اقتصاد

حقول نفطية وغازية جديدة تعزز مكانة الجزائر في السوق العالمية

الإعلان عن الاستكشاف الطاقوي الرابع في 6 أشهر

كشف مجمع سوناطراك عن استكشاف غازي هائل في مكمن لياس الكربوناتي "LD2" على مستوى رقعة استغلال حقل حاسي الرمل، وأظهر التقييم الأولي لهذه الإمكانات حجما يتراوح بين 100 و 340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف، ووصف سوناطراك الاستكشاف بواحد من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات خلال العشرين سنة الماضية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الطاقة في السنوات الأخيرة.

أدى انحسار المخاوف بشأن الوضع الصحي المرتبط بتفشي فيروس كورونا كوفيد 19 لعودة الحركية للإقتصاد العالمي، وتحركت معه الحفارات بالآبار، وارتفعت معدلات الضخ بمختلف خطوط الأنابيب وعادت الناقلات لقطع البحار وتوصيل الشحنات، ما جعل الطلب يتضاعف، مقابل تخوف من شح الإمدادات.

لم يكد يستفق العالم من تداعيات زلزال فيروس كورونا الذي تسبب في توقف كافة النشاطات وتعطلت معه الحفارات بمختلف الحقول والآبار، ليهتز العالم مجددا بفعل التوترات الجيوسياسية، التي أحدثتها العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، ما دفع بمنحى الأسعار للإرتفاع وسط مخاوف من شح الإمدادات، ما دفع بالعديد من الدول البحث عن حلول بديلة النفط والغاز الروسي، ووضعت عدة دول، على غرار ايطاليا واسبانيا وآخرها ألمانيا خيار الجزائر كأفضل حل للحصول على إمدادات إضافية، تمكن من تغطية احتياجاتها المتزايدة، في ظل موقعها الجغرافي وتوفرها على أنابيب النقل ومختلف البنى التحتية اللازمة.

وأجمعت العديد من التقارير، بأن العالم قد يشهد نقصا في المعروض عند تعافي الطلب بالكامل، خاصة إذا لم تطلق الدول المنتجة للنفط والغاز استثمارات لتغطية الطلب، ما يبرز أهمية الاستثمارات، التي أطلقها مجمع سوناطراك.

وتمكن مجمع سوناطراك بالتنسيق مع شركائها من تحقيق أربع استكشافات منذ بداية العام الجاري، والتي من شأنها رفع إنتاج البلاد، خاصة وأنها قد قامت بتوقيع اتفاقيات جديدة للرفع من امداداتها الغازية لبعض الدول، كما سمح الطلب المتزايد للنفط من رفع إنتاج الجزائر والذي وصل ل 01 مليون و39 ألف برميل يوميا، ما سيعود بالنفع على الخزينة العمومية، حيث ينتظر أن تعرف مداخيل النفط خلال السنة الجارية ارتفاعا لتتجاوز ال 50 مليار دولار، في ظل الارتفاع المتواصلة لأسعار النفط والتي تجاوزت 117 دولارا يوم أمس، فيما تضاعفت أسعار الغاز المسال في الأسواق الطاقوية الأوروبية بسبع مرات بالمقارنة، مع ما تم تسجيله قبل بداية العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية.

وستسمح الاستكشافات الجديدة، من تعزيز مكانة الجزائر في السوق الطاقوية العالمية، خاصة وأنها محط أنظار العديد من الدول الراغبة في الاستفادة من شحنات إضافة بديلة عن الغاز والنفط الروسي، والتي تتصدرها دول الاتحاد الأوروبي، التي قررت فرض حظر على صادرات الطاقة الروسية.وقد أدت التوترات الجيوسياسية الحاصلة شرق أوروبا، لتحرك بعض الدول لتوفير إمدادات بديلة عن الغاز الروسي، إذ اتفقت الجزائر مع ايطاليا لرفع امداداتها بنحو 8 مليارات متر مكعب في العام، والتي لا تتجاوز حاليا 21 مليار متر مكعب وتم ابرام اتفاق مع إسبانيا لرفع الإمدادات من 8 مليارات متر مكعب لحوالي 10,5 مليار متر مكعب.

يشار إلى أن الجزائر تسعى في الآونة الأخيرة لتجسيد مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء TSGP ووضعه قيد الاستغلال في أقرب الآجال، لنقل ما بين 20 و30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري مرورا بدولة النيجر.

من نفس القسم اقتصاد