الوطن

على السياسيين الإسبان سحب الثقة من ألباريس وإنقاذ العلاقات مع الجزائر

الأستاذ زغلامي يحمله مسؤولية تأزم الوضع بين البلدين، ويؤكد:

أكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة "الجزائر 3" العيد زغلامي، ضرورة تحمل الطرف الاسباني مسؤولية تداعيات الأزمة مع الجزائر وأن يحترم مواقفها الثابتة والسيادية، محملا رئيس الوزراء الاسباني مسؤولية تأجيج الأزمة، فيما توقع أن تقوم الطبقة السياسية الاسبانية بسحب الثقة منه وتصحيح الاخطاء التي ارتكبها.

قدم الاستاذ زغلامي قراءة لمضمون برقية وكالة الانباء الجزائرية حول ألباريس، مشيرا في تصريح لـ"الرائد" أنها "تعبر عن موقف الجزائر إزاء الأزمة التي افتعلها رئيس الحكومة الاسباني، وقراره غير المرتقب"، وأكد الأستاذ زغلامي ان رئيس الدبلوماسية الاسباني "يتحمل تداعياته السياسية الدبلوماسية الاستراتيجية سواء على صعيد البلدين أو الصعيد الإقليمي"، ليضيف أنه حاول من خلال موقفه الشخصي، جر الاتحاد الأوروبي للأزمة، في محاولة وصفها بـ"الخاسرة" لسبب واحد هو أن العلاقات الجزائرية الاسبانية تحكمها قرارات وسياسيات كانت دائما تعتمد على الثقة المتبادلة وتتأكد في اتفاق الصداقة الذي يجمع البلدين منذ 2002.

وأوضح زغلامي أن رئيس الحكومة الاسباني خوسيه مانويل ألباريس" خسر على الصعيدين الداخلي والخارجي"، لافتا إلى اتساع رقعة المعارضة ضد سياساته ومواقفه سواء من طرف الطبقة السياسية الاسبانية أو حتى من طرف المجتمع العريض خاصة من طرف الاقتصاديين والمستثمرين الذين يعرفون جيدا أهمية ودور ومكانة وقدرة الجزائر في الملف الاقتصادي والملف الطاقوي، ليضيف أن تصريحات المسؤولين الاسبان الحاليين على مستوى الحكومة كانت مصدر الاحتقان والقلق من الطرف الجزائري.

وقال الأستاذ زغلامي إن ما صدر عن رئيس الدبلوماسية الاسباني كان محل نقد من طرف مسؤولين اسبان، مذكرا بتصريحات وزير خارجية اسبق قال من خلالها إن ما قام به حاليا يعد "غباء" واعتبره "كارثة دبلوماسية لم تحدث من قبل".

وأوضح الأستاذ زغلامي ان المسؤولين الاسبان يعرفون جيدا ان للجزائر مواقف مبدئية وسيادية ويعرفون كذلك أن الجزائر تتميز باستقلالية في سياساتها الخارجية وأن بإمكانها أن تربط علاقات متميزة مع الصين روسيا وتركيا، ولماذا لا مع الاتحاد الأوروبي ولكن خدمة لمصالحها وعلى أساس الند للند، والمصالح المشتركة، هذا الذي لا يريد الاتحاد الاوروبي بصفة عامة والاسبان بصفة خاصة أن يهضموه، ليضيف أنه قد حان الأوان أن يفهم الطرف الاسباني بأنه لم يحترم اتفاقية الشراكة بين البلدين وبالتالي يتحمل تداعياتها، مضيفا أنه وبموجب الوضعية الاقتصادية المريحة للجزائر سواء من الجانب الطاقوي أو من الجانب الجيوسياسي، إلى جانب أن اللوم يقع الآن على الاسبان أنفسهم وعلى رئيس الوزراء الاسباني، فإنه يتوقع ان يتحمل هذا الأخير اخطاءه ما ارتقبه في المستقبل القريب، متوقعا اتساع رقعة المعارضة وسحب الثقة منه وأن تعود الأمور إلى طبيعتها .

من نفس القسم الوطن