الوطن
الجزائر لديها استراتيجية واضحة لمواجهة التهديدات الأمنية في إفريقيا
بوغالي يبرز جهودها في الدفاع عن مصالح شعوب القارة ويؤكد
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 31 ماي 2022
شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أمس، في افتتاح يوم برلماني حول "الجزائر وإفريقيا: فرص وتحديات"، نظمته لجنة الدفاع الوطني، على أن الجزائر تملك إستراتيجية واضحة لمواجهة التهديدات الأمنية في إفريقيا حيث تقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، كما تقوم على روح التعاون وتبادل التجارب.
وفي هذا السياق أوضح بوغالي قائلا إن "الجزائر استطاعت بما حققته من استقرار داخلي وما وفرته من بيئة ديمقراطية، أن تلعب دورها الريادي على مستوى الدبلوماسية, وهي تطرح إستراتيجية واضحة لمواجهة التهديدات الأمنية في إفريقيا خاصة على مستوى دول الجوار".
وأبرز بوغالي بذات المناسبةن أن هذه الإستراتيجية تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان, كما تقوم على روح التعاون وتبادل التجارب، وإنها تملك من الخبرة ما يؤهلها لأن تلعب دورا محوريا".
وتابع قائلا: "الجيش الوطني الشعبي له من رصيد محاربة الإرهاب والتصدي للجريمة ومكافحة الآفات وعلى رأسها المخدرات والمتاجرة غير المشروعة والتهريب, ما يجعله قادرا على أن يكون شريكا أساسيا في القارة التي تعاني الأزمات، وتحاول أن تحلحل قضاياها العالقة والتي جعلتها تعيش بؤر التوتر ومناطق التأزم المختلفة, كما تعيش مسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية".
وأبرز بوغالي بأن "الجزائر تملك أيضا رؤية جديدة لزيادة دورها الفعال في القارة الإفريقية, وهي تدرك أن التنافس الدولي على القارة والتكالب عليها له انعكاسات وتداعيات جيوسياسية عليها, لذلك هي تحرص على أن يكون لها حضور قوي لتمتين التضامن الإفريقي، لاسيما في ظل توفر إرادة سياسية وجيش قوي".
في هذا المنحى, إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون "أكد في أكثر من مناسبة على هذا التوجه", مضيفا بالقول أن "دبلوماسيتنا النشطة أكدت أن الجزائر تملك من قدرات التنافسية في إفريقيا وسط هذا التموقع والتموضع الذي لا يتوقف من قبل الدول الكبرى".
وبالمناسبة، أشاد بوغالي بالجهد الكبير الذي تبذله الجزائر دفاعا عن مصالح شعوب القارة, وما تقدمه من أجل تحضير جيوش الدول الصديقة تصديا لرهانات السلم والأمن والاستقرار". كما شدد على أن "الجزائر كانت ولا تزال ترفع الراية الحمراء ضد كل أشكال التغييرات غير الدستورية", داعيا إلى "التعامل مع الأسباب العميقة التي أدت إلى عودة هذه الظاهرة الخطيرة الضاربة للاستقرار, والناسفة لكل جهود محاولات الأمن والتعاون".
وأمام هذه "الظاهرة التي تفتح أبواب التدخل في الشأن الإفريقي واسعة", أشار السيد بوغالي إلى أن "التنافس على إفريقيا, بل التكالب عليها وعلى خيراتها, يزداد ضراوة بحكم ما تزخر به من إمكانيات وثروات, وبحكم موقعها الجيوستراتيجي".
واستطرد قائلا: "إننا في المجلس الشعبي الوطني نعمل من خلال الدبلوماسية البرلمانية على تعميم المقاربة الجزائرية والتي تقوم أساسا على حق الشعوب في تكييف سياساتها وفق خصوصياتها, ومن منظار طبيعتها دون تدخل أجنبي, هذا التدخل الذي يحاول أن يتنازع القارة خدمة لمصالحه واستنزافا للمقدرات الإفريقية".
كما عرج بوغالي على "أهمية تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية ومواصلة الجهد من أجل التنافس في العمق الإفريقي من خلال استغلال الفرص المتاحة خدمة للجزائر ولإفريقيا", إلى جانب حديثه عن "الدور المحوري لكل من الدبلوماسية البرلمانية والدينية".
الدعوة إلى تمتين الجبهة الداخلية
إلى ذلك دعا مشاركون في ذات اليوم البرلماني، الى تمتين الجبهة الداخلية من أجل مواجهة مختلف التحديات الأمنية.
وفي هذا الشأن، شدد العقيد مصطفى مراح في مداخلته حول "دور الجيش الوطني الشعبي في تجسيد استراتيجية الجزائر لمواجهة التهديدات الأمنية على حدودها"، أن "تطوير منظومة الدفاع الوطني لجعلها قادرة على حماية السيادة الوطنية يتطلب تظافر جهود كل القطاعات الوطنية وكذا جبهة قوية متينة، موحدة ومنسجمة، وعلى استعداد لحماية الوطن داخليا وخارجيا من أي تهديد".
وأبرز أن رابطة جيش-أمة تمثل "حجر الزاوية لإفشال كل المخططات العدائية ضد وطننا"، مضيفا بالقول أن "صيانة أمن الجزائر وتمتين استقرارها هي علة وجود الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني".
من جهته، دعا مدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رابح فصيح، من خلال مداخلته حول "الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية في العمق الإفريقي"، إلى ضرورة توسيع فرص الاستثمار في القارة الافريقية، لا سيما في ظل "امتلاك الجزائر للمؤهلات البشرية والثروات الطبيعية اللازمة".
من جانبه، أشار الدكتور محمد خوجة من كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية إلى أبعاد التنافس الدولي على إفريقيا وتداعياته الجيوسياسية على الجزائر، مؤكدا على أهمية تطوير العلاقات التجارية بين الجزائر وإفريقيا.