اقتصاد
هل يمكّن الغاز الجزائري من تجاوز إيطاليا لأزمة الشتاء؟
بعد الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في مجال الطاقة
- بقلم ف م
- نشر في 24 جولية 2022
تسابق عديد دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام الجاري الزمن للحصول على إمدادات بديلة عن الغاز الروسي لتأمين احتياجاتها الطاقوية قبل حلول فصل الشتاء، الذي يشهد ارتفاعا في الاستهلاك، بالموازاة مع استمرار العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية والتخوف من شح الإمدادات الروسية أو قطعها بصفة كاملة.
أبرمت الجزائر وايطاليا عديد الاتفاقيات منذ بداية 2022 في المجال الطاقوي، والتي ستسمح برفع إمدادات الغاز الجزائري من 20,5 مليار متر مكعب تم تصديرها لروما عام 2021 إلى حوالي 25 مليار متر مكعب مع نهاية العام الجديد.
وجهت ايطاليا بوصلتها نحو الجزائر لتنويع امداداتها الغازية وتأمين احتياجاتها، في ظل توفر الجزائر على البنية التحتية اللازمة وتوفر خطوط أنابيب نقل تربط البلدين، والتي يمكنها من نقل حوالي 110 ملايين متر مكعب يوميا.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي خلال القمة الحكومية الثنائية بين الجزائر وايطاليا، التي عقدت في نسختها الرابعة بالجزائر العاصمة منتصف الأسبوع الماضي "الجزائر شريك مهم جدا"، ما يبرز الأهمية، التي توليها روما للسوق الطاقوية الجزائرية والاعتماد عليها لتجاوز أزمة الطاقة، التي تؤرق دول الاتحاد الأوروبي.
وتعتمد دول الاتحاد الأوروبي على 47 بالمئة من الغاز الروسي لتغطية احتياجاتها الطاقوية بما يعادل 155 مليار متر مكعب سنويا، وفي ظل انخفاض الشحنات الروسية، خاصة بعد أن قطعت موسكو وخفضت الإمدادات عن نحو 12 من أصل 27 دولة عضوا في الاتحاد، وجدت دول القارة العجوز نفسها في مواجهة تحديات عديدة، أبرزها ملأ مخزوناتها الإستراتيجية استعدادا لفصل الشتاء.
ويتخوف الاتحاد الأوروبي من وقف كامل لتدفقات الغاز الروسي، ما دفع بعديد الدول لتكثيف جهودها لإيجاد بدائل عن الغاز الروسي، وهو الوضع الذي دفع بايطاليا للتحرك بكل ترسانتها الدبلوماسية والاقتصادية نحو السوق الجزائرية، بالموازاة مع الزخم الكبير، الذي تشهده العلاقات الجزائرية الإيطالية في الآونة الأخيرة.
وفي المقابل، أكد المدير التنفيذي لمجمع إيني الايطالي كلاوديو ديسكالزي، بأن ايطاليا ستنجو من فصل الشتاء من خلال تنويع إمداداتها من الطاقة، في إشارة إلى الاتفاقيات، التي جرى إبرامها مع الجزائر.
ومن جانبه، وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الذي كان ضمن وفد بلاده في القمة الحكومية الجزائرية الإيطالية التي استضافتها الجزائر العاصمة، أشار إلى أن سلطات بلاده عملت كل ما في وسعها لمواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن التوترات الجيوسياسية الحاصلة شرق أوروبا، وتمكنت من الوصول لاتفاق مع الجزائر لتعزيز إمداداتها من الغاز.
وتعتبر الشحنات الإضافية، التي تحصلت عليها ايطاليا من الجزائر بمثابة متنفس لها في الوقت الراهن، خاصة وأن الغاز الجزائر أضحى محط أنظار عديد دول الاتحاد الأوروبي، التي ترى فيه حلا لتجاوز أزمة فصل الشتاء القادم.
جدير بالذكر، فقد بلغت صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا، منذ بداية العام الجاري نحو 13,9 مليار متر مكعب، متجاوزة التوقعات بنسبة وصلت ل 113 بالمئة، ويتوقع أن تضاف لها شحنات تقدر ب 6 ملايير متر مكعب قبل نهاية العام 2022، علاوة على 4 مليارات متر مكعب، تم الإتفاق عليها مؤخرا
