الوطن

موسم اصطياف "استثنائي" بإقبال قياسي

تم افتتاحه رسميا دون أي قيود بعد سنتين من الغلق

استقبل الجزائريون نهاية الأسبوع أول موسم اصطياف دون قيود كورونا حيث افتتح الموسم رسميا عبر  كافة الولايات الساحلية وسخرت السلطات العمومة كافة الظروف والوسائل لإنجاح هذا الموسم في حين يتوقع اقبال قياسي من طرف المصطافين هذه السنة على الشواطيء والمنتجعات السياحية وأماكن التسلية.

وخلال اول يوم للافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف عرفت الشواطيء وأماكن التسلية والمنتجعات السياحة انزالا بشريا لألاف الجزائريين الذين يتوقون لأول موسم اصطياف دون غلق ودون قيود كورونا في حين حاولت السلطات العمومية عبر الولايات الساحلية ضبط كافة الإجراءات وتسخير كل الوسائل لإنجاح هذا الموسم.

  • "مافيا الشواطيء" يحاولون "التوغل" مبكرا والسلطات تضيق الخناق

وعبر الشواطيء التي زارتها الرائد نهاية الأسبوع وقفنا على ضبط لكافة الإجراءات التنظيمية من طرف السلطات لاستقبال المصطافين في احسن الظروف رغم تسجيل بعض النقائص والتجاوزات والتي كانت في الغالب من طرف "مافيا الشواطيء" وبعض الأشخاص ممن يصرون على خرق تعليمة المجانية حيث وقفنا في شواطئ الجهة الغربية للعاصة على استمرار حضور بعض من أصحاب العصا الغليظة والذي فرضوا "إتاوات" مرتفعة على المصطافين مع بداية الموسم رسميا حيث وصلت أسعار الركن في هذه الشواطيء الـ200 دج وهو ما أثار حفيظة المصطافين في حين دعت جمعيات حماية المستهلك للتبليغ عن هؤلاء الأشخاص من أجل معاقبتهم مذكرة بتعليمة المجانية.

  • شواطئ خمس نجوم وأخري بوضعية كارثية

بالمقابل فقد تباينت وضعية الشواطيء التي زرناها نهاية الأسبوع بين الجيدة الحسنة والرديئة ففي وقت عرفت فيه عدد من الشواطيء تهيئة واسعة وتوفير للأساسيات على غرار دورات المياه والمرشات ودكاكين بيع المواد الأساسية هناك شواطئ أخرى غابت بها هذه التجهيزات لأسباب تتعلق بضيق مساحتها والتأخر في تهيئتها بالمقبل فان حضور الأمن المكثف كان عامل مشترك في جل الشواطيء التي رزناها حيث تم عبر أغلب هذه الشواطيء وضع مقرات أمنية ثابتة وأخرى متنقلة تجوب الشواطيء منعا لأي تجاوزات أو اعتداءات تطال المصطافين كما لا حضنا التواجد الكثيف لمصالح الحماية المدنية واعوان الشواطيء التابعين لها خاصة عبر الشواطيء التي عرفت نهاية الأسبوع توافد قياسي من الجزائريين تزامنا وموجة حر تعرفها أغلب الولايات الساحلية.

  • 17 بلدية ساحلية لاستقبال المصطافين بالعاصمة

وبالعودة للإجراءات التنظيمية فقد خصصت لجنة التحضيرات لموسم الاصطياف لسنة 2022 على مستوى ولاية الجزائر 58 شاطئا مسموحا للسباحة من ضمن 71 شاطئا وهذا بتوفير كل الإمكانيات لاستقبال المصطافين وتدارك النقائص التي سجلت خلال السنوات الماضية.  وحسب السلطات المحلية فأن هذه الشواطئ الممتدة على شريط ساحلي يقدر بـ97 كلم تتوزع على 17 بلدية ساحلية  وقد عرفت خلال الأشهر الماضية تهيئة فضاءاتها وحملات تنظيف واسعة النطاق. من أجل إنجاح هذا الموسم الذي انطلق وسيدوم إلى غاية 30 من سبتمبر المقبل" ومن بين هذه الشواطئ شاطئ خلوفي والمركب السياحي لزرالدة وشاطئ الأزرق والرمال الذهبية بنفس المنطقة. وكذا شواطئ سيدي فرج والكثبان وجميلة بعين بنيان و شاطئ الباخرة المحطمة ببرج الكيفان والقادوس بالرغاية.

