الوطن

"التجارة الفوضوية" تشوّه المدن الساحلية

تعرف تزايدا ملحوظا تزامنا مع موسم الاصطياف

تعرف الأسواق الفوضوية، والتجارة الموازية، تزايدا ملحوظا هذه الأيام، موازاة مع بداية موسم الاصطياف خاصة على مستوي البلديات الساحلية والمناطق القريبة من الشواطيء حيث استغل هؤلاء التجار هذه الفترة تحديدا لإغراق الأرصفة والشوارع  بالمستلزمات الخاصة بالشواطئ وحتى منتجات أخرى متسببين في تشويه للمنظر العام لهذه البلديات الساحلية التي من المفروض انها ستستقبل المصطافين.

وتثير ظاهرة الاستغلال العشوائي للأرصفة والطرق العامة، من قبل بعض التجار الموسميين  في عدة مناطق بالمدن الكبرى، مع حلول موسم الاصطياف استياء الكثير من المواطنين وخاصة مستعملي الطرقات وأصحاب المركبات،ففي الجزائر العاصمة، وعبر البلديات الساحلية احتل التجار الموازون مناطق واسعة لعرض مختلف المنتجات منها مستلزمات الشواطيء وهو ما تسبب في فوضى كبيرة عبر هذه البلديات.

 وتحوّلت بعض الطرق والأرصفة إلى مساحات قارة للبيع العشوائي، وعلى الرغم من أنها تلقى إقبالا من طرف بعض المواطنين، الذين يلجؤون إليها نظرا لقلة أسعار المواد المعروضة، إلا أنها تبقى نقطة سوداء نظرا لعدم خضوع هذه السلع للرقابة من جهة، وبسبب ما يخلفه الباعة الفوضويين من أوساخ ونفايات دون حتى تنظيف المكان، حيث يترك هؤلاء الباعة مخلفاتهم في الشوارع العامة والرئيسية التي تحظى بتوافد العديد من السكان، غير آبهين بما تتسبب فيه هذه الظاهرة من تشويه للمنظر العام وتعطيل كبير للحركة المرورية.

وبحسب ما يشيره عدد من المواطنين لـ"الرائد"، فإن بعض الطرق القريبة من أماكن للاستجمام أضحت مستحيلة العبور بسبب احتلال بعض التجار للرصيف، وتوسعهم على حساب جزء مهم من الطريق العام، الأمر الذي يتسبب ونحن على أبواب موسم الإصطياف في مشاهد متكررة للعنف في الشوارع العامة بسبب الملاسنات بين المارة وأصحاب السيارات والمركبات وهؤلاء الباعة م بفعل مساهمة مربعات البيع العشوائية في اختناق مروري كبير، خاصة خلال ساعات الذروة. ويطالب المواطنون بتفعيل الجهات الرقابية المسؤولة لأساليب ووسائل التدخل، من أجل إيجاد حلول كفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة التي مسّت عدة أحياء، وساهمت في تسجيل اختناق مروري كبير، على مستوى الطرقات التي لم تعد قادرة على تحمل هذا الضغط اليومي، وهو الأمر المرشح ان يتفاقم أكثر طيلة موسم الاصطياف خاصة مع توافد ألاف المصطافين على عدد من البلديات الساحلية بالعاصمة والولايات الاخرى.

 كما شددوا على ضرورة ترسيخ ثقافة الأسواق المغطاة، التي صرفت على إنجازها أموالا طائلة إلا أنها ظلت هياكل بلا روح وتعرض الكثير منها إلى التخريب، في حين مازالت تستغل حواف الطرقات من طرف بعض الباعة الفوضويين، معتبرين أن الجهات المسؤولة مطالبة بالتدخل الفعال لحل المشكل، فمن شأن تجسيد هذه الخطوة المساهمة في تحديد قوائم التجار وتقنين نشاطهم، وكذا تحميلهم جزءا من المسؤولية اتجاه الهياكل والفضاءات العمومية، التي يستغلونها وضرورة الحفاظ عليها.

من نفس القسم الوطن