اقتصاد

حديث عن رفع أسعار الغاز الطبيعي المصدر لإسبانيا

في ظل المستويات القياسية التي تشهدها البورصة في القارة العجوز

قرر مجمع سوناطراك رفع سعر الغاز الطبيعي المصدر لإسبانيا عبر خط أنابيب ميد غاز، في ظل المستويات القياسية التي تشهدها بورصة أسعار الغاز في القارة العجوز، حسب ما كشفت عنه وكالة "رويترز".

ويأتي قرار مجمع سوناطراك، عقب تأكيدات وزير الطاقة بداية العام الجاري على عزم الجزائر مراجعة أسعار الغاز الطبيعي المصدر لإسبانيا، بالموازاة مع بلوغ أسعار الغاز مستويات قياسية وتضاعفها بشكل كبير، منذ بداية النزاع في أوكرانيا. وقال خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، وائل حامد عبد المعطي في تغريدة له على حسابه بتويتر، بأنه قد سجل ‏تطور هام جدا للجزائر في عقود بيع الغاز مع الشركاء الأوروبيين، مضيفا بأن القرار جاء في وقته تماما، خاصة وأن الغاز الجزائري يصدر بأسعار منخفضة عن باقي الأسعار السائدة حاليا، مشددا على أنه يحق للجزائر مراجعة السعر حسب بنود الاتفاقيات المتعارف عليها.

وقد شرعت الجزائر في مراجعة أسعار الغاز منذ شهر أكتوبر 2021، في الوقت الذي أشار وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، بأن أسعار الغاز الجزائري المصدر إلى إسبانيا يعاد تقييمها مرة كل 3 سنوات من حيث الحجم والسعر.

ومن جانبه، أكد نايف الدندني خبير استراتيجيات الطاقة والشأن النفطي العالمي وعضو المجلس الاستشاري لهندسة البترول والغاز الطبيعي السعودي، بأن ‏‎الجزائر قد قررت رفع أسعار عقود الغاز المصدر إلى اسبانيا.

وقفزت أسعار الغاز في البورصات الأوروبية خلال شهر أفريل الماضي بأكثر من 16 بالمئة، عقب اتخاذ شركة غازبروم الروسية قرارا يقضي بوقف إمدادات الغاز الروسي إلى كل من بولونيا وبلغاريا، بسبب عدم قيام الدولتين بسداد ثمن الإمدادات بالعملة الروسية الروبل، مثلنا طالبت به السلطات الروسية في وقت سابق، وتجاوزت الأسعار مستوى 1300 دولار لكل ألف متر مكعب، ما يبرز المستويات القياسية للغاز.

وتتفاوض الجزائر على مراجعة أسعار عقود الغاز الطبيعي، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من الزيادات الكبيرة في أسعار الغاز، خاصة وأن الجزائر وقعت عقودا طويلة الأجل مع الدول الأوروبية.

وأشارت مصادر منصة الطاقة، بأن الصيغ التي ينتظر أن يتعامل بها مجمع سوناطراك لتصدير الغاز تشمل العمل بعقود الغاز حسب مؤشر "تي تي إف" الهولندي، التي ترتبط بالأسعار الفورية أو ربط أسعار الغاز الجزائري بسعر خام برنت أو المزج في العقود بين الأسعار الفورية، وفقا لعقود الغاز الهولندية وأسعار برنت.

ووقعت الجزائر خلال العام الجاري اتفاقيات مع السلطات الإيطالية تقضي برفع إمداداتها من الغاز، حيث من المنتظر أن تستفيد روما من شحنات جديدة تصل لأكثر من 8 مليار متر مكعب سنويا، لتضاف ل 21 مليار متر مكعب تحصل عليها سنويا في الوقت الراهن، وهو نفس الوضع بالنسبة لإسبانيا التي تستورد من الجزائر أزيد من 10,5 مليار متر مكعب سنويا، بعدما كانت لا تتجاوز 8 مليار متر مكعب.

جدير بالذكر، فقد ارتفاع سعر الغاز في أوروبا خلال شهر جوان المنقضي من 29 إلى 48 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، على خلفية تخفيض روسيا لضخ الغاز عبر خط نورد ستريم 1 إلى 40 بالمئة، وإيقاف ‎روسيا لخط ترك ستريم بغرض الصيانة لمدة أسبوع، بالإضافة إلى الحريق الذي سجل في محطة الغاز المسال"فريبورت"في ‎الولايات المتحدة الأمريكية، فيما ستعرف الأسعار مستويات أكبر مع بداية الأعاصير في الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما كشف عنه الخبير الطاقوي وائل حامد عبد المعطي.

من نفس القسم اقتصاد