الوطن
بواسل الجيش باقون على عهد الشهداء
ستة عقود من البطولات والدفاع المستميت عن الوطن
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 04 جولية 2022
يثبت الجيش الوطني الشعبي في كل مرة، أنه الوريث الأجدر لجيش التحرير الوطني والسند الأمتن للشعب، ففي خضم احتفالنا بستينية الاستقلال ها نحن اليوم، نستحضر أهم المحطات المشرفة للجيش الذي ظل وفيا لأمانة الشهداء، ومتمسكا بمبادئ الفاتح من نوفمبر التي لم ولن يحيد عنها، كما عمل على مدار ستة عقود من الزمن، من اجل الحفاظ على هيبة الجزائر ومكانتها إقليميا ودوليا بفضل بسالة أبنائه وإخلاصهم لهذا الوطن الحبيب.
تحتفل بلادنا غدا، بمرور ستين سنة على استرجاع سيداتها، وإن فرض علينا واجب الاعتراف والاعتزاز ببطولات الشعب الجزائري وجيش التحرير الوطني، الإشادة ببسالة ابناء هذا الوطن خلال الفترة الاستعمارية، فإنه يلزمنا اليوم بالوقوف عند أبرز الانجازات والبطولات التي حققها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني غداة الاستقلال، فالجيش الوطني الذي ولد من رحم الشعب ورث عن سلفه جينات البطولة والغيرة على الجزائر، فلم يترك أية فرصة إلا ودافع فيها عن هذا الوطن صونا لكرامة شعبه ودفاعا عن مكانته بين الأمم، فكان دوما السد المنيع والدرع المتين في وجه المؤامرات والدسائس، وقدم أبطال الجيش الوطني الشعبي مثالا حيا للتضحية بالأنفس والأرواح في سبيل الدفاع عن هذا الوطن.
وليست الاحتفالية الضخمة التي تنظمها بلادنا يوم غد، مجرد استعراض عسكري، بل تحمل في طياتها استذكارا لأهم المحطات البطولية للجيش الوطني الشعبي واعترافا بالانجازات التي حققها غداة الاستقلال، فقد نجح وبجدارة في إعادة بناء هذه الدولة والحفاظ على أمنها وصون كرامة مواطنيها، بالوقوف درعا منيعا في وجه أي اعتداء خارجي، كما أثبت الجيش الوطني الشعبي وقوفه إلى جانب الشعب ودفاعه المستميت عن سلامته وأمنه، فكانت الصور المشرفة التي صنعها خلال الحراك الشعبي مطلع سنة 2019، نموذجا متميزا وفريدا لتلاحم الشعب والجيش، فسد الطريق امام مساعي إشعار فتيل الفتن وأبكم أبواق التفرقة، لتصدح حناجر الجزائر حينها "الجيش والشعب خاوة خاوة".
ولإدراكه التام لحجم الدسائس والمكائد التي تحاك ضد الجزائر من قبل أعداء معروفين لدى الجميع، تعامل الجيش الوطني الشعبي بحنكة واحترافية عاليتين، مع التكالب المفضوح للمغرب، الذي واجهته بلادنا بصبر وبأقصى درجات ضبط النفس، محترمة مبدأ حسن الجوار الذي تتعامل وفقه مع محيطها المباشر، والذي قابله المخزن بتبني أعمال عدائية وإطلاق حملات للتشويه والتفرقة، على غرار سعيه لإغراق بلادنا بالمخدرات والجوسسة والدعاية الهدامة والتصريحات المناوئة الصادرة عن رسميين مغاربة وكذا السماح للصهاينة بإطلاق تهديدات ضد بلادنا من التراب المغربي، وهي السياسة التي ينتهجها المغرب على خلفية تمسك الجزائر المبدئي والراسخ بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية.
لطالما اعتبرت مؤسسة الجيش الهجمات العدائية ضد الجزائر، تأكيدا على أن الجزائر تملك مكامن القوة وأنها فعلا قوة ضاربة بمبادئها الراسخة ومواقفها الثابتة وقراراتها السيادية وشعبها الأبي وجيشها العتيد، ما جعلها تؤرق مضاجع المخزن وتدخل الرعب واليأس في نفوس الخونة.
ونحن نحتفل بستينية الاستقلال، تستوجب علينا المناسبة الإشارة إلى بطولات الجيش الوطني الشعبي وتصديه لنوع جديد من الحروب أضحى يعكر امن بلادنا ويهدد استقرارها، فقد أكدت المؤسسة العسكرية دوما عزمها على التصدي للحرب الإعلامية والحملات المغرضة الرامية إلى زعزعة أمنها، ولقد شدد رئيس الجمهورية في عديد الفرص، على ضرورة تسخير وسائل تقنية جد متطورة لمعالجة الجرائم السيبرانية عبر كامل التراب الوطني، متوعدا كل من تخول له نفسه المساس بالوحدة والوطنية وباستقرار البلاد، كما أعلن دعمه المطلق للجيش الوطني الشعبي الذي قال إنه "حامي اللحمة الوطنية" و"العمود الفقري للدولة الجزائرية" و"الضامن الدستوري" لوحدة وسيادة البلاد، استنادا إلى بيان أول نوفمبر، وأضاف أن استهداف الجيش الوطني الشعبي هو أمر "مقصود"، لكونه "جيشا قويا يحمي الحدود الشاسعة للجزائر"، وبدوره يقف الجيش الوطني الشعبي شدا منيعا أمام حروب الجيل الجديد، فقد نظمت وزارة الدفاع الوطني عديد الملتقيات في هذا الشأن أكدت من خلالها استعداد الجزائر للتصدي لهذه الحملات.