الوطن
الحرائق تهدد النشاط الفلاحي.. السطات المعنية مطالبة بالتدخل
تسجيل خسائر أولية في عدد من الولايات والخبراء يحذرون
- بقلم سارة زموش
- نشر في 23 جوان 2022
عادت الحرائق لتمثل أكبر هواجس الفلاحيين وأصحاب المستثمرات في فصل الصيف حيث بدأت هذه الأخيرة تضرب مبكرا عبر مساحات فلاحية واسعة أين سجلت خلال اليوميين الماضيين العديد من الحرائق المتفرقة عبر عدد من ولايات الوطن والتي تسببت في خسائر متفاوتة في مساحات مزروعة بالقمح والشعير والخرطال وحتي السلجم الزيتي وهو ما يستدعي يقظة أكبر من الفلاحيين من أجل تفعيل سبل الوقاية من هذه الحرائق وحماية انتاجهم الفلاحي من الخسائر.
وخلال اليوميين الماضيين عرفت عدد من ولايات الوطن حرائق متفرقة شبت في مساحات فلاحية محدثة ضررا في عدد من المحاصيل الزراعية على غرار القمح والشعير والسلجم الزيتي ففي ولاية تيارت تسبب حريق شب في مستثمرة فلاحية في تلف 8 هكتارات من محصول الشعير، ونصف هكتار من الخرطال. وحسب بيان للحماية المدنية، فقد تمكّن الأعوان المتدخّلون من السيطرة على الحريق الذي وقع على مستوى منطقة سيد العابد، وقد سمح تدخّل أعوان الحماية المدنية بحماية 97 هكتارا من الشعير، و17.5 هكتار من الخرطال لحسن الحظ، بالمقابل أحصت خلية الاتصال للمديرية الولائية للحماية المدنية ڨالمة ، خلال الـ24 ساعة الماضية إتلاف مساحة لا تقل عن 30 هكتارا من القمح الصلب والقمح اللين والسلجم الزيتي ، في حرائق متفرقة ببلديات كل من حمام النبائل ، عين مخلوف وعين بن بيضاء، ومهو ما مثل خسائر بالجملة لأصحاب المستثمرات والفلاحيين في هذه المناطق. وتتسبب الحرائق كل موسم صيف في اتلاف مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية والاف الأشجار المثمرة منها أشجار فواكه واشجار زيتون والاف من أشجار النخيل في الجنوب وهو ما يكبد خسائر باهظة للفلاحيين الذين لا يتمكنون من إعادة إحياء ما قضت عليه الحرائق حيث تبقي العديد من المساحات الفلاحية الشاسعة متلفة وهو ما يعني ضياع قناطير من الإنتاج الفلاحي الذي يمكنه أن يضبط السوق ويحقق جزء من الاكتفاء الذاتي، ويحذر خبراء زراعيون من الكوارث المسجلة سنويا في المساحات الفلاحية داعين إلى ضرورة بذل مجهودات أكبر من أجل تفعيل مخطط حرائق الغابات الذي حمل هذه السنة إجراءات وتدابير عديدة لحماية للحماية من الحرائق.
- موسوني: خسائر الحرائق في القطاع الفلاحي صعب أن تعوض
بالمقابل يعبر كثير من خبراء الفلاحة وممثلي الموالين والفلاحين، عن مخاوفهم من استمرار الحرائق التي تطال المساحات الفلاحية خاصة مع اقتراب موسم ذروة الحرائق عادة والذي يكون خلال شهري جويلية وأوت وهو ما يهدد قطاع الفلاحة بشكل مباشر، ويؤكد الخبير الزراعي أكلي موسوني في تصريح لـ "الرائد" أن الحرائق تعتبر العدو الأول لقطاع الفلاحة في فصل الصيف مشيرا ان الحرائق التي تندلع عبر العديد من الولايات تطال حتي المساحات الزراعية وتتلف الهكتارات من القمح بأنواعه وحتى الأشجار المثمرة وأشجار النخيل وهو ما يمثل خسائر كارثية على قطاع الفلاحة خاصة وأن مساحات الأشجار التي تلتهمها النيران منها أشجار الزيتون لا يمكن لها أن تتجدد طبيعيا، وقال موسوني أن هذه الحرائق التي تضرب العديد من الولايات تقضى عل نشاطات أخرى مرتبطة بالقطاع الفلاحي منها نشاط تربية المواشي وتربية الدواجن وحتي تربية النحل مضيفا ان الخسائر في هذه الحالات تتضاعف وتطال فلاحيين وحتي أصحاب نشاطات أخرى، من جانب أخر قال موسوني أن برنامج الحكومة الخاص بالتنمية الريفية قد يتأثر سلبا بطريقة أو بأخرى، بسبب الحرائق وهو ما يستدعي وضع استراتيجية خاصة من اجل إعادة استرجاع الهكتارات التالفة مع التأكيد على ردع المتسببين عمدا في الحرائق وتحسيس الفلاحين من أجل اتخاذ الإجراءات التي تحمي مساحاتهم الفلاحية مثمنا ما جاء به مخطط الحماية من الحرائق هذه السنة من تدابير وإجراءات معتبرا أن هذا المخطط وبشيء من التعاون من الفلاحين وأصحاب المستثمرات سيكون فعال لحماية المساحات الفلاحية من افة الحرائق.
- حملات تحسيسية ووقائية في أوساط الفلاحين هل ستحقق نتائجها ؟
وفي السياق ذاته، نظمت المديرية العامة للحماية المدنية، منذ أسابيع حملة للوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية تهتم بمناطق الجنوب، وقالت إن هذه الحملة تستهدف فئة الفلاحين بغية تحسيسهم وتوعيتهم بـ "ضرورة احترام التدابير الوقائية كاملة وتطبيقها من أجل تفادي اندلاع الحرائق، وما يجب القيام به أثناء وبعد الانتهاء من عملية الحصاد"، وتأتي هذه الحملة تجسيداً للبرنامج السنوي للتحسيس والتوعية، ونظراً لعملية الحصاد المبكر في الولايات الجنوبية للوطن، تتضمن تنشيط دورات تدريبية حول تقنية تطبيق معايير السلامة واستعمال وسائل الإطفاء الأولية. ووضعت المديرية لفائدة الفلاحين جهازاً أمنياً عملياً لمرافقتهم، من خلال تخصيص شاحنات إطفاء للسيطرة على الحرائق وإخمادها عند بداية اندلاعها، لتفادي حدوث خسائر في المحاصيل الزراعية، مشددة على أنه من بين الأهداف الأخرى التي ترمي إليها هذه الحملة الوقائية، الحد والتقليل من الخسائر الناجمة من حرائق المحاصيل الزراعية والآثار الاقتصادية المترتبة عنها، مع المحافظة على المنتوج الوطني وتدعيم الأمن الغذائي المحلي بالتعاون مع الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي.