الوطن

"الكناس" يحذر من مصير قطاع التعليم العالي مع تحول "قراجات" الى جامعات خاصة

معهد نوميديا للتكنولوجيا للباحث بلقاسم حبة يواصل في صنع "الجدل" بالجزائر

انتقد المجلس الوطني  المستقل لاساتذة التعليم العالي "الكناس" الى تحول قراجات الى جامعات خاصة وتخوف من مصير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر، وياتي هذا في اطار الجدل الذي احدثه  معهد نوميديا للتكنولوجيا وهو جامعة خاصة حديثة الانشاء معتمدة من قبل وزارة التعليم والبحث العلمي الذي روجت له السفارة الأمريكية قبل أيام وارتبط اسمه بالعالم بلقاسم حبة الذي  أثار جدلا كبيرا في الجزائر  و لاقى انتقادا بسبب المقر الذي ظهر كبناء سكنية صغيرة في بلدية الرحمانية غرب العاصمة ولا ترقى لتكون مقرا لجامعة خاصة.

وقال المنسق الوطني لنقابة"الكناس" انه في سنة 2018-2019 عند بداية الحديث عن الجامعات الخاصة في الجزائر، تحدث يومها عن خوفي أن تحدو حدو المدارس الخاصة في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، التي تنصب في منازل أو فيلات او مستودعات يحشر فيها التلاميذ في ظروف لا علاقة لها بتاتا بالبيئة العلمية....

وتأسف ميلاط قائلا " تخوفنا كان في محله، واصبحنا نشاهد منازل بڨراجات تحولت إلى جامعات خاصة، أين سيكون صالون المنزل قاعة محاضرات وغرف النوم قاعات تدريس والڨراجات مقر للإدارة، متسائلا هل في مثل هذه البيئة المقززة يمكننا أن نطور التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر؟.

وشدد ميلاط انه يفترض أن منح الترخيص للمؤسسات الجامعية الخاصة يكون وفق دفتر شروط دقيق، يلزمها بتوفير بنايات للتدريس وفق معايير الجودة الدولية، تكون منشأة منذ البداية لتكون مقر لجامعة خاصة محترمة تضم ساحة كبيرة وجناح إداري وقاعات تدريس واسعة وقاعات محاضرات ومخابر ....الخ، أما أن يتم تحيول  منزل أو فيلا خاصة لجامعة خاصة، فهذا قمة الاستهتار وقمة محاولة الاستغلال المادي على حساب القيم الجامعية..

من جهته يزيد اقدال خبير في تكنولوجيا المعلومات و مهتم بريادة الاعمال قال عن "الجامعات الخاصة" في الجزائر بعدما أثار خبر مشاركة الدكتور بلقاسم حبة في إفتتاح ما سمي بجامعة خاصة في اختصاص المعلوماتية تحت اسم نوميديا، بعدما أثاره من إعجاب، كان يكفي ان تنشر الصورة الخارجية للبناية التي تأوي " الجامعة" وظهر " الڨاراج" في الصورة  حتى بدأت كل أشكال التنمر والاستنكار والاستهزاء ب ال NIT خصوصا مع ارتباطها  باسم الدكتور بلقاسم حبة، وما جرى مرتبط بشيئين إثنين وهو التصور الذهني الجزائري لمسمى "الجامعة الخاصة" ، وارتباط المشروع بالدكتور حبة وصورته لدى الجزائريين.

 الخبير في  تكنولوجيا المعلومات "اقدال" ..لا وجود بالجزائر لما يسمى جامعة "خاصة"

ونبه المتحدث  إن ما يسمى جامعة خاصة في الجزائر لا وجود له، ما هو موجود هو مراكز تكوين تحوز اعتماد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و اختصاصات محدودة جدا ، اي انها امتداد لمراكز التكوين الخاصة التي تعطى شهادات في المناجمنت والاعلام الآلي، هاته المراكز وبحصولها على اعتماد الوزارة، أصبحت لها الأهلية لإعطاء شهادات جامعية معترف بها كما أنه لا يوجد أي معهد معتمد خاص وعددها حوالي 17 يمثل مفهوم الجامعة الخاصة ، ابتداء من المبنى، للخدمات، والمساحة وتعدد الإختصاصات.

وشدد  كل المعاهد المعتمدة استثمارات خاصة،  ومن الجنون ان تبني جامعة خاصة بالمواصفات المعروفة مساحة ومرافق، وبكل الإختصاصات مع الإطار التكويني والخدمات  بملايير الدينارات  ولا يمكن باي صورة مقارنة الجامعات العمومية وبنيتها التحتية وهي التي بنيت وجهزت بالمال العام و بالملايير باي استثمار خاص، خصوصا في بداية القطاع الخاص في هذا المجال.

كما قال انه  مع شح بنك العقار في الجزائر، وأسعاره الخيالية خصوصا في العاصمة و في الاحياء التي يسهل الوصول إليها،  تبقى خيارات اي معهد خاص محدودة في فيلات لم تعد اصلا لهذا الغرض، وهو نفس المشكلة بالنسبة للمدارس الخاصة في التعليم العام، وكل تفكير في بناء هيكل جديد بالمواصفات نفسها للمؤسسات العمومية هو جنون بالمنظور التجاري، موضحا بخصوص معهد نوميديا وصلته بالدكتور حبة، ربما كانت صورة "الڨاراج" مسيئة لصورة الدكتور حبة، وربما كان عليه أن يراعي صورته لدى الجزائريين والشو الإعلامي الذي أحدثه خبر إفتتاح معهده وتولى السفارة الأمريكية للاشهار له، ربما كان الأولى بناية احسن وبمظهر يليق باسم الدكتور ، لكن يبقى ان الحكم سيكون على منتج هذا المعهد وما يقدمه لطلبته.

في الأخير ختم المتحدث تصريحه "انه كل مبادرة خاصة تشجع في مجال التعليم، مع التذكير ان التعليم العمومي  العام والجامعي في الجزائر سيبقى لمدة لا بأس بها هو المسيطر، حتى تبرز جامعات خاصة ذات نوعية ويوجد عدد لابأس به من الجزائريين يستطيعون تحمل تكاليف الدراسة غير المجانية التي بدأوا يألفونها في التعليم العام والمدارس الخاصة.

 

من نفس القسم الوطن