الوطن

أزمة "شغور" بالقطاع الصحي بسبب عطل "أوت"

الخواص يغلقون عياداتهم ومصالح استشفائية خالية على عروشها

قررت أغلب العيادات الخاصة وكذا مخابر تحليل الدم الدخول في عطلة ابتداءا من بداية شهر أوت الجاري حيث تعتبر هذه الفترة هي أكثر فترة يفضلها الأطباء لتوقيف نشاطهم، وهو ما شكل حالة طوارئ لدى المرضي في حين أن نفس الإشكالية طرحت بقطاع الصحة العمومي اين تعرف المستشفيات هي الأخرى فراغا كبيرا بسبب فترة العطل هذه الأخيرة جمدت لسنيت بسبب الازمة الصحية لتسمح وزارة الصحة هذه السنة بعودة العطل وهو ما جعل أصحاب المآزر البيضاء يتهافون عليها.

  • مخابر دم خارج الخدمة وخواص يؤجلون مواعيدهم لما بعد شهر أوت

في جولة استطلاعية، قادتنا أمس عبر بعض مخابر تحليل الدم وعيادات الأطباء الخواص في العاصمة، وجدنا أغلب العيادات مغلقة في حين عمد مسيرو هذه العيادات لإعلام مرضاهم بتاريخ خروجهم وعودتهم من العطلة عبر تعليق إعلانات تصرف المرضي عن العيادات، بالمقابل  أكد اغلب الأطباء الذين وجدناهم لا زالوا يزاولون مهامهم عبر عياداتهم  أنهم سينصرفون إلى العطلة، هذه الأيام، وفي وقت وجد فيه بعض الأطباء من يعوضهم هناك أطباء اخرون سيضطرون لغلق عياداتهم حتى عودتهم من العطلة الصيفية وهو نفس ما ينطبق على عيادات تحاليل الدم حيث اضطرت المخابر في الجزائر الوسطى مثلا للعمل أيام الخميس والسبت دون انقطاع لإجراء التحاليل الطبية على عينات الدم حتى يتمكن المرضى من أخذها قبل دخولهم في عطلة.  بينما عرفت بعض العيادات منها عيادات أطباء أمراض النساء وطب العيون، اكتظاظا غير مسبوق خاصة من طرف المرضى المداومين للعلاج فيها، وهذا بعد أن علقت هذه العيادات موعد دخولها في عطلة شهرية، وعبر عدد من المرضى عن تذمرهم من تكرار هذا السيناريو كل فصل صيف وعدم تمكن العديد ن الأطباء من إيجاد بدلاء لهم خلال فترة عطلهم.

  • الترخيص بالعطل بعد التجميد يتسبب في هجرة جماعية للأطباء

ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للقطاع العام حيث بدأت المستشفيات منذ دخول شهر اوت الجاري تعرف نوعا من الفراغ في مختلف المصالح الاستشفائية بسبب عطلة الأطباء والممرضين، بعد عامين من المنع بسبب وباء كورونا، سمحت وزارة الصحة رسميا بعودة العطل لمستخدمي الصحة العمومية في المستشفيات والعيادات الجوارية، وهو ما تسبب في تهافت أصحاب المآزر البيضاء على طلب العطلة خلال الفترة الممتدة ما بين منتصف جويلية ونهاية أوت 2022، ما يهدد حسب مختلف نقابات الصحة بإفراغ المصالح الطبية ونقص التكفل باحتياجات المرضى، في حين أصدرت العديد من مديريات الصحة تعليمة تأمر من خلالها بضرورة ضمان الحد الأدنى من الخدمات والتناوب على العطل الصيفية بين المستخدمين بما يضمن سير المصالح الطبية بالشكل المعتاد.

  • الحل يكمن في فرض نظام المداومة

وفي هذا السياق قال البروفسور، مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، فصل الصيف دائما ما يمثل أزمة لقطاع الصحة بسبب العطل من جهة والضغط من جهة اخري بسبب تضاعف الحالات المرضية الناجمة عن حوادث المرور وضربات الشمس وتعقد وضعية الامراض المزمنة وأمراض الصيف وحاليا الارتفاع المقلق في إصابات وباء كورونا غير أن خياطي اكد أن العطلة هي حق أساسي من حقوق جميع عمال الصحة، والذين حرموا منها لمدة سنتين بسبب الظروف الصحية الاستثنائية التي كانت تعيشها الجزائر والعالم بانتشار فيروس كوفيد 19 معتبرا ان حالة الشغور حاليا تشمل كلا القطاعين لذلك يري ذات المتحدث ان الحل هو في فرض نظام المداومة مشيرا أن أغلب العيادات تدخل خلال الصيف في عطلة لأنها لا تخضع لقوانين من شأنها تنظيم عملها في إطار المناوبة، والتي من المفروض حسب خياطي، أن تلزمها وزارة الصحة عن طريق تعليق قوائم في البلديات، من جانب أخر قال خياطي ان وزارة الصحة مدعوة أيضا لتنظيم نظام العطل في القطاع العمومي تجنبا لتسجيل حالات الشغور، هذا وأشار خياطي ان الأطباء الخواص غير ملزمين ببقاء عياداتهم مفتوحة، ولا يمكن لمديريات الصحة أن تفرض عليهم المناوبة إلا في حالة انتشار وباء أو وجود حالة طوارئ صحية في المنطقة. ولكن على هذه المديريات أن تعمل بصفة منظمة وتمشط العيادات الخاصة التي تبقى مفتوحة خلال أوت وتنشر أسمائها لدى الصيدليات، من اجل إعلام المرضى بالعيادات التي توفر الخدمة.

من نفس القسم الوطن