الوطن
الاستهلاك المفرط للكهرباء يبدأ مبكرا ومخاوف من "الانقطاعات" تعود للواجهة
بسبب ارتفاع درجات الحرارة والاستعمال المتزايد للمكيفات
- بقلم سارة زموش
- نشر في 14 جوان 2022
يرتفع استهلاك الطاقات في الجزائر خلال فصل الصيف في مقدمتها الطاقة الكهربائية حيث تتوقع مصالح سونلغاز أن تصل دروة استهلاك الكهرباء الصيف الحالي إلى 16500 ميغاواط، وهم معدل مرتفع جدا ما يستدعي ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية للمواطنين والمؤسسات العمومية لترشيد استهلاك هذه الطاقة من خلال التركيز على السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها المستهلك، والتي تتسبّب في زيادة معدّلات الاستهلاك وحدوث ضغط على الشّبكات.
وقد بدأ موسم الذروة في استهلاك الطاقة هذه السنة مبكرا بسبب بدء ارتفاع درجات الحرارة بشكل مبكر مع حلول فصل الصيف حيث تضاعف استهلاك اغلب الاسر للطاقة الكهربائية منذ منتصف شهر ماي الماضي وهو ما يجدد مرة أخرى المخاوف من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عبر العديد من الولايات خاصة ولايات الجنوب بسبب الضغط الكبير على شبكة الكهرباء.
ورغم الاحتياطات والتدابير التي تتخذها مصالح سونلغاز والبرامج المسطرة لتجنب ظاهرة الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي السنوات الماضية الا ان هذه الأخيرة تبقي مطروحة بقوة سنة بسبب الارتفاع المبكر لدرجات الحرارة وزيادة استعمال مختلف الأجهزة الكهربائية في حين يشير الخبراء في مجال الطاقة أن استهلاك الجزائريين للطاقة يرتفع عادة في فصل الصيف بعشرة أضاعف عن المعدل العادي الذي يعتبر هو الآخر مرتفعا بشكل كبير عن مقاييس الاستهلاك الدولية، فالعائلات الجزائرية تستهلك في فصل الصيف ما بين 800 و1200 كيلوواط ساعي في فترة الأربعة أشهر الممتدة من ماي حتى نهاية أوت، وهو معدل مرتفع بشكل مفرط مقارنة مع المقاييس الدولية التي تتراوح بين 200 و250 كيلوواط في السنة. ويرجع الخبراء إفراط الجزائريين في استهلاك الطاقة أساسا لانخفاض أسعار هذه الأخيرة بالإضافة إلى اختيار العائلات الجزائرية لمنتجات كهرومنزلية منخفضة الثمن تستهلك الطاقة الكهربائية بشكل كبير جدا.
وتشهد الجزائر في فصل الصيف خاصة هدرا كبيرا للطاقة، تصل إلى 25 بالمائة من تلك التي يتم إنتاجها، وهو ما يستدعي حتما ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية للمواطنين والمؤسسات العمومية والتي تحث على ترشيد استهلاك الكهرباء خلال فترة الصيف، من خلال التركيز على السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها المستهلك، والتي تتسبّب في زيادة معدّلات الاستهلاك وحدوث ضغط على الشّبكات.
ويري المختصون أنه من الضروري أن تستهدف الحملة كافة المستهلكين من مختلف الفئات العمرية من أجل زرع ثقافة ترشيد الاستهلاك، خاصة أوقات الذروة ما بين الساعة الواحدة والرابعة زوالا، وكذا ما بين الثامنة والحادية عشر مساءً. معتبرين أنه من الضروري تحفيز المواطن على استعمال المصباح منخفض الطاقة، الذي يستهلك من 4 إلى 5 أقل من المصباح العادي، وضبط المكيف الهوائي عند 25 درجة باعتبار أنه يستهلك من 3 إلى 5 بالمائة زيادة عن كل درجة مئوية بعد 24 درجة، وفصل الأجهزة الكهربائية عند الانتهاء من استخدامها لأن الأجهزة في حالة يقظة تستهلك الكهرباء بنفس الحجم وهي مشتغلة، وفصل كابلات التغذية.
- هذه هي ذروة "الاستهلاك" المتوقعة الصيف الحالي
بالمقابل يتوقع مجمع سونلغاز ارتفاع ذروة استهلاك الكهرباء في صيف 2022 إلى 16500 ميغاواط،
وسترتفع بذلك الذروة المحتملة الصيف الجاري بنسبة 2 بالمائة مقارنة بصيف 2021 وبنسبة 12 بالمائة مقارنة بصيف 2020، وفي حالة تسجيل حرارة استثنائية في الصيف المقبل، فإنه ينتظر أن ترتفع الذروة إلى 17400 ميغاواط وهو رقم مرتفع جدا عن المعدلات العالمية، وكانت سونلغاز سجلت في صيف 2021 ذروة الطاقة المستهلكة في يوم 15 أوت على الساعة الثالثة عند 16224 ميغاواط بزيادة قدرها 3ر10 بالمائة مقارنة بعام 2020، وذلك بسبب موجة الحر المسجلة آنذاك.