  • هذه قرارات السلطات في الشواطئ المعنية بالسباحة

وفي هذا الصدد أكد مدير السياحة للعاصمة مقداد ثابت  انه تم اتخاذ جملة من القرارات من طرف السلطات على مستوى الشواطئ المعنية بالسباحة لتدارك النقائص المسجلة خلال السنوات الماضية من شأنها تدعيم تهيئة وتجهيز مواقف السيارات وتعميم الإنارة العمومية وشبكات الصرف الصحي وايصال المياه الصالحة للشرب وتكثيف تواجد أعوان الأمن والحماية المدنية  والدرك الوطني لتوفير الراحة للمصطافين. كما أشار  المسؤول أنه تم أيضا تعويض بعض المحلات التجارية القديمة بمحلات جديدة وصيانة محلات أخرى ما تزال صالحة للاستغلال. إلى جانب مضاعفة الهياكل في الشواطئ الكبيرة التي تستدعي عملا إضافيا. من خلال تعزيزها  بأعوان امن للسهر على التنظيم والتأطير في هذه الفترة. في حين،  تم إسداء تعليمات لمختلف البلديات المعنية لحسن تسيير هذه الشواطئ باختيار اطارات كفؤة وتنسيق العمل مع مختلف المصالح. “لرفع تقارير حول الملاحظات والنقائص المسجلة وكذلك بعض المخالفات.

  • المجانية إلزامية وحرب على أصحاب "الباركينغ"

ومن ضمن القرارات المتخذة تم التأكيد على "الزامية مبدأ مجانية الدخول للشواطئ الذي كرسه القانون رقم 03- 02  الخاص باستغلال الشواطئ"، إلى جانب منع تقديم الرخص للأشخاص الذين كانوا يفرضون سابقا سيطرتهم على الشواطئ ويلزمون المواطنين بتسديد مصاريف أعباء إضافية بإجبارهم لاكتراء مظلات وكراسي وطاولات بأسعار مرتفعة كما تم  تكليف مؤسسة النقل وتسيير حظائر السيارات للولاية بتسيير مواقف السيارات، بأسعار معقولة تكون في متناول العائلات لوضع حد للتسيير العشوائي له من طرف متطفلين ودخلاء مافتئوا ينشرون الفوضى والمشاكل الأمنية أحيانا.

  • تنويع للعرض السياحي ودفتر شروط صارم للتسيير

هذا وتم اعطاء صلاحيات تسيير وتنظيم النشاط التجاري على  الشواطئ وفق دفتر شروط محكم إلى مؤسسة تسيير فضاءات التسلية "اوبلا".  يتم من خلالها ترخيص المهنيون الذين يقدمون خدمات جيدة على مستوى الشواطئ كبيع المشروبات والمياه وكذا المأكولات الخفيفة. وبعض الاحتياجات الأخرى حماية لصحة المستهلك . كما تم تنويع العرض السياحي من خلال تأهيل وفتح الكثير من مراكز التسلية وفضاءات الاستجمام. على غرار منتزه "السابليت" وحديقة التجارب بالحامة ورياض الفتح والغابات والمساحات الخضراء وتأهيل المسابح الموجودة بشاطئ الكيتاني "باب الوادي". إلى جانب تسطير برنامج ثقافي وترفيهي وتوعوي وسياحي ثري في مختلف بلديات الولاية “. كما اجريت ايضا عدة تحاليل على المياه  المسموحة للسباحة و140 عملية مراقبة بالمؤسسات الفندقية. للتأكد على مدى تطبيقها لشروط النظافة والامن وتوفير مختلف شروط الخدمات بداية جانفي الماضي– يضيف ذات المسؤول.

