الوطن
"عقاب جماعي" للجزائريين عبر وسائل النقل صيفا ؟!
خدماتها تزداد سوءا وخروقات عديدة يتورط فيها الناقلون
- بقلم سارة زموش
- نشر في 27 جوان 2022
تتضاعف معاناة الجزائريين مع وسائل النقل صيفا حيث تزداد خدمات هذه الأخيرة ترديا بسبب عدة خروقات يتورط فيها الناقلون الخواص وسوء إدارة عبر بعض مؤسسات النقل وهو ما يدفع ثمنه المواطن الذي يعيش "الجحيم" عبر وسائل النقل هذه خلال فصل الصيف.
وتتعدد شكاوي الجزائريين خلال فصل الصيف من خدمات النقل حيث يعاني آلاف المسافرين يوميا جراء الخدمات المتدنية التي تقدم عبر حافلات النقل البري وعربات التاكسي وحتى المسافرين عبر القطارات وهي الشكاوي التي تتضاعف في فصل الصيف تحديدا بسبب كم الخروقات التي يتورط فيه مسيرو وسائل النقل هذه ففي الوقت الذي كان من المفروض ان توفر هذه الوسائل رحلات مريحة وخدمات في المستوى فأن اغلب وسائل النقل عدا الميترو والترمواي تصبح الخدمة فيها اسوء خلال فصل الصيف وهو ما يجعل الجزائريين يهربون من وسائل النقل هذه ويعتمدون في تنقلاتهم على السيارات الفردية وهو ما أفرز حركة مرورية كارثية عبر المدن الكبرى وجعل كل مساعي تقليل الاكتظاظ المروري دون فعالية.
- التأخرات في الرحلات الداخلية محل شكاوي من زبائن "الجوية الجزائرية"
وترتكز اكثر الشكاوي هذه الأيام فيما يتعلق بالنقل الجوي على خدمات الرحلات الداخلية للخطوط الجوية الجزائرية، حيث لا تزال هذه الأخيرة تسجل العديد من التأخيرات وهو ما يعذب المسافرين الذين يحرمون من كل أشكال التعويض المادي وحتي المعنوي مع وجود حالات تلغي فيها الرحلات دون ادني اعلام للزبائن وهو ما يعد كارثي، وحسب ما رصدناه عبر عدد من الشكاوي لمسافرين تنقلوا مؤخرا عبر رحلات داخلية تابعة للخطوط الجوية الجزائرية فان التأخيرات لا تزال تؤرق الزبائن المسافرين عبر الرحلات الداخلية بالإضافة إلى غلاء أسعار التذاكر و وتدني جودة الوجبات المقدمة على متن الرحلات مع وجود ضغط على برنامج الرحلات ما يجعل الحجوزات غير متاحة في الكثير من المرات.
- النقل بالقطار .... عذاب
هذا وتتواصل معاناة مرتادي قطارات الضواحي دون وجود مؤشرات لتحسين الخدمة خلال فصل الصيف أو حتى باقي الفصول حيث نقل عدد من مرتادي قطارات الضواحي سواء بالناحية الشرقية أو الغربية حقيقة معاناتهم اليومية في حديثهم مع "الرائد" مؤكدين ان اكثر ما يؤرقهم هو التأخيرات في رحلات القطار سواء عبر الخط الرابط بين بومرداس والعاصمة، وكذا الخط الرابط من العفرون إلى الجزائر العاصمة، وهو ما يجعل محطات القطار تمتلأ عن اخرها ويحول عملية ركوب القطار لمهمة شبه مستحيلة على المسافرين الذين يضطرون لـ"حشر" أنفسهم بالعربات متلاصقين في درجات حرارة تتعدى الـ40 أحيانا، بالمقابل هناك شكاوى تتعلق أيضا بخدمات النقل بالسكة الحديدة ما بين الولايات فقد وصل تدهور الخدمة هذه الأيام إلى حد غير مقبول بسبب انعدام خدمات التكييف في معظم عربات القطارات، رغم درجات الحرارة القياسية التي تعيشها مختلف ولايات الوطن مؤخرا، فضلا عن طول مسافة بعض الرحلات، على غرار خط وهران الجزائر العاصمة، وبشار وهران، وغيرها من الخطوط الأخرى، ما يتسبب في غبن كبير للمسافرين، خاصة شريحتي الأطفال والمسنين، ناهيك عن رداءة الوجبات الغذائية المتاحة أثناء الرحلات ومحدودية المقاعد.
- سيارات أجرة أم "أفران" متنقلة؟!
بالمقابل تبقي سيارات التاكسي اكثر وسائل النقل تعذيبا للجزائريين خلال فصل الصيف حيث تعرف المحطات البرية هذه الأيام فوضى حقيقية وفتنة بين الناقلين والمسافرين بسبب تدني الخدمات أين يرفض أغلب الناقلين في مقدمتهم أصحاب سيارات الأجرة الالتزام بدفتر شروط النقل ويرفض أغلبهم تشغيل المكيفات للزبائن في المسافات التي تزيد عن 200 كلومتر، ويبرر بعض سائقي التاكسي الذين يقطعون مسافات طويلة قد تصل إلى 700 كم أن استعمال المبرد يؤثر على المحرك وهذا نظرا لقِدم مركباتهم، فيما "يبخل" بعضهم عن الزبائن بالمبرد شحا منهم، معتبرين أن استعماله على طول المسافة يستنزف البنزين والذي بات سعره مرتفعا. وبات أمرا عاديا، أن يرفض حتى أصحاب السيارات الجديدة، تشغيل المكيف للتهوية على المسافرين، حيث حولوه إلى قانون اتفق عليه الجميع، فعلى راكب التاكسي، أن يدفع سعر بقية المسافرين ويذهب وحده إلى الولاية المقصودة. وأكد سائقو سيارات الأجرة الذين تحدثنا معهم حول الموضوع، أن المسافرين وأمتعتهم يشكلون حمولة لا يستوعبها المحرك في حال تشغيل المكيف وأن الطرق المهترئة والملتوية وصعود المرتفعات تضاعف المشكل، ليبقي المسافر وحده يدفع ثمن هذه التجاوزات وهذا التردي في الخدمات.
- النقل البري....تجاوزات بالجملة والزبون ليس "ملك"!
هذا وتزداد خدمات النقل عبر حافلات النقل سوءا خلال هذه الفترة و تبدأ معاناة المسافرين من محطات الحافلات والتي تعرف عبر اغلب المدن الكبرى تدهوا كبيرا فمحطات النقل الموجودة عبر مختلف الخطوط بالعاصمة مثلا لا تحمي مرتاديها من حرارة الصيف، حيث أغلبيتها لا تحتوي على كراسي، وهي غير مغطاة، الأمر الذي يعذب المسافرين قبل حتى الصعود للحافلة لتتواصل هذه المعاناة مع سائقين لا يحترمون مواقيت التوقف والانطلاق أين يصر أصحاب حافلات النقل الخاصة على الوقوف في المحطات الثانوية لمدة تزيد أحيانا عن الربع ساعة تحت اشعة شمس حارقة ودرجات حرارة قياسية وهو ما يعطل المسافرين عن قضاء مصالحهم ويجعلهم يعيشون رحلة من العذاب لغاية الوصول لوجهتهم، هذا كما تسجل تجاوزات اخري بعدم احترام السعة المنصوص عليها في دفتر الشروط حيث يصر الناقلون على ملأ حافلاتهم بعدد مسافرين يفوق المقاعد المتوفرة لديهم والأماكن التي تسمح بوقوف المسافرين بالحافلة بينما يطرح مشكل اخر عبر أغلب الخطوط وهو مشكل تجاهل الناقلين التوقف في بعض الأماكن رغم أهميتها للمواطن، فتجد سائق الحافلة يرفض إنزال الراكبين بالمكان الذي يريدون، خاصة من كبار السن والنساء والأطفال بحجة غياب موقف رسمي، لينزلهم في مناطق بعيدة وتحت أشعة شمس حارقة والتي قد تصيب المواطنين بضربات شمس قاتلة.
- بوشريط: باب الشكاوي مفتوح وسنكتب تقرير مفصلا قريبا
وعن تردي خدمات النقل صيفا يؤكد رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين، عبد القادر بوشريط أن المشكل راجع لعدم احترام دفتر شروط النقل داعيا وزارة النقل لإعادة النظر في دفتر الشروط الخاص بالنقل البري من أجل ألزام الناقلين على تقديم خدمات احسن للمسافرين مع وضع أجهزة رقابية صارمة تعمل على تطبيق دفتر الشروط هذا، وبشان ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام ورفض أغلب الناقلين تشغيل المكيفات للزبائن أكد بوشريط أن أغلب الحافلات التي تنقل المسافرين عبر مسافات طويلة، مكيّفة وتتمتع بخصائص توفر راحة الركاب، وإن وجدت بعض الحافلات المهترئة فهي حسبه، في الواقع لا تتعلق بالسفريات البعيدة بين الولايات، ولكن المشكل يتعلق بسيارات الأجرة، والتي 50 بالمائة منها، حسبه، لا تتوفر على المبرد وهي تقطع مسافة تصل إلى 500 كلم. وقال بوشريط إن بعض السيارات التي تستعمل كطاكسي، رغم أنها جديدة إلا أنها من نوعية سيئة يتأثر محركها في حال استعمال المبرد أو جهاز التدفئة في الشتاء، معتبرا ان الحل يكمن في تدخل وزارة لتقديم إعانة لهؤلاء السائقين لتجهيز مركباتهم بالمبردات. وأشار بوشريط أن باب الشكاوى مفتوح أمام زبائن سيارات الأجرة والحافلات الذين يحرمون من المبرد أثناء سفرهم، حتى يمكن للفدرالية ، كتابة تقريرا مفصلا حول ظروف السفر صيفا في الجزائر.