الوطن
الرئيس تبون يشرف على تنصيب أعضاء المجلس الأعلى للشباب اليوم
يعتبر بمثابة برلمان حقيقي ومشتلة للتكوين السياسي
- بقلم عزيز طواهر
- نشر في 20 جوان 2022
سيكون المجلس الأعلى للشباب, الذي من المرتقب أن يشرف على تنصيب أعضائه, اليوم, رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, بمثابة "برلمان حقيقي" و"مشتلة" للتكوين السياسي تساهم في إشراك الشباب في الحياة العامة وفي القرارات المصيرية للبلاد.
ويعد التنصيب الرسمي لهذه الهيئة, تجسيدا لأحد أهم الالتزامات الـ 54 التي تعهد بها الرئيس تبون أمام الشعب الجزائري وحرصه شخصيا على تنفيذها في وقت وجيز, ضمن أولويات الإصلاح السياسي والاقتصادي والمجتمعي.وقد كلف رئيس الجمهورية الحكومة في عدة مناسبات بدراسة مشروع تحديد مهام وتنظيم هذا المجلس بشكل "معمق" لتضمينه كل الآليات الكفيلة بجعل هذا الصرح بمثابة "فضاء خصب وذي مصداقية لتمثيل الشباب وتعزيز قدراتهم على تولي المسؤوليات العامة وترسيخ الثقافة الديمقراطية لديهم".
ولدى رئاسته اجتماعا سابقا لمجلس الوزراء, شدد تبون على ضرورة أن يكون المجلس الأعلى للشباب بمثابة "برلمان حقيقي" لهذه الشريحة من المجتمع و"مشتلة" للتكوين السياسي, خاصة الجامعيين منهم ليشاركوا "فعلا في صناعة القرارات المصيرية للبلاد"، كما أعطى تعليمات بضرورة إنضاج آليات ضبط تشكيلة المجلس لتراعي بالدرجة الأولى التكوين الحقيقي لشباب قادر على تسلم المشعل لتسيير البلاد.
ومنذ انتخابه رئيسا للجمهورية, سعى تبون إلى تكريس دور الشباب وتعزيز مكانته ليكون فاعلا أساسيا في تسيير الشؤون العامة, حيث أكد في مناسبات سابقة أن المجلس الأعلى للشباب سيكون "منبرا لإشراك الشباب في اتخاذ القرارات التي تخصهم", معتبرا أن الجزائر "تحسد على ما تتميز به من حيوية شبابها الذين يعدون ثروتها الحقيقية". ودعا الرئيس تبون الى إفشال خطابات كل من يحاول بث اليأس وإحباط عزيمة شباب الجزائر, داعيا اياهم الى "التمسك بالأمل في جزائر مستقرة ومستقبل واعد".
ومن أهم مهام هذا الصرح المؤسساتي الجديد, الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة, تقديم اقتراحات حول المسائل المتعلقة بحاجات الشباب وازدهاره والمساهمة في ترقية القيم الوطنية والضمير الوطني والحس المدني والتضامن الاجتماعي وتشجيع روح المواطنة والتطوع والتزام الشباب تجاه المجتمع, علاوة على تشجيع مشاركتهم في الحياة العامة والسياسية وإشراكهم في التنمية في شتى أبعادها.
ويحدد المرسوم الرئاسي رقم 21-416 المؤرخ في 20 ربيع الأول عام 1443 الموافق ل27 أكتوبر 2021, المهام الرئيسية للمجلس الأعلى للشباب وتشكيلته وتنظيمه وسيره.
وعليه يضطلع المجلس بعدة مهام وهي تقديم آراء وتوصيات واقتراحات حول المسائل المتعلقة بحاجات الشباب وازدهاره في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، إلى جانب المساهمة في ترقية القيم الوطنية والضمير الوطني والحس المدني والتضامن الاجتماعي في أوساط الشباب وكذا المشاركة في تصميم المخطط الوطني للشباب وكذا السياسات والاستراتيجيات والبرامج والأجهزة العمومية المتعلقة بالشباب، بالإضافة إلى تشجيع روح المواطنة والتطوع والتزام الشباب تجاه المجتمع, علاوة على تشجيع مشاركتهم في الحياة العامة والسياسية وإشراكهم في التنمية في شتى أبعادها.
ويأخذ الدور المنوط بهذه الهيئة امتدادات أخرى, كونه يشمل أيضا المشاركة في الوقاية من كل أشكال التمييز وخطابات الكراهية والجهوية والتطرف والآفات الاجتماعية في أوساط الشباب ومكافحتها.المساهمة في تطوير وتحسين نوعية التربية والتعليم والتكوين" لفائدة ذات الفئة ويتم من خلال هذا المجلس إشراك الشباب في الإشعاع الثقافي للبلاد في تمجيد تاريخها وتقديم آراء حول مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالشباب.
وفيما يتعلق بتشكيلته وتنظيمه، فيتكون المجلس من 348 عضوا يمارسون عهدتهم لمدة 4 سنوات غير قابلة للتجديد وتتميز بالمناصفة بين الجنسين ويتوزعون كالآتي:232 عضوا يتم انتخابهم عن الولايات من خلال ندوات بلدية وولائية للشباب و34 عضوا يمثلون المنظمات والجمعيات الشبانية ويعينهم وزير الشباب والرياضة و16 عضوا يمثلون شباب الجالية الوطنية المقيمة بالخارج ويعينهم وزير الشؤون الخارجية.
ويضاف إلى ذلك 16 عضوا يمثلون الطلبة والمنظمات الطلابية ويعينهم وزير التعليم العالي و10 أعضاء يمثلون المتربصين والممتهنين وتلاميذ التكوين المهني ويعينهم وزير التكوين المهني و10 أعضاء يمثلون جمعيات الشباب ذوي الإعاقة ويعينهم الوزير المكلف بالتضامن الوطني و10 أعضاء يعينهم رئيس الجمهورية على أساس كفاءتهم وخبرتهم في المجالات المتعلقة بالشباب.
كما يستفيد أعضاء المجلس الأعلى للشباب من تعويضات على التكاليف المترتبة على أداء مهامهم على مستوى المجلس. ويجتمع المجلس في دورة عادية مرتين في السنة بناء على استدعاء من رئيسه, كما يمكنه الاجتماع في دورة غير عادية, بناء على استدعاء من رئيسه أيضا, علما أنه يرفع آراءه وتوصياته وتقريره السنوي إلى رئيس الجمهورية.
وعن شروط عضوية المجلس، فيجب إثبات مستوى تعليمي والتمتع بالجنسية الجزائرية وأن يكون سن الأعضاء من 18 إلى 35 سنة والتمتع بالحقوق المدنية وأن لا يكون المترشح محل عقوبة مخلة بالشرف و أن لا يمارس مسؤولية انتخابية على مستوى أجهزة و/أو هيئات حزب سياسي وكذا عدم ممارسته أيضا عهدة انتخابية أو تمثيلية في هيئة استشارية أو تمثيلية و/أو منتخبة, وطنية أو محلية.وتعود رئاسة المجلس الأعلى للشباب إلى شخص يعين من قبل رئيس الجمهورية يساعده 4 نواب ينتخبون من بين أعضاء الجمعية العامة لعهدة مدتها سنة واحدة غير قابلة للتجديد, مع احترام مبدأ المناصفة.