اقتصاد

أسعار الغاز الطبيعي في أعلى مستوياتها منذ 3 أشهر

عقب قرار روسيا بخفض إمداداتها لأوروبا عبر خط "نورد ستريم 1"

ارتفعت أمس أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية، بالموازاة مع قرار مجموعة غازبروم الروسية بخفض إمداداتها عبر خطوط أنابيب النقل نورد ستريم 1 بنسبة تصل ل 20 بالمئة، في الوقت الذي تسابق الدول الأوروبية الزمن لتأمين احتياجاتها الطاقوية لفصل الشتاء.

قال مجمع غازبروم الروسية على حسابه الرسمي على تويتر، بأنه سيقوم بخفض شحنات الغاز المصدر لأوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى 33 مليون متر مكعب يوميا، بداية من اليوم الأربعاء، وهذا بسبب مشكلة تقنية ستدفع لتوقيف تشغيل محرك توربيني آخر تابع لشركة سيمنس بمحطة الضغط ببورتوفايا.

ودفع قرار مجمع غازبروم بالأسعار للارتفاع لمستويات بداية العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية نهاية شهر فيفري ومطلع شهر مارس الماضيين، ووفق لمؤشر تي تي إف الهولندي (المرجع الرئيسي لأسعار الغاز الطبيعي في أوروبا)، فقد استقرت الأسعار في حدود 192 يورو للميغاواط ساعة.وفي سياق متصل أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، علي سبت بن سبت، في تصريحات لمنصة الطاقة، بأنه لا يتوقع أن تتراجع أسعار الغاز في السوق الفورية عن ذروتها في المدى القريب، لعدد من العوامل التي تتحكم في وضع السوق حاليا.

وأضاف، بأن استمرار العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية تلقي بظلالها على أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية، إذ وصلت الأسعار في وقت سابق إلى 44 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة قدرت ب 50 بالمئة.وأرجع أمين عام أوابك تلك القفزة في الأسعار حينها إلى تزايد المخاوف ودرجة عدم اليقين بخصوص مستقبل إمدادات الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى الأسواق الأوروبية، التي تلبي وحدها أكثر من 45 بالمئة احتياجات أوروبا من الغاز.

وقال علي سبت بن سبت، بأن المخاوف قد تنامت بعد قرار روسيا إيقاف ضخ الغاز الطبيعي إلى بعض الدول الأوروبية مثل بولونيا، بالإضافة إلى خفض إمدادات الغاز عبر خط نورد ستريم 1 بنحو 40 بالمئة من قدرته الإنتاجية، لأغراض الصيانة، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى قفزة جديدة في الأسعار حسب مؤشر تي تي إف، بوصولها إلى أكثر من 50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بداية شهر جويلية، لتعرف بورصة الأسعار قفزة جديدة منتصف الأسبوع الجاري.

جدير بالذكر، فإن الجزائر تضخ نحو 35 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لأوروبا، عبر خطوط أنابيب أنريكو ماتي "ترانسميد" لايطاليا الذي تصل طاقته الإجمالية ل 33 مليار متر مكعب، ويستغل منها حاليا نحو 25 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى نحو 10,5 مليار متر مكعب تضخها الجزائر باتجاه إسبانيا عبر خط أنابيب ميد غاز.وقد شرعت الجزائر في الآونة الأخيرة في مراجعة تسعيرة الغاز الطبيعي مع كافة المتعاملين معها، في خضم تضاعف أسعارها في السوق الأوروبية بنحو 7 مرات، بالمقارنة مع الأسعار التي تسوق بها الجزائر الغاز، وفق العقود المبرمة سابقا.

 

من نفس القسم اقتصاد