الوطن

وهران تحرسها عيون ساهرة

المؤسسة الأمنية.. احترافية وجاهزية لتأمين الألعاب المتوسطية

لا شك في أن التنظيم المحكم لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاقتها الرسمية يوم السبت الماضي، سبقتها ترتيبات وجهود كبيرة من أجل أن تكون "الباهية" في الموعد، ومن بين الترتيبات التي يرى ملاحظون أنها لم تحظ بذلك الاهتمام هو الجانب الأمني الذي يعد من وجهة نظرهم أهم حلقة في تنظيم أي حدث دولي مهما كان نوعه.

ومن خلال هذا الموضوع،نحاول تسليط الضوء على مسألة تأمين الألعاب المتوسطية بمدينة وهران، وعلى الأقل إيفاء أولئك الذين يقفون وراء الأضواء من أجل ضمان أمن وسلامة الوفود والمتفرجين وكل زوار وساكنة ولاية وهران، ووضعهم في أفضل شروط الأمن والأمان،  حقهم من التقدير والعرفان على الجهود المبذولة في هذا الشأن.

لا يختلف اثنان على النجاح الكبير الذي تعرفه دورة وهران المتوسطية، التي جمعت أكثر من 20 بلدا يشاركون في مختلف الرياضات المبرمجة في هذه التظاهرة الرياضية الدولية، لكن ما لا يجب أن نغفل عنه الدور الكبير للسلطات الأمنية في إنجاح هذا الحدث الرياضي، الذي أبهر حفل افتتاحه جميع الدول المشاركة وكان محل ثناء من قبل وسائل إعلام عربية وأجنبية.

إن الأجهزة الأمنية وبمختلف أسلاكها، تلعب دورا مهما في إنجاح الدورة المتوسطية التي تجري أطوارها بولاية وهران، فهي العين الساهرة على تأمين هذا الحدث الرياضي، سيما وأن تأمين وفود أجنبية لدول من ثلاث قارات بمختلف الثقافات ليس بالأمر الهين أو السهل، لكن مؤسستنا الأمنية وبكل اقتدار تمنكنت من توفير كل سبل الأمن والاطمئنان لزوار وهران.

ولأن تنظيم أي تظاهرة دولية على غرار الألعاب المتوسطية بوهران، يحتاج إلى إستراتيجية أو مخطط أمني مضبوط، فإن احتضان وهران للدورة التاسعة عشر، جاء في سياق الأمن والاستقرار الذي تشهده الجزائر، الذي يعد الجيش الوطني الشعبي صمام أمنها وسدا منيعا  في وجه كل المخاطر والتهديدات التي تحيط وحتى المؤامرات والدسائس التي تحاك بين جدارن مخابر أجنبية.   

لقد كان الجانب الأمني حاضرا بقوة بل واضحا للعيان منذ بداية الدورة، ممثلا في رجال يسهرون على بسط الأمن والسكينة في نفوس المشاركين وجميع زوار مدينة وهران التي تحتضن العرس المتوسطي، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الاحترافية والجاهزية الكبيرة للمؤسسة الأمنية بمختلف أسلاكها في تأمين مثل هذه التظاهرات الرياضية.

ومن هذا المنظور فإن نجاح المخطط الأمني الذي تم تبنيه من قبل السلطات الأمنية وفي مقدمتها الناحية العسكرية الثانية التي تتولى الاشراف المباشر على تأمين دورة العاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، شكل صفعة قوية سواء في وجه المشككين وحتى لأولئك الذين كانوا يحاولون التشويش على العرس الرياضي الدولي الذي تحتضنه الجزائر، خدمة لأجندات أجنبية تضمر الشر للجزائر ولشعبها.

وحسب ملاحظين فإن ما شهد له المواطن البسيط، الجهود الكبيرة العمل الجبار الذي تقوم به المؤسسات الأمنية من تأمين الألعاب الرياضية في وهران و ذلك علي غرار مهامها في الذود علي أمن الجزائر على حدودها ، فإن أبهرتنا و أبهرت الداخل و الخارج و العدو قبل الصديق في التحكم المبهر والفعال في التنظيم ولخير دليل على ذلك لم يسجل و لو حادث بسيط يعكر صفو الألعاب والزوار الأجانب بل بالعكس كانوا السند لهم و لأكثر من 4000 رياضي وآلاف الزوار.

ومن هذا المنطلق يرى متابعون أن التغطية الأمنية لألعاب البحر الأبيض المتوسط تعتبر تمرين واقعي وحي وإختبار للقوات الجزائرية خاصة منها الجيش والذي أبان عن احترافية واستعداد عاليين، في مقدمتها قيادة الناحية العسكرية الثانية وبتعليمات من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني وكذا رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق السعيد شنقريحة.

ويؤكد ملاحظون للعرس المتوسطي بوهران، أن هذا التحكم الكبير في مسألة تأمين الألعاب كان بمثابة تمرين حقيقي واقعي وكأنه تدريبات عسكرية دفاعية لها نفس الأهداف والنتائج، تنم عن جاهزية وتحكم كبير في كل شاردة وواردة تتعلق بتأمين هذا العرس الرياضي الكبير، وذلك بإشراف مباشر وعن كثب من قبل قيادة الناحية العسكرية الثانية قبل وأثناء بداية الألعاب المتوسطية، وستستمر دون شك إلى غاية مغادرة آخر ضيف من ضيوف الجزائر.

وفي هذا الصدد يؤكد متابعون أن المؤسسة الأمنية اعتمدت على خطة متكاملة في تأمين هذه الألعاب، تعتمد بشكل أساس على اليقظة المستمرة والاستعداد الدائم، إلى جانب الدقة في التخطيط والاحترافية في التنفيذ، وعليه فإن لمؤسسة الجيش ولكل مصالح الأمن "لمسة واضحة" في نجاح هذا الحدث الرياضي ومصدر الطمأنينة والأمن يستشعرهما الجميع في مدينة وهران.

من نفس القسم الوطن