  • 26 شاطئ مسموح للسباحة بالشلف

من جهة أخري حددت، السلطات الولائية بالشلف، 26 شاطئا مسموح للسباحة من أصل 35 شاطئ على مستوى الشريط الساحلي للولاية الذي يمتد على طول مسافة تقدر ب 126 كلم من حدود تيبازة شرقا إلى حدود مستغانم غربا. كما حدد القرار الولائي رقم 1627 الصادر في 04 ماي 2021 الشواطئ المسموحة للسباحة. والتي تتوزع على 6 بلديات ساحلية وهي: بلدية بني حواء التي تتوفر على شاطئي تيغزة شرق وغرب. فضلا عن الشاطئ الكبير وبلدية وادي قوسين التي تضم المركزي، الدومية، وبوشغال. إلى جانب بلدية تنس التي تتوفر على الشاطئ المركزي، ماريتة، وواد القصب. تليها بلدية سيدي عبد الرحمن التي تضم كل من شواطئ سيدي عبد الرحمن مركز كاف كالة. وواد الزبوج، واد الملح، الداتي، وتاغزولت شرق. أما بلدية المرسى فتضم كل من المرسى شرق، المرسى غرب، تاغزولت غرب. والقطار شرق، عين حمادي، القلتة شرق والقلتة غرب. في وقت تضم فيه بلدية الزهرة على تاميست، الدشرية شرق، الدشرية غرب، والرمال الذهبية.

  • تعزيز الهياكل السياحية بتيبازة

هذا ويشهد موسم الإصطياف الجاري عبر ولاية تيبازة  إرتفاع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة من 45 إلى 50 شاطئا و 52 مركز مراقبة متقدم، فيما تم تعزيز تلك الهياكل بإنشاء مراكز مراقبة وإسعاف جديدة (19مركزا)، وبعد رفع التحفظات المتعلقة بفتح الممرات وتوفير الأمن والقضاء على مصبات المياه القذرة، من قبل لجنة ولائية تقنية مكلفة بهذا الملف، تم إضافة 5 شواطئ يسمح بها السباحة، وهي شواطئ سيدي بومعزة وواجهة البحر بإقليم بلدية بوإسماعيل ولافارمات ببوهارون وشاطئ كوالي بتيبازة وواد أومازر ببلدية شرشال، في حين منعت اللجنة السباحة على مستوى ثماني شواطئ لتشكيلهم خطرا على صحة الإنسان وإلى جانب وحدات الحماية المدنية المجنّدة على طول الشريط الساحلي لولاية تيبازة والمقدر بـ120 كلم طولي، تم تجنيد 43 غطاسا محترفا و910 حارس شواطئ موسمي، منهم فرق إنقاذ نسوية. من جهة أخرى، كشفت مديرية السياحة عن تسجيل ارتفاع في طاقة استقبال السواح على مستوى المؤسسات الفندقية إلى 3.330 سريرا موزعة على 14 مؤسسة، منها 330 سرير موزع على فندقين جديدين فضلا عن 14 مخيم صيفي.

  • قوات خاصة وأسراب جوية لحماية المصطافين في إطار "مخطط دلفين"

وفي إطار إنجاح موسم الإصطياف أيضا سطرت قيادة الدرك في إطار تنفيذ مخطط دلفين الخاص بموسم الاصطياف مخططا أمنيا يقوم على العمل الاستخباراتي، مع تكثيف نقاط المراقبة والتفتيش عبر مداخل المدن وأهم الطرق السريعة والطريق السيار والمواصلات، بما فيها شبكة خطوط السكة الحديدية ومحطات نقل المسافرين. كما وضعت تشكيلا أمنيا خاصا لمحاربة جميع أشكال الاعتداءات ومحاولات المساس بالأمن العام في التجمعات وأماكن التسلية والترفيه والتجمعات العائلية وكذا المركبات السياحية، لاسيما بالولايات الساحلية، التي تشهد إقبالا كبيرا مما يولد حركية على المحاور وطرق المواصلات ونشاطا مكثفا للمواطنين. كما تم تسخير قوات خاصة وكلاب وأسراب جوية لإحباط الاعتداءات الإجرامية، ويرمي هذا المخطط الأمني حسب ما جاء في بيان قيادة الدرك، إلى  تهيئة الأجواء الأمنية الضرورية للمواطنين، والتي تمكنهم من قضاء موسم اصطياف في ظل السكينة والطمأنينة، خاصة بالأماكن التي ستشهد إقبالا للمواطنين كالشواطئ والمركبات السياحية، وأماكن الترفيه والساحات العمومية، لاسيما بالولايات الساحلية.

من نفس القسم الوطن