الوطن

تمتين الجبهة الداخلية..حجر أساس "الجزائر الجديدة"

مشاورات الرئيس تنهي حالة الترقب وتكشف أهداف "لم الشمل"

قطعت مشاورات رئيس الجمهورية مع التشكيلات السياسية، الطريق أمام التأويلات، ووضعت حدا للجدل الذي أثاره الإعلان عن مبادرته "للم الشمل"، بعد أن كشفت مخرجاتها عن أن خلق جبهة داخلية متينة وقوية وطي صفحة الخلافات والانشقاقات، يبقى حجز أساس بناء "الجزائر الجديدة" التي تعهد الرئيس تبون بتشييدها منذ اعتلائه سدة الحكم.

أنهت المشاورات السياسية التي يديرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حالة الترقب التي سادت المشهد السياسي عقب الإعلان عن إطلاق مبادرة "لم الشمل" مطلع ماي المنقضي، ووضعت حدا للتأويلات والقراءات المتعددة لفحوى المبادرة، فقد كشفت مخرجات اللقاءات التي شملت مختلف التيارات السياسية الناشطة بالوطن، عن الهدف الرئيس الذي يسطره الرئيس تبون والغاية التي اطلق من اجلها مبادرته الجامعة، فاتفق "ضيوف الرئيس" على ضرورة توحيد وتمتين الجبهة الداخلية وإعادة اللحمة لهذا المجتمع الذي تكالبت عليه عديد الأطراف، ولا يزال أعداؤه يحيكون له المكائد ويحاولون عبثا زعزعة وحدته واستقراره.

وأيّا ما كانت هوية المقصودين بهذه المبادرة، فإن الغاية الأولى والأساسية التي يصبو رئيس الجمهورية إلى بلوغها تبقى تكوين جبهة داخلية متماسكة ومتينة، قادرة على التصدي لأي محاولة بائسة لزعزعة الوحدة الوطنية والعبث بمستقبل هذا الوطن الآمن، فالتوافق والإجماع على مد يد الصلح والعفو والتآزر بين أبناء الوطن الواحد يبقى الشعار الرئيسي للمبادرة ونقطة الانطلاقة التي سنصل من خلالها إلى بناء مجتمع متماسك ومتحد ضد الأعداء.

وإن اختلفت أطياف التشكيلات السياسية التي التقاها رئيس الجمهورية وتعددت توجهاتهم وقناعاتهم، غير أن وحدة الوطن تبقى مبدءا يشترك فيه الجميع ولا يختلف بشأنه إثنان، وهذا ما يرجح نجاح مبادرة "لم الشمل"، التي عبّد لها رئيس الجمهورية طريقا سوية باشرها بفتح الحوار والتشاور مع الشركاء السياسيين والاستماع إلى مختلف الآراء والمقترحات، فاتسع "قصر المرادية" لمختلف التشكيلات السياسية الموالية منها وحتى تلك المحسوبة على التيار المعارض، ليؤكد الرئيس تبون مجددا أن الجزائر تسع الجميع وأن مستقبل هذا الوطن يصنعه أبناؤه باختلاف قناعاتهم وتوجهاتهم.

ولم يسبق لأحد من رؤساء الأحزاب السياسية أو الشخصيات العمومية التي التقت برئيس الجمهورية أن عبرت عن معارضتها لمسعى المبادرة، فالجميع متفق على أن تمتين الجبهة الداخلية يعد الخطوة الأولى وحجر الاساس في بناء "الجزائر الجديدة" التي تتعزز قوتها باتحاد أبنائها شعبا وحكومة وجيشا، وهو ما اكده رئيس اركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة في تصريح سابق أين دعا في أول تعليق له على المبادرة إلى الالتفاف حولها، معلنا دعم المؤسسة العسكرية ليد الرئيس الممدودة، خاصة وأنها تدعو "لتمتين عرى اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية"، وفق تعبير الفريق، الذي اكد أن المبادرة من شأنها تقوية الجبهة الداخلية في ظل الظروف الدولية الراهنة.

من نفس القسم الوطن