الوطن

"الجوية الجزائرية" تدخل عهدا جديدا من الإصلاحات

قرارات استعجالية لتطوير استراتيجيتها التنافسية

عكست قرارات وزير النقل المتعلقة بشركة "الخطوط الجوية الجزائرية"، الاستراتيجية الجديدة التي يعتمدها رئيس الجمهورية  عبد المجيد تبون، لاسترجاع مكانة الشركة الوطنية محليا ودوليا، وتمكينها من منافسة نظيراتها في مختلف بقاع العالم، من خلال تدعيم الأسطول الجوي وتوسيع شبكة الرحلات نحو امريكا.

دخلت الخطوط الجوية الجزائرية عهدا جديدا من الإصلاحات لاستعادة مكانتها الاقتصادية والدولية ومحو الصورة السلبية التي لازمتها خلال المرحلة السابقة، ويجد الرئيس المدير العام الجديد للشركة ياسين بن سليمان، نفسه امام تحدي تحسين الوضعية الاقتصادية للشركة التي تأثرت بفعل تداعيات أزمة "كورونا" بعد أن فرض تفشي الوباء، غلق المجال الجوي وتقليص عدد الرحلات نحو مختلف الدول لقرابة ثلاث سنوات، فضلا عن التركة المثقلة بالنقائص والفضائح التي ورثها عن سلفه، والتي كان آخها تسلل شابين إلى مقصورة أمتعة على متن طائرة تابعة للشركة ووفاتهما، ما تسبب في إقالة مسؤولين بمطار هواري بومدين الدولي، وقبلها كان شاب قاصر قد تمكن بدوره من ركوب طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في مطار قسنطينة متجهة إلى فرنسا، بعد أن تسلل بدوره إلى الطائرة ولبث فيها أكثر من 16 ساعة قبل أن تقلع، كل هذه المعطيات تضع المسؤول الأول لـ"الجوية الجزائرية" أمام امتحان إعادة الاعتبار وتحسين أداء الشركة.

وكان أول قرار اتخذه وزير القطاع عقب تنصيبه للوافد الجديد إلى "الجوية الجزائرية"، تكليفه بالشروع "حالا" في اتصالات مع مصنعي الطائرات، لاقتناء 15 طائرة جديدة تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المتعلقة بتدعيم الأسطول الجوي، التي اقرها خلال أحد اجتماعات مجلس الوزراء أين أمر بالترخيص لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بشراء 15 طائرة لفتح خطوط جديدة، خاصة نحو بلدان إفريقية وآسيوية، تضاف إلى الأسطول الجوي للشركة المتكون من 57 طائرة، بالإضافة إلى اقتناء بواخر لنقل المسافرين والسلع والحبوب، مع الموافقة على برنامج الرحلات الجديد للخطوط الجوية الجزائرية، تحسبا لموسم الاصطياف.

ويعكس قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تدعيم الاسطول الجوي، الاستراتيجية التي يعتمدها من اجل تدارك وتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها شركة "الخطوط الجوية الجزائرية"، خلال فترة تفشي وباء "كورونا"، بعد أن شهدت تراجعا كبيرا في عدد الرحلات المبرمجة بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة، خاصة خلال فترة غلق المجال الجوي أمام الوافدين من الدول التي شهدت انتشارا كبيرا للفيروس وارتفاعا في عدد الإصابات.

ومن شأن قرار تدعيم الأسطول الجوي للجوية الجزائرية، توسيع الرحلات المبرمجة نحو عديد الدول، خاصة وأن رئيس الجمهورية كان قد أعلن عن التوجه نحو فتح خط جوي مباشر بين الجزائر ونيويورك، إلى جانب التحضير لفتح خط رحلات جوية مباشرة بين العاصمة وكراكاس في الأشهر المقبلة، كما أنه يتزامن مع حلول موسم الاصطياف الذي يعتبر فرصة سانحة امام أبناء الجالية الجزائرية المقيمين بالخارج لدخول أرض الوطن، ما يعد إجراء جديدا اتخذته الدولة لصالح هذه الفئة يضاف إلى قرار رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس وزراء سابق، مراجعة أسعار تذاكر السفر بالنسبة للمقيمين بالخارج.

وتتجلى استراتيجية الرئيس لإعادة مكانة الشركة الوطنية، من خلال اختياره لمسؤول كفء لتكليفه بتسيير اكبر شركة طيران وطنية، فالرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، سبق له وأن تقلد عديد المناصب الهامة، فقد شغل منصب مندوب عام لإحدى شركات الطيران ومدير تجاري بمؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر على مستوى مطار الجزائر العاصمة، وكان بن سليمان قد أكد في أول تصريح له، إدراكه لحجم التحديات التي تقابل الشركة في مجال نشاطها على الصعيدين الافريقي والأوروبي وكذا التحديات التي تواجهها وطنيا وجهويا، ما يتطلب مزيدا من العمل، ملتزما بإعادة النظر في متطلبات واحتياجات الزبائن والعمل على إعادة الشركة إلى مكانتها الطبيعة وطنيا ودوليا .

من نفس القسم الوطن