الوطن

أراء متباينة واجراءات صارمة لمنع الغش والتسريب

"الرائد" ترصد أجواء أول ايام امتحانات البكالوريا

شرعأمس، أزيد من 700 ألف مترشح من المتمدرسين وفئة الأحرار في اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2022عبر مختلف الولايات وذلك على مدار خمسة أيام ، وعرفت اولى امتحانات اليوم الأول قبولا من قبل الممتحنين رغم صعوبة بعض المواضيع التي تهرب منها الممتحنون، في وقت لم تسجل اية تسريبات للمواضيع عقب صرامة التدابير المتخذة من قبل وزارة التربية التي أدت إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي، رغم تأكيد وزير القطاع أن الأنترنت لم تقطع وتم اتخاذ تدابير بديلة لضمان مصداقية هذا الامتحان المصيري الهام.

وأعطى وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، صباح أمس إشارة انطلاق امتحان شهادة البكالوريا، دورة جوان2022 من دائرة رقان بولاية أدرار، حيث بمركز الإجراء بثانوية المجاهد أمحمد جبابري. وبخصوص رمزية اختيار منطقة رقان بهذه الولاية الحدودية لإعطاء إشارة انطلاق هذا الامتحان, قائلا: "لقد جئنا لهذه المنطقة الشاهدة على جرائم الاستعمار الفرنسي الجبان وما قام به من تجارب نووية أضرت بأهالينا".

وقد تم إعداد بروتوكول للوقاية من فيروس كورونا على مستوى جميع مراكز إجراء الامتحانات يشمل عمليات تعقيم واسعة لجميع مرافق هذه المراكز وتوفير الأقنعة الواقية والمطهر الكحولي وترتيب الطاولات والكراسي بشكل يضمن التباعد بين المترشحين وإلصاق ملصقات بمدخل كل مركز حول الطرق الوقائية الواجب إتباعها من طرف المترشحين.

وقد تباينت آراء المترشحين في امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان حول مدى صعوبة موضوع امتحان مادة اللغة العربية بالنسبة لشعبتي الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية في حين وجد المترشحون في الشعب العلمية و التقنية امتحان هذه المادة "في المتناول" بخصوص الموضوع الثاني الخاص بالنثر عكس موضوع الشعر لصاحبه مفدي زكرياء الذي تهرب منه التلاميذ  نظرا لصعوبته، وهو ما اكده اساتذة المادة على غرار الأستاذة والنقابية بنقابة"الكلا" زينب الهامل التي أشارت أن الموضوع المطروح هو شهر اجتماعي في وقت درس للتلاميذ شعر تحرير لشاعر الثورة في المقرر الدراسي، لتكشف بذلك عن منح موضوع من خارج المقرر "المنهاج".

وفي هذا الصدد وجد عدد من المترشحين (شعبة الآداب و الفلسفة) صعوبة في الإجابة عن أسئلة امتحان مادة اللغة العربية و آدابها حيث انتاب  شعور البعض بعدم الإجابة بشكل جيد بسبب ارتباكهم بمجرد اطلاعهم على أسئلة ورقة الامتحان التي وجدوها أسئلة صعب، في حين تحدث تلاميذ شعبة تسيير واقتصاد عن اجتياز ثلاثة مواضيع امس  امتحاني العربية والشريعة، اضافة الى مادة اساسية وهي مادة القانون.

 بلعابد: "لا تسريب لمواضيع مزيفة" والإعلان عن نتائج الباك نهاية جويلية

 هذا ولم تعرف أمس امتحانات البكالوريا أي تسريب للمواضيع، وهو ما أكده وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، بعد ا ناد أن السلطات العليا ستضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بنزاهة هذا الامتحان، قائلا أن السلطات أكدت أنها لن تتسامح مع أي تلاعب بالامتحانات الرسمية، وأنها ستقف بالمرصاد لأي محاولة غش.

وبخصوص الانترنت قال الوزير، إن السلطات قررت عدم قطع الانترنت خلال إجتياز إمتحانات شهادة البكالوريا، وشدد أنه حان الوقت لقطع السلوكات السيئة التي تشوّه صورة الإمتحان عبر كافة الإجراءات اللازمة وإتخاذ القوانين اللازمة ضد كل من يحاول المساس أو التشويش عن الإمتحانات.وقال بلعابد أن مصداقية البكالوريا مضمونة ومحفوظة من خلال كل ما تقوم به الدولة من إجراءات لإنجاحها. من خلال تنظيم الإمتحان وهبة الدولة، حيث تعرف إمتحانات البكالوريا مصداقية كبيرة وتنظيم منظم تعبئ له أجهزة الدولة الادارية والامنية.

وكشف وزير التربية في ذات السياق، أنه تم التخلص نهائيا من السلوكات السيئة التي كانت ظاهرة الماضي من خلال نشر وتسريب مواضيع الإمتحانات التي سيردعها القانون، متطرقا الى تاريخ  الإعلان عن نتائج إمتحان شهادة البكالوريا والذي سيكون خلال الأسبوع الثالث أو بداية الأسبوع الرابع من شهر جويلية، كما أشار الوزير ، أن الإعلان عن نتائح إمتحان شهادة التعليم المتوسط سيكون نهاية شهر جوان الجاري، مشيرا بخصوص تخفيض معدل النجاح في البكالوريا، أن كل القوانين سارية المفعول تفيد بأنه يعتبر ناجحا في البكالوريا كل من تحصل على معدل 10/20 فما فوق.

 مستجدات في الكتاب المدرسي وحفاظ على الفحص التقييمي للانتقال للمتوسط

 في سياق آخر وبخصوص مستجدات الدخول المدرسي المقبل قال الوزير أن هناك برامج جديدة ومستجدات في الكتاب المدرسي سيعلن عنها في الوقت المناسب، موضحا أنه سيتم الإبقاء على آلية الفحص التقييمي بدل الامتحان للانتقال من الطور الابتدائي إلى المتوسط.، قائلا "أن الدراسات التي أنجزت حول هذا الامتحان أثبتت أنه لا جدوى بيداغوجية مرجوة منه"، مضيفا"أنه قد تم التخلي عن هذا الامتحان والإبقاء على الفحص التقييمي لحماية التلاميذ من الضغوطات النفسية التي كانت تحيط بهم في سن مبكرة خلال هذا الامتحان سيما وأن النظام التقييمي معمول به في بلدان أخرى وسيتم تحيينه وتطبيقه خلال الموسم الدراسي القادم".

وبخصوص اعتماد البطاقة التركيبية لإدراجها في امتحان شهادة نهاية التعليم الثانوي، أشار بلعابد إلى "أن ذلك يندرج ضمن ملف إصلاح امتحان شهادة البكالوريا وسيتم التطرق إليها عند تناول هذا الملف".

وبشأن اختيار موعد توافقي لتنظيم امتحانات شهادة البكالوريا بما يراعي خصوصية المناخ بالجنوب، صرح الوزير أن "تحديد موعد توافقي هو ما تقوم به الهيئة المسؤولة غير أن هذا الإجراء يبقى محدودا وتحكمه قواعد بيداغوجية ملزمة متعلقة بتأمين عدد الأسابيع الدراسية المقررة والتي يتطلع القطاع إلى المزيد منها"، وتابع الوزير يقول "امتحان شهادة البكالوريا هو موضوع وطني يجرى في كل ربوع الوطن، حيث يتم العمل بكل حرص على اختيار موعد الامتحان في وقت مبكر".

ومن جهة أخرى وبخصوص القانون الأساسي لمستخدمي قطاع التربية، أكد الوزير أنه موضوع نقاش وحوار بين الوصاية والشركاء الاجتماعيين تجسيدا لتوجيهات السلطات العليا للبلاد المتعلقة بإعادة النظر فيه، حيث المشاورات والنقاشات في هذا الشأن بلغت لمساتها الأخيرة لإيجاد توافق في الطرح نظرا لأن هذا النظام القانوني الخاص "يسيّر مسارات مهنية ينبغي أن تجد ضالتها في هذا التوافق حتى يضمن هذا القانون الخاص الاستجابة لتطلعات كل فئات و شرائح الجماعة التربوية المهنية".

من نفس القسم الوطن