجاب الوطن"

الجزائريون يهبون لنجدة الولايات المتضررة ويرسمون أبهى صور التضامن

هب الجزائريون من مختلف ربوع الوطن اليوميين الماضيين لنجدة الولايات المتضررة من الحرائق حيث صنع أبناء الوطن الواحد مرة أخرى صورا من صور التلاحم والتضامن وجسدوا أسمى معاني وقيم العمل الخيري التطوعي لتؤكد الحرائق الأخيرة رغم مأساويتها على تأزر الجزائريين ووحدتهم وتصميمهم على المضي قدما لبناء الجزائر الجديدة.

ومرة أخرى جسّد الشعب الجزائري أسمى قيم معاني التضامن والعمل الخير التطوعي، بعدما هبّ هبّة رجل واحد من مختلف ربوع الوطن، لإغاثة ومساعدة سكان الولايات المتضررة من الحرائق حيث قد تحولت الطارف سوق أهراس وسكيكدة وباقي الولايات المتضررة إلى وجهة وقبلة لمواطني مختلف الولايات الذين أسقطوا الحدود الجغرافية وتحدوا عائق بعد المسافة، لهدف واحد هو مؤازرة إخوانهم في محنتهم حيث تواصلت نهاية الأسبوع حركة المساعدات والقوافل التضامنية في انتظار مزيد من المساعدات ستصل الساعات والأيام المقبلة.

  • قوافل تنطلق من قسنطينة، باتنة وخنشلة

وانطلقت أمس قوافل تضامنية أولى من ولايات قسنطينة وباتنة وخنشلة لفائدة المتضررين من حرائق الغابات عبر عدد من ولايات شرق البلاد. فبولاية قسنطينة، أشرف الأمين العام للولاية، السعيد أخروف، على انطلاق أول قافلة تضامنية لفائدة المتضررين من حرائق الغابات التي مست ولاية الطارف الحدودية. وفي تصريح للصحافة، أوضح ذات المسؤول بأن هذه القافلة التي تضم 14 شاحنة، تحوي مساهمات العديد من المتعاملين الاقتصادين من ولاية قسنطينة، من جهته، أبرز مدير النشاط الاجتماعي والتضامن محليا، مراد صياد، بأنه قد تم تشكيل خلية خاصة مكلفة بتقديم الدعم النفسي للعائلات المتضررة. وبباتنة، انطلقت أيضا من أمام مقر الولاية قافلة للمساعدات الإنسانية متكونة من 18 شاحنة محملة بمواد غذائية متنوعة و مياه معدنية و أفرشة و ألبسة نحو المتضررين من حرائق الغابات التي مست عددا من الولايات الشرقية من الوطن. وصرح الوالي، توفيق مزهود، لدى إشرافه على انطلاق القافلة بأن هذه المبادرة تمثل "التفاتة تضامنية من سكان ولاية باتنة تجاه المتضررين من الحرائق بشرق البلاد لاسيما ولاية الطارف، كما تعكس قيم التضامن بين الجزائريين"، كاشفا بأن العملية مازالت متواصلة حيث ستتوجه يوم الأحد شاحنات تضم مساعدات إنسانية أخرى نحو المناطق المتضررة. كما أشرف والي خنشلة، يوسف محيوت، بمقر الولاية على إعطاء إشارة انطلاق قافلة تضامنية محملة بمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك والأدوية ومواد النظافة.

  • "دعم نفسي" لمساعدة المتضررين على تجاوز هول الكارثة

وفي سوق أهراس, تواصلت دفعات التبرعات والإعانات التضامنية مع العائلات المتضررة بفعل الحرائق التي اندلعت بعديد مناطق الولاية-التي خلفت 37 قتيلا و 183 جريحا- تصل إلى المقر المخصص لجمعها وحفظها. و أعلنت مصالح الولاية عن وصول شاحنات محملة بأطنان من مختلف المواد الغذائية و قارورات مياه الشرب وحفاظات للكبار والصغار و أغطية و أفرشة و أدوية لمعالجة الحروق قادمة من كل من الجزائر العاصمة وتبسة وسطيف وخنشلة وميلة, مع تسجيل مساهمة عدة متعاملين اقتصاديين من سوق أهراس وجمعيات خيرية وتنظيمات شبانية من ولايتي خنشلة وتبسة و كذا جمعية تمثل الجالية الجزائرية بالخارج. وتم تخصيص فضاء بمقر الولاية لجمع هذه المساعدات حيث تم الشروع في توزيعها لفائدة المتضررين من الحرائق ببلديات الزعرورية ولحنانشة وتيقاش وعاصمة الولاية. من جهته أفاد مدير النشاط الاجتماعي والتضامن محليا أحمد براهيمي بأن 8 خلايا جوارية تابعة للمديرية قدمت الدعم النفسي للعائلات المتضررة. و يتواصل وصول القوافل التضامنية القادمة من ولايات الوطن فيما ستشرع إحدى اللجان المشكلة بالمناسبة في إحصاء مختلف الأضرار التي خلفتها هذه الحرائق وجرد رؤوس الأغنام والأبقار والعتاد والممتلكات المتضررة حسب ما تم إيضاحه.

  • حشد للموارد والإمكانيات على أعلى مستوى

و بولاية برج بوعريريج أشرف والي الولاية محمد بن مالك على إعطاء إشارة انطلاق قافلة تضامنية تتشكل من عدة شاحنات محملة بمختلف المواد الغذائية و الأدوية و الأفرشة و الأغطية إلى جانب مستلزمات مكافحة الحرائق. و أكد الوالي في هذا السياق أن هذه القافلة التي تندرج في إطار تعزيز روح التكافل و التضامن بين الجزائريين، وستتبع بشحنات أخرى على مدار الأسبوع القادم ، مثنيا بالمناسبة على كل من ساهم في هذه الهبة التضامنية. و من ولاية تيزي وزو، اعلن اليوم عن انطلاق قافلة مساعدات من مقر الولاية و الاربعاء ناثي راثن وفريحة وعين الحمام لفائدة ضحايا حرائق ولايتي سوق اهراس والطارف وذلك بمبادرة من جمعيات انسانية ومهنية مختلفة اضافة الى الهلال الاحمر الجزائري. و من مستغانم انطلقت قافلة تضامنية باتجاه ولايتي الطارف وسوق أهراس تشمل مساعدات لفائدة العائلات المتضررة من جراء حرائق الغابات الأخيرة. و قال بيان لخلية الإعلام والاتصال للولاية أن القافلة التي انطلقت ليلة الخميس إلى الجمعة من مقر الولاية تتضمن ما يفوق 60 طنا من المواد الغذائية والأفرشة والأغطية والمواد الصيدلانية والطبية المحملة على عدة شاحنات مقطورة. و تم جمع هذه المساعدات، من طرف متعاملين اقتصاديين وفاعلين في المجتمع المدني (جمعيات ذات طابع اجتماعي وخيري) ومحسنين في أعقاب هبة تضامنية واسعة شهدتها الولاية لمساعدة ضحايا الحرائق في ولايات الطارف وسوق أهراس وسطيف.

  • جسر تضامني من تيزي وزو لشرق البلاد

من جانب أخر بادر المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية لولاية تيزي وزو إلى تنظيم عمليات تضامنية مع ضحايا حرائق ولايات شرق البلاد, تيزي وزو التي عرفت هول الحرائق السنة الماضية تجندت هذه السنة على قدم وساق لأغاثة المتضررين في الولايات الشرقية  و في إطار هذه الهبة التضامنية، أرسلت اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري، فريقا من المتطوعين والمسعفين و كذا سيارة إسعاف طبية مجهزة إلى مدينة القالة بولاية الطارف لمد يد المساعدة. و استنادا لرئيس لجنة الولاية رشيد بوطالبي, فإن فريق المتطوعين وصل إلى الطارف و توجه على الفور إلى منطقة الحرائق لتقديم المساعدة والاطلاع على إحتياجات الضحايا من أجل التكفل بها في إطار عملية تضامنية. كما قامت ذات الهيئة بتجنيد فرق إنقاذ أخرى استعدادا للتوجه نحو الولايات المتضررة من الحرائق، وفقا بوطالبي الذي أشار إلى أنه خلال حرائق أوت 2021 في تيزي وزو ، لم يتردد مواطنو الولايات الأخرى في الذهاب إلى منطقة القبائل لمساعدة إخوانهم. من جهتها، باشرت جمعية الممثلين الطبيين الصيدلانيين لولاية تيزي وزو إلى جمع الأدوية والمستحضرات الصيدلانية المستخدمة في علاج الحروق، حيث تم جمع كمية من الأدوية وغيرها و التي وسيتم إرسالها إلى ولاية الطارف، وفقا للمشرفين على هذه المبادرة. وأطلقت جمعية جسر التضامن لبني يني نداء لكل من يرغب في المساهمة في قافلة تضامنية لفائدة ضحايا ولايات الشرق المتضررة من الحرائق، للاقتراب من مقرها في قرية توريرت ميمون، بهدف تسليم المساعدات. و في مبادرة تضامنية أخرى، أرسلت جمعية "جاك الخير" فريقا إلى القالة للوقوف على احتياجات الضحايا من أدوية ومستلزمات أساسية أخرى.

  • جمع للتبرعات وتعبئة للجمعيات الخيرية في وهران

هذا وشرعت منظمات وجمعيات ذات طابع اجتماعي وخيري بولايتي وهران ومستغانم في تجسيد عمليات تضامنية لصالح المتضررين من حرائق الغابات بعدد من ولايات شرق البلاد. و أشار رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري لوهران العربي بن موسى لوأج أن ذات اللجنة تحضر لقافلة تضامنية موجهة لفائدة المتضررين من هذه الحرائق. و وجه نفس المتحدث نداء إلى المحسنين ومسؤولي المؤسسات المنتجة للمواد الغذائية لتقديم مساعدات لصالح العائلات المتضررة من حرائق الغابات بشرق البلاد. و من جهته, أبرز رئيس جمعية الغيث الإجتماعية بوهران, عز الدين بسيس, أن جمعيته تحضر بالتنسيق مع فروعها المحلية لقافلة تضامنية تشمل مساعدات حيث ينتظر أن تكون جاهزة بداية الأسبوع لإرسالها للمتضررين من حرائق الغابات و خاصة بولايتي سوق أهراس والطارف. كما أشار رئيس المكتب الولائي لجمعية الإرشاد و الإصلاح بوهران, محمد بوسيف, إلى شروع أعضاء في الجمعية في جمع مساعدات من المحسنين فضلا عن التواصل مع ممثلي بقية الجمعيات للتنسيق في إعداد قافلة للمساعدات و إرسالها بشكل مستعجل بداية الأسبوع لتتبعها قوافل أخرى خلال الأيام المقبلة.

  • المستغانميون يقفون وقفة رجل واحد

كما تشهد ولاية مستغانم هبة واسعة من قبل المواطنين والجمعيات للتضامن مع سكان المناطق المتضررة من حرائق الغابات ولاسيما الطارف وسوق أهراس وسطيف. و قد قامت مصالح الولاية بتنصيب خلية لتنسيق العمليات التضامنية وتنظيم نقل هذه المساعدات العينية حسب خلية الإعلام والاتصال لهاته المصالح. وينتظر أن تنطلق أول قافلة من ولاية مستغانم في الساعات المقبلة محملة بكل ما تم جمعه من تبرعات المواطنين والجمعيات والنسيج الاقتصادي المحلي. كما شرعت جمعية سلسبيل الخيرية بجمع التبرعات لفائدة ضحايا حرائق الغابات بولايتي الطارف وسوق أهراس ولاسيما المياه المعدنية والأدوية والمواد الصيدلانية كما قال رئيس الجمعية محمد بلطرش في تصريح له. ومن جانبها فتحت الجمعية الخيرية بسمة اليتيم مقرها على مستوى حي الحرية بمدينة مستغانم لتلقي مختلف المساعدات.

  • بجاية "تُغيث" المتضررين

ودائما في إطار الهبة التضامنية انطلقت قافلة تضامنية من ولاية بجاية إلى ولاية الطارف، من أجل الوقوف إلى جانب المتضررين من الحرائق الأخيرة، حيث بادر فرع الهلال الأحمر الجزائري ببجاية إلى تقديم مساعدات تتمثل في 20 طنا من مختلف المواد الغذائية مرفوقة بفرق من الأطباء للوقوف إلى جانب المواطنين ومساعدتهم في هذه الفترة العويصة التي يمرون بها. كما تم تجنيد فرق خاصة متكونة من متطوعين، أطباء وممرضين عبر قافلة انطلقت من عاصمة الولاية متوجهة إلى ولاية الطارف على متن شاحنات معبئة بمختلف المواد الضرورية وأغطية وغيرها. وتجندت العديد من الجمعيات على مستوى الولاية لجمع مساعدات سيتم إرسالها إلى العائلات المتضررة من الحرائق الأخيرة بولايتي الطارف وسوق أهراس، حيث ينتظر أن تقوم قوافل أخرى بإيصال هذه المساعدات، بينما قامت بلدية بجاية من جهتها، بتخصيص مستودع لجمع الإعانات المختلفة على مستوى المدرسة الابتدائية الشهداء سعدي بإحدادان من أجل تمكين الجمعيات والتجار وأصحاب المال من تقديم مساعدتهم، تضامنا مع المتضررين من الحرائق.

  • شباب العاصمة "يحجّون" للطارف وسوق أهراس للتطوع

وزيادة على التضامن الرسمي والتضامن الجمعوي المؤطر فأن الجزائريين من المواطنين  الذين لا ينتمون لأي مؤسسة خيرية صنعوا بدورهم صورا مشرفة للتضامن والتلاحم حيث عجت مواقع التواصل الاجتماعي اليوميين الماضيين بدعوات التبرع في حين هب شباب من مختلف الولايات لنجدة إخوانهم في الطارف وسوق أهراس وتنقلوا لهذه الولايات من أجل التطوع ومساعدة سكان هذه الولايات على رفع مخلفات الحرائق خاصة في المناطق المأهولة بالسكان وتحولت ولايات الشرق اليومين الماضيين لمحج للجزائريين من مختلف ولايات الوطن حيث لم تمنعهم بعد المسافات وغلق عدد من الطرقات ودرجات الحرارة المرتفعة من المسارعة لتقديم يد المساعدة والتنقل من أجل التطوع في هذه الولايات المتضررة وقد تداولت عدد من الصفحات الفايسبوكية صور لمئات الشباب المتطوع والذي اثبت مرة أخرى أنه على قدر من المسؤولية وأن بناء الجزائر الجديدة سيكون لا محالة بسواعد أبنائه.

• مواطنون يفتحون منازلهم لإيواء العائلات الهاربة من الحرائق

 وقد تداول الجزائريون العديد من صور التلاحم والتآزر والمبادرات الخيرية وفي عدد من الأحياء بالعاصمة قام السكان بجمع أطنان من المواد الغذائية وارسالها لفروع الهلال الأحمر الجزائري بهدف ايصالها للولايات المتضررة في حين فتحت مئات العائلات في الولايات الشرقية التي لم تتضرر من الحرائق وحتى ولايات الوسط بيوتها للمتضررين من الحرائق والهاربين من هول الكارثة واستقبلت هذه الاسر مئات السكان للتضامن معها وتخفيف الصدمة في حين

  • رجال أعمال يسجلون حضورهم ومؤسسات تتجند

من جهتهم كان لرجال الاعمال والمؤسسات حضور لافت في الهبة التضامنية لفائدة المتضررين من الحرائق في عدة ولايات لاسيما شرق البلاد و في هذا الصدد، دعا مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري في بيان له، جميع المتعاملين الاقتصاديين الأعضاء إلى "التعبئة لدعم الساكنة في هذه المحنة الأليمة". و حسب المجلس، فقد تم وضع خلايا محلية في ولايات الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وبجاية، لاستقبال الهبات المادية على مستوى مستودعات مخصصة لهذا الغرض. من جهته، أشار رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين، سامي عقلي، إلى أن تضامن منظمته يعتبر "واجبا وطنيا" في مثل هذه الحالات، خاصة وأن "البلاد هي اليوم بحاجة إلى كل طاقاتها لمجابهة الحرائق". و قال في بيان صحفي "سنواصل القيام بالأعمال التضامنية مع إخواننا المواطنين مثلما تضامنا معهم خلال أزمة كوفيد-19، وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات العمومية". و بدورها، تطرقت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة إلى "الواجب الوطني" إزاء المساهمة في الهبة التضامنية  بالنسبة لمنظمتها. و في هذا الصدد، ذكرت نغزة أن منظمة أصحاب العمل تساهم في الهبة التضامنية لصالح ضحايا الحرائق من خلال تقديم الهبات الغذائية والمعدات الكهربائية وآلات الأشغال العامة التابعة للشركات الأعضاء في المنظمة. هذا وقامت شركة سوناطراك، بتوجيه قافلتين تضامنيتين محملة بالمواد الغذائية الأساسية و الأدوية والمستلزمات الطبية لفائدة ضحايا الحرائق، وجاء في بيان الشركة، أنه "تكريسا لسياستها الاجتماعية و التزاما بواجباتها كمؤسسة  مواطنة، قامت سوناطراك ، من خلال مديريات الخدمات الاجتماعية لسكيكدة وبسكرة، بتوجيه قافلتين تضامنيتين محملتين بالمواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية لمساعدة ضحايا الحرائق.

 

 

من نفس القسم الوطن