اقتصاد
السوق الأوروبية الوجهة الأولى لشحنات الغاز المسال الجزائري
من إجمالي 2,4 مليون طن من الغاز المسال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 جوان 2022
استحوذت السوق الأوروبية على أغلبية شحنات الغاز المسال الجزائري، التي تم تصديرها خلال الربع الأول من السنة الجارية، بالموازاة مع المساعي الحثيثة لدول القارة العجوز للحصول على إمدادات بديلة عن الغاز الروسي.
وسجلت الشحنات الجزائرية من الغاز المسال تراجعا بالمقارنة مع تم تسجيله خلال نفس الفترة من السنة الماضية، إذا قدرت شحنات الغاز المسال ب 2,4 مليون طن، فيما وصلت كمية الشحنات التي تم تصديرها في الربع الأول من سنة 2021 لحوالي 3,2 مليون طن، وفق بيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".
وتبقى السوق الأوروبية الوجهة الأولى لشحنات الغاز المسال الجزائري، بالنظر لقرب الجزائر من القارة العجوز والتكاليف المنخفضة للنقل، بالمقارنة مع الدول الأخرى سواء الأفريقية أو الأسيوية، وزاد الطلب على الغاز مع بداية العام الجاري، على خلفية التوترات الجيوسياسية الحاصلة شرق أوروبا منذ نهاية عام 2021، والتي أفرزت تداعيات سلبية على السوق الطاقوية، في ظل التخوفات من شح الإمدادات.
وتعد الجزائر أحد الحلول الرئيسة أمام دول القارة الأوروبية لتنويع إمداداتها من الغاز المسال، مع الأخذ في الحسبان ارتباطها مع بعض الدول بخطوط أنابيب، بالإضافة إلى أنها من الدول ذات الموثوقية العالية في توفير إمدادات الغاز لعملائها.
ويأتي تراجع شحنات الغاز المسال الجزائري خلال الربع الأول من السنة الجارية، بالموازاة مع ابرام الجزائر لاتفاقيات جديدة من أجل رفع امداداتها من الغاز الطبيعي عبر أنابيب أنريكو ماتي لايطاليا وميد غاز لاسبانيا، حيث أن الإمدادات نحو ايطاليا سترفع بأكثر من 4 مليارات متر مكعب، بعدما وصلت خلال العام الماضي ل 21 مليار متر مكعب، بينما تم الإتفاق مع إسبانيا لرفع الإمدادات الغازية ل 10,5 مليار متر مكعب، بعدما كانت لا تتجاوز 8 مليار متر مكعب، في الوقت الذي يمكن أن تصل الطاقة الاجمالية لخط أنريكو ماتي سنويا لنحو 33 مليار متر مكعب.
وشهدت أسعار الغاز المسال ارتفاعا في السوق الأوروبية وتضاعفت بأكثر من سبع مرات، منذ بداية العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وقد سجلت شحنات الغاز المسال العربية أعلى مستوى لها منذ 2013، خلال العام الماضي، إذ بلغت نحو 111,7 مليون طن خلال 2021، مقابل 104,5 مليون طن خلال 2020، وأشارت التقارير بأن السبب الرئيسي في تراجع إجمالي الكمية المصدرة من الغاز المسال العربي إلى الأسواق الدولية، نتيجة انخفاض الكميات المصدرة من الجزائر وقطر، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ورغم تراجع إجمالي الربع الأول، فقد سجلت الشحنات العربية من الغاز المسال خلال شهر جانفي 2022، أعلى مستويات لها في تاريخها، وبلغت 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال، ليلبي نحو 29 بالمئة من الطلب العالمي.
جدير بالذكر، فقد تصدرت تركيا الدول المستوردة لشحنات الغاز المسال الجزائري سنة 2021، بحوالي 37 بالمئة من إجمالي ما تم تصديره، لتأتي بعدها كل من فرنسا، إسